أصيب ما لا يقل عن 150 شخصا بجروح متفاوتة في مواجهات مذهبية في بغرداية جنوب العاصمة
الجزائرية بين
العرب السنة والأمازيغ
الإباضيين، بحسب مصدر طبي من مستشفى المدينة.
وقررت تنسيقية تضم ممثلي أربعة أحياء في المدينة، السبت، "منع تلاميذ المدارس في المدينة من الالتحاق بالمدارس؛ حفاظا على أمنهم بعد أربعة أيام من العنف المذهبي" -بحسب بيان لها-.
وقرر تجار المدينة الإباضيون تنفيذ إضراب جديد عن العمل؛ "تنديدا بعمليات التخريب الواسعة التي طالت أكثر من 100 محل تجاري".
ومنذ يوم 22 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تشهد مدنية غرداية التي يقيم بها مواطنون أمازيغ يعتنقون المذهب الإباضي، وعرب سنة يعتنقون المذهب المالكي، أعمال عنف مذهبية، أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص، وإصابة المئات.
وعجزت السلطات الجزائرية عن معالجة الوضع، رغم وجود الآلاف من عناصر الشرطة والدرك في المدينة.
والإباضية هي أحد المذاهب الإسلامية المنفصلة عن السنة والشيعة، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، وتنتشر في سلطنة عُمان وشمال إفريقيا.
وعادت احداث العنف بسبب عودة السكان الميزابيين (الامازيغ) الى منازلهم التي تعرضت الى الحرق في بداية الاحداث في كانون الاول/ ديسمبر، بحسب الصحف.
واكدت صحيفة الوطن ان هذه العائلات استقبلت بالحجارة؛ ما تسبب في اندلاع الاشتباكات الاخيرة.
وأوضح ممثل حزب جبهة القوى الاشتراكية حمو مصباح أن "العائلات التي تقطن في الاحياء المختلطة (عرب وامازيغ) التي لم تحترق بيوتها، تريد إنقاذ متاعها حتى لا تفقد كل ما تملك".
وخلال الفترة الممتدة بين كانون الأول/ ديسمبر 2013 وشباط/ فبراير 2014، تحولت منطقة غرداية (600 كلم جنوب الجزائر)، المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والتربية والثقافة (يونيسكو)، إلى مسرح لاشتباكات بين عرب سنة وامازيغ اباضيين؛ ما أسفر عن مقتل خمسة اشخاص وجرح 200 آخرين منهم افراد شرطة.
وكان المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل اعلن الاثنين نشر ما لا يقل عن أربعة آلاف شرطي، و26 وحدة لمكافحة الشغب في غرداية؛ للسيطرة على الوضع.
بحسب ما نقل عن والي ولاية غرداية محمد تونسي فإن "الشرطة لم تعد قادرة على وقف
المواجهات".
ولم يصدر اي تعليق رسمي من الحكومة حول احداث غرداية في وقت هي منشغلة بالتحضير لانتخابات 17 نيسان/ ابريل، بمشاركة ستة مترشحين منهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.