أعلنت "سرايا القدس" الذراع المسلح لحركة
الجهاد الإسلامي في
فلسطين، مساء الأربعاء، ارتفاع عدد
الصواريخ التي أطلقتها تجاه تجمعات
إسرائيلية إلى 130 صاروخاً ضمن عملية أطلقت عليها اسم "كسر الصمت".
وبينت سرايا القدس، أنها أطلقت 130 صاروخا انطلاقا من قطاع
غزة تجاه البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، رداً على مقتل 3 من عناصرها الثلاثاء.
وكانت طائرات إسرائيلية، قتلت، ظهر الثلاثاء الماضي، 3 من عناصر سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
وقالت "السرايا" في بيانات متلاحقة، إنها قصفت التجمعات الإسرائيلية المحاذية بأكثر من 130 صاروخاً وقذيفة من أنواع مختلفة في إطار عملية "كسر الصمت".
وفي وقت سابق، قالت سرايا القدس، إن "العملية مستمرة"، معتبرة أن ذلك "يأتي في سياق الرد الأولي على جرائم العدو الصهيوني في الضفة المحتلة وقطاع غزة والتي كان آخرها اغتيال ثلاثة من مجاهدي سرايا القدس شرق خان يونس أمس".
من جهته، أقر الجيش الإسرائيلي أن 57 صاروخاً على الأقل، تم إطلاقها من قطاع غزة سقطت في جنوب إسرائيل، مشيرا إلى انه "أغار على 29 هدفا في قطاع غزة وتمت إصابة الأهداف بدقة"، معتبرا ان الهجمات الصاروخية هي الأكبر منذ عملية عمود السحاب في نوفمبر / تشرين الثاني 2012".
من ناحيته، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الأخير أوعز إلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في ختام مشاورات أمنية منتصف، ليل الأربعاء الخميس، "بالعمل بشتى الوسائل من أجل إعادة الهدوء إلى الجنوب".
وأضاف في بيان : "أجرى رئيس الوزراء نتنياهو هذه الليلة مشاورات أمنية، وشارك في المشاورات كل من وزير الدفاع ونائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش ورئيس الشاباك".
ولم يكشف البيان عن طبيعة القرارات التي تم اتخاذها في الاجتماع.
بدوره، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، قرارا بإغلاق معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم) على حدود قطاع غزة الذي يشهد في الساعات الأخيرة تصعيدا شديدا.
ولم يحدد إلى متى سيتم إغلاق المعبر الذي يعتبر شريان دخول البضائع والمواد الغذائية إلى غزة.
أما واشنطن، فقد أكدت حق إسرائيل في الرد على الهجمات الصاروخية، حيث طالبت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جان بساكي، بايقاف هذه الهجمات، مؤكدة على حق إسرائيل بالرد، في الوقت الذي أدانت فيه الهجمات الصاروخية واصفة إياها بـ"المخزية".
وفي معرض الردود السياسية الغربية، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن أسفه للتصعيد الحاد في أعمال العنف، داعيا جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من أجل "منع وقوع حوادث أخرى يمكن أن تقود المنطقة الي مزيد من التوتر وعدم الاستقرار".
من جانبه، حمّل بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، حركة المقاومة الإسلامية "
حماس"، مسؤولية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وقال نتنياهو، في مؤتمر صحفي، عقده الأربعاء، مع ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، الذي يزور إسرائيل: "الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة على إطلاق الصواريخ".
وحمّل بنيامين نتنياهو، حركة حماس، مسؤولية إطلاق الصواريخ، قائلاً: "إذا لم يتحقق الهدوء في جنوب إسرائيل، فسيكون هناك ضجة كبيرة في قطاع غزة، وردا كبيرا لا يمكن تصوره".
بالمقابل حمّلت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسرائيل المسؤولية عن "تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة".
وقال فوزي برهوم الناطق باسم الحركة: "إن حركته تحمل إسرائيل مسئولية تدهور الأوضاع وإيصالها إلى هذا الحد عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات والقتل والاغتيالات".
وحذر برهوم إسرائيل، من ارتكاب "أي حماقات جديدة بحق الفلسطينيين في القطاع".
كما طالب المقاومة الفلسطينية، والأذرع العسكرية بإدارة الميدان بحكمة ووعي، وفهم واقتدار، وبما يضمن الحفاظ على دماء أهلنا ومصالح شعبنا"، حسب قوله.
ودعا برهوم جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، إلى "التدخل الفوري والعاجل لوقف تدهور الأوضاع في قطاع غزة ولجم أي عدوان قادم".
من ناحيته، طالب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بوقف التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح في وقت متأخر من ليل الأربعاء إن الرئيس الفلسطيني "يطالب بوقف التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر"، معتبراً ان هذا التصعيد "يعرض المواطنين العزل إلى ويلات الحرب والدمار".
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، حالة الطوارئ، نافية وقوع إصابات حتى الآن جراء الغارات التي استهدفت مواقع تدريب في مناطق غير مأهولة بشكل كبير.
يشار إلى ان الأجهزة الأمنية بغزة والفصائل أخلت مواقعها تحسباً للهجمات الإسرائيلية.