كتب مهند الساير: شهدنا في الأيام الماضية تخريج
الكلية العسكرية لمجموعة من الضباط الجدد ورأينا ما حدث في حفل التخريج عندما قام هؤلاء الضباط بعدم إكمال المسير العسكري أمام الحضور الذي كان بحضور ولي العهد ممثلا لسمو الأمير، حيث قاموا برمي أسلحتهم وقبعاتهم والتي قام أحد الضباط السابقين بجمعها من الأرض لمخالفتها القوانين العسكرية، كما أيضا انتشر فيديو لاحتفال هؤلاء «بمعسكرهم» الذي أصبح بمنزلة احتفال في شاطئ بحري وهم يتراقصون على الأغاني فيه بصورة لا تقبل في أي مكان وخاصة في معسكر.
واستغرابي هنا بكيفية إدخال كل أدوات الاحتفال وكيف سمح لهم بكل تلك الأمور في مكان يفترض له حرمة لديهم، لما شهدوه من تدريبات فيه خلال مدة دورتهم حتى لو أنهم لم يخشوا العقاب.
كان لدي قناعة قبل هذه الأحداث أن ضباط
الجيش دائما لديهم الالتزام والانضباط العسكري أكثر من ضباط وزارة الداخلية وكانوا قديما أصحابنا من ضباط الجيش «يعايرون» بعض أصحابنا الآخرين من ضباط وزارة الداخلية بأنهم أقل تدريبا وشراسة عسكرية منهم والواضح أن هذا لم يعد موجودا مع طريقة رقص الضباط في المعسكر، ومازلت أتذكر أحد الضباط القدامى بالجيش عندما يحكي قصة تخرجه وأنه بعد التخرج مازال يخشى أن يدخن أمام الضباط الأقدم منه لما شهده من تدريبات وما زرع في قلبه من هيبة لهؤلاء السابقين له.
بكل تأكيد لا يكون كل اللوم على الضباط حديثي التخرج فيتحمل جزءا كبيرا منه كل من أساء تدريبهم وجعلهم يكونون بهذه الصورة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
وفي الختام كل ما أخشاه أن تكون هذه المؤسسة شكلية لأن تحمل ميزانية لا يستطيع أحد أن يتحدث عنها لكونها تحمل كثيرا من البنود السرية فينسى العنصر البشري ويهتم فقط بصفقات الأسلحة.
ودمت سالما يا وطني.
(الأنباء الكويتية)