قالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" إن الرئيس
الإسرائيلي شيمون بيريز قدم للعاهل الأردني عبدالله الثاني بن الحسين اعتذاره عن استشهاد القاضي الأردني رائد
زعيتر على معبر الكرامة على غور الأردن.
وقالت "بترا" إن بيريز الذي يعتبر وفق القانون الإسرائيلي مجرد رئيس "فخري" لا يمتلك أي سلطات، أعرب عن "تأثره البالغ وأسفه لما حدث وأكد التزام إسرائيل بالمضي قدما في التحقيق المشترك في الحادث مع الجانب الأردني".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أجرى اتصالا هاتفيا مماثلا وفقا لـ"بترا".
وفي السياق ذاته تنتهي غدا الثلاثاء المهلة التي منحها
البرلمان الأردني للحكومة للرد على مطالباته التي أعقبت استشهاد زعيتر ومنها الافراج عن الجندي الأردني المحكوم بالمؤبد أحمد الدقامسة.
وأمهل البرلمان الحكومة حتى الثلاثاء المقبل للرد على أسئلة ومطالبات النواب واعتبر أن "موضوع طرح الثقة في الحكومة مرتبط بمدى استجابتها لمطالب النواب وردها عليهم".
والدقامسة معتقل منذ 13 آذار/مارس 1997 بعد ان اطلق النار من سلاح رشاش على اسرائيليات داخل منطقة الباقورة الأردنية بعد استهزائهن به خلال أدائه الصلاة فقتل منهن سبعا وجرح خمسا واحدى المدرسات.
ووقعت العملية بعد ثلاث سنوات تقريبا من توقيع
الاردن على معاهدة سلام مع اسرائيل.
وطالب مجلس النواب الحكومة بـ"طرد السفير الاسرائيلي من عمان وسحب السفير الاردني في تل ابيب كرد على مقتل القاضي زعيتر".
كما وطالب المجلس بـ"اجراء تحقيق موسع يشارك فيه الاردن فيما يتعلق بهذه الجريمة والعمل على تقديم المجرمين للمحكمة الجنائية الدولية".
وكان رئيس الحكومة الأردنية قال خلال جلسة البرلمان لمناقشة حادثة زعيتر "إن اسرائيل قدمت فعلا وبعد الضغوطات التي مارسناها وبكل الوسائل وعبر مختلف القنوات اعتذارا رسميا للاردن عن الحادث وذلك أمام اصرارنا بتقديمها كدولة اعتذارا رسميا وهي التي درجت على التمنع عن الاعتذار في حوادث سابقة مع دول اخرى وقد طلبنا وباصرار ان يكون هناك تحقيق مشترك وقد وافقت الحكومة الاسرائيلية على مطلبنا".
وكان مراقبون أثاروا تساؤلات حول طبيعة الاعتذار الذي قدمته إسرائيل عما إذا كان "إعرابا عن الأسف أو الحزن أو اعتذارا رسميا يعقبه في العادة تعويض مناسب واعتراف صريح بالخطأ".