مصر.. رئيس جامعة ومذيع يعتذران لـ "فتاة التحرش"

بعد موجة انتقادات عنيفة، اعتذر رئيس جامعة القاهرة جابر نصار، والمذيع تامر أمين عن تصريحات لهما، تحمل الفتاة صاحبة واقعة التحرش داخل جامعة القاهرة، المسئولية عما حدث لها بسبب الملابس المثيرة التي كانت ترتديها.

وكانت طالبة بكلية الحقوق، قد تعرضت لتحرش جنسي جماعي الاثنين الماضي، داخل الحرم الجامعي، وأثارت الحادثة غير المسبوقة صدمة في المجتمع المصري.

صب الزيت على النار

رئيس جامعة القاهرة جابر نصار، كان قد أكد في تصريحات تلفزيونية سابقة، أن الطالبة ارتدت ملابس خارجة عن المألوف لا تليق بطالبة جامعية، وأن هذا هو ما أدى إلى وقوع حادثة التحرش".

وأدت تصريحات نصار إلى استنكار عدد كبير من النشطاء، حيث طالبت الناشطة النسائية "مريم كيرولوس" بتحقيق فوري مع نصار وإقالته، وطالبت بتقديم اعتذار علني للطالبة المعتدى عليها. 

وكتبت الناشطة "مي شمس" في صفحتها على "فيس بوك": "موقف جابر نصار من التحرش في جامعة القاهرة، بيثبت لي نظريتي أن ارتفاع المستوى العلمي والثقافي في مصر، بيتناسب طرديا مع فساد العقل والبصيرة".

من جهته، قال فتحي فريد عضو حملة "شفت تحرش": إن تصريحات نصار أصابته بالصدمة، وأنه يرفض تحميل النساء والفتيات مسؤولية التحرش، وطالب رئيس الجامعة بأن يتذكر حقبة السبعينات في مصر، وقت أن كان طالبا والملابس التي كانت ترتديها زميلاته، ومع ذلك لم نسمع عن تعرضهم للتحرش".

كما أثارت تصريحات نصار اهتمام الصحافة الأجنبية، التي ركزت على رد الفعل الغاضب الذي أحدثته، حيث قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: "إن تصريحات رئيس جامعة القاهرة، صبت مزيدا من الزيت على النار".

وتحت عنوان "رئيس جامعة القاهرة يلقي المسؤولية على ملابس فتاة في واقعة تحرش جنسي"، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها الأربعاء، أن تصريحات نصار أثارت غضبا واسعا لادعائه أن الخطأ تتحمله الضحية، وقوله إنها ربما تتعرض لعقوبات.

ونقلت الجارديان ردود فعل ناشطات حقوق المرأة اتسمت بالغضب، فقالت ثريا بهجت مؤسسة مجموعة "حراس التحرير"، المعنية بإنقاذ النساء من التحرش: "أشعر بالصدمة البالغة من تصريحات رئيس أكبر جامعة في مصر، وإلقائه للمسؤولية على ملابس الفتاة، لكني سعيدة بظهور ذلك على الملأ لكشف مشكلة اجتماعية، وهي إلقاء اللوم على الضحية في حالات التحرش الجنسي".

وفي تقرير بعنوان "شاهد ماذا يحدث عندما تسير فتاة شقراء في جامعة القاهرة"، قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية: "إن رئيس جامعة القاهرة، وصف ملابس الفتاة بغير التقليدية، وحمل الطالبة المسؤولية ضمنيا عن التحرش بها".  

أنا آسف

وفي أعقاب الانتقادات الواسعة التي وجهت له، تراجع نصار عن تصريحاته، وقدم اعتذارا رسميا عما قاله حول واقعة التحرش.

وقال نصار في بيان رسمي له الأربعاء، تلقى "عربي 21" نسخة منه، "أؤكد بصفتى الشخصية والوظيفية، إدانتى الكاملة لجريمة التحرش بالنساء، وأن هذه الجريمة يجب أن ينال مرتكبوها العقاب المستحق دون أن تتحمل الضحية أى جريرة أو لوم، فهى جريمة
منكرة وغير مبررة على الإطلاق"، مشيرا إلى أن الطالبة ليست محالة إلى التحقيق، وإنما مدعوة إلى الشهادة فيما حدث".

وتابع البيان: "أؤكد أسفى واعتذارى عما جاء بحديثى عن ملابس الطالبة الضحية، فقد كان ذلك خطأ مرده الارتباك من خطورة ما حدث، وأخيراً فإننى بشخصى وصفتى أنضم إلى كل الجهود التى تكافح العنف ضد النساء داخل الجامعة أو خارجها، وأرجو أن يكون ذلك اعتذاراً كافياً وتوضيحاً ملائماً عن هذا الأمر".

وأكد رئيس الجامعة أن مرتكبي تلك الواقعة سيعاقبون بشدة، وإذا اتضح وجود جريمة جنائية ستحال الواقعة برمتها إلى النيابة العامة، وقد يصل العقاب إلى الفصل النهائي من الجامعة.

تامر أمين.. " متحرش"

وفي سياق ذي صلة، هاجم المذيع  تامر أمين الطالبة التي تعرضت للتحرش، وقال إن ملابسها تشبه ملابس الرقاصات أو فتيات الليل، متسائلا "كيف سمح لها أمن الجامعة بالدخول بهذه الملابس المثيرة".

وتابع: "لبس الطالبة أثار الطلاب المكبوتين، فتجمعوا حولها في تكرار لأحد مشاهد فيلم التجربة الدنماركية  لعادل إمام، وحمل المسئولية الكبرى على الطالبة.

وأثارت تصريحات أمين، انتقادات حادة على مواقع التواصل الإجتماعي، وصلت إلى المطالبة بمحاسبته باعتباره يبرر جريمة التحرش.

وعبر نشطاء عن رفضهم لتلك التصريحات، بإطلاق هاشتاجات منها #تامر_أمين_متحرش، و#قاطعوا_روتانا_مصرية.
وقالت الناشطة ماهينور المصري: "الحقيقة الواحد مش بيتفرج عليها بس #قاطعوا_روتانا_مصرية عشان #تامر_أمين_متحرش، كفاية المجتمع مطلع عقده على البنات".

وقال الناشط هشام صلاح: "أي حد هيبرر التحرش الجماعي داخل الحرم الجامعي، بسبب لبس البنت، يبقى متحرش زيهم بالضبط، ويجب إقالته من منصبه فورا.

وقالت مصادر في قناة روتانا مصرية، إن إدارة القناة عنفت تامر أمين بسبب تعليقه على الواقعة، وتسببه في موجة من الانتقادات العنيفة له وللقناة، وطالبته الإدارة بتصحيح الموقف وتقديم إعتذار واضح للجمهور وللفتاة صاحبة الواقعة.

وبعدها بساعات قليلة، سارع تامر أمين بالاعتذار لـ "فتاة التحرش"، مؤكدا أن انتقاده لها كان بدافع خوفه عليها، وأن البعض فهم تعليقه على الحادثة بشكل غير صحيح.

واعترف أمين بخطئه فى توصيل المعلومة، مشددا على أن ما حدث للفتاة جريمة ،وأن ملابسها لا تعتبر مبررا لما فعله المتحرشون معها.

وتاليا فيديو للمذيع تامر أمين تحدث فيه عن حادثة التحرش.