أسقط محامو الادعاء الاتهام في قضية قيد التحقيق بشأن جنود بريطانيين قتلوا بصفة جائرة مدنيين عراقيين محتجزين في عام 2004.
ومن خلال محامين، أبلغ أقارب القتلى لجنة "تحقيق السويعدي" أنهم لم يعودوا مقتنعين بأن هناك أدلة كافية لدعم الاتهامات.
وبحسب رواية تلفزة الـ"بي بي سي"، فإن المحامين أشاروا إلى أن أقارب القتلى يعتزمون التمسك باتهام الجنود البريطانيين بسوء معاملة ذويهم.
ومن جهتها، أعربت وزارة الدفاع البريطانية عن السرور إزاء إسقاط الاتهامات.
وكانت اللجنة، التي بدأت بالاستماع إلى الأدلة العام الماضي، سعت إلى استيضاح ما ورد من اتهامات بمقتل أكثر من 20 عراقيا على أيدي جنود بريطانيين.
طيّ القضية في ظروف غامضة
وظلت اللجنة معنية بما بات يعرف باسم "معركة داني بوي"، وذلك في إشارة إلى اسم نقطة تفتيش بريطانية بالقرب من بلدة المجر الكبير جنوب العراق في أيار/ مايو.
وبدأت الأحداث عندما نصب مسلحون عراقيون كمينا لجنود بريطانيين، ما أدى إلى نشوب معركة بالأسلحة النارية دامت ثلاث ساعات.
وأعلن الادعاء أن أسرى عراقيين من المعركة تعرضوا لسوء المعاملة وقتلوا بصفة جائرة في معسكر "أبو ناجي" وقاعدة شيبة للإمداد والتموين.
ونفى كل من الجنود البريطانيين ومحاميهم بدعم من وزارة الدفاع بشدة الاتهامات، قائلين إن القتلى قضوا في ساحة المعركة.
وعقب إسقاط الاتهام، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "لقد قلنا لفترة طويلة إنه لا يوجد دليل ذو مصداقية على هذه الاتهامات، ونحن سعداء بسحبها".
وفي اليوم الأخير لاستعراض الأدلة، قال محامو المصلحة العامة، الموكلون من قبل أسر القتلى، إن موكليهم توصلوا إلى هذا القرار بعد "انتهاء استعراض الأدلة العسكرية والوضع القائم للإفصاح من جانب وزارة الدفاع".
وفي ظروف غامضة، ولأسباب غير معروفة، صرح محامو الدفاع بتصريحات يحاولون فيها جاهدين إثبات أن لا شيء مما تم اتهام الجنود به كان حقيقة دامغة، وأنها لم تكن إلا مجرد شبهات وتكهنات لا أدلة تدعمها.
وجاء في بيان للمحامي جون ديكنسون أنه "منذ البداية، كان للأسر هدف بسيط باكتشاف مدى أي خطأ (تم ارتكابه)، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف حدث الأمر ومن كان المسؤول".
وأضاف البيان أن "من المقبول - بناء على المواد التي تم الكشف عنها حتى اليوم - أن ثمة عدم كفاية في الأدلة التي تدعم استنتاج (ارتكاب) قتل بصفة جائرة في معسكر أبو ناجي".
وزارة الدفاع متحمسة للبراءة
من جهته، أثنى رئيس لجنة التحقيق، السير ثاين فوربس، على المحامين بشأن موقفهم.
ووجّه فوربس حديثه إلى ديكنسون قائلا: "أنت وفريقك تستحقون الثناء للشجاعة التي أبديتموها في الإدلاء بهذا البيان في هذه المرحلة".
ومن المقرر أن يرفع رئيس اللجنة تقريره النهائي في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وخلال العمل على مدى 42 أسبوعا، استمعت اللجنة إلى أدلة من نحو 281 شاهدا.
وحتى اليوم، بلغت تكاليف عمل اللجنة، التي تم إنشاؤها في عام 2009 في بريطانيا، 22 مليون جنيه إسترليني.
وسمّيت اللجنة على اسم الشاب العراقي حميد السويعدي الذي توفي عن عمر يناهز الـ 19 عاما، وكان بين من ثارت الاتهامات بأنهم قتلوا بصفة جائرة أثناء الاحتجاز عقب المعركة.
قضية السويعدي: جندي بريطاني أطلق النار على جثث عراقيين
قال الشاهد إن الجندي أطلق النار على جثث عراقيين.
واستمعت لجنة التحقيق في قضية "السويعدي" إلى شهادة الجندي السابق في الجيش البريطاني دنكن أستون.
وقال أستون إن القضية - التي سميت باسم
العراقي حميد السويعدي الذي قتل في التاسعة عشرة من عمره - هي أن جنديا "غاضبا جدا" أطلق الرصاص على جثث بعض المسلحين العراقيين التي كانت لا تزال الحركة "تدب فيها" بعد معركة بالبنادق.
وأضاف أستون أنه رأى جنديا يدوس رأس جثة عراقي ميت، وشاهد جنودا آخرين يهاجمون بعض المحتجزين.
ولم يبلغ أستون إدارة الجيش بتلك الحوادث لأنه لم يرد إثارة فتنة.
وتحقق اللجنة في مزاعم نفتها وزارة الدفاع البريطانية، تقول بأن القوات البريطانية أساءت معاملة المحتجزين العراقيين، وقتلت بعضهم، في أعقاب معركة عرفت باسم معركة "داني بوي" عام 2004.
وتسعى لجنة التحقيق إلى تحديد تتابع الأحداث المحيطة بقتل أكثر من 20 عراقيا، وتهتم بمعرفة ما وقع في معركة حدثت خلال الحرب على العراق سميت باسم نقطة تفتيش بريطانية قرب مدينة المجر الكبير جنوبي العراق.
ويقول محامو عدد من العراقيين الذين رفعوا القضية إن بعض الضحايا أخذوا أحياء، وأسيئت معاملتهم، أو قتلوا دون مبرر في معسكر "أبو ناجي"، وقاعدة شيبة لخدمات النقل والإمداد.
وقال أستون إنه قد أرسل من معسكر كوندور القريب في أعقاب تلك الحوادث التي كانت قد بدأت عندما تعرضت مجموعة جنود بريطانيين تعرف بمجموعة "روفر" للهجوم خلال توجهها إلى معسكر "أبو ناجي".
بين الحياة والموت
وقال إنه عندما كان يجمع أسلحة من موقع المعركة، لاحظ وجود بعض الحركة في جثتين من الجثث. وأضاف "في ذلك الوقت اعتقدت أن هناك حياة في هاتين الجثتين".
ولكن يبدو أنهما كانتا "بين الحياة والموت"، ولم يعد يجدي معهما العون الطبي.
ورأى بعد ذلك رقيب الفصيلة بول كيلي يقترب وقد بدا عليه الغضب الشديد".
وحاول الرقيب إطلاق النار على إحدى الجثتين، لكن سلاحه لم يعمل، "ثم ألقى بندقيته على الأرض وقال "أعطني سلاحك".
"وأفرغ رصاصات السلاح جميعا على الجثتين اللتين كانتا تتحركان، وأطلق النار أيضا على بعض الموتى في المكان".
"وتوقفت الحركة في جثتي المسلحين، ولم يصدر أي رد فعل منهما بعدها".