كتب ماضي الهاجري:الاختلاف بين الدول الخليجية أشبه بالاختلاف بين الاشقاء في البيت الواحد، ويبقى «الاخوان» اخوانا مهما حصل، ويبقى الدم الذي يجري في العروق واحدا، والعادات والتقاليد واحدة، والجينات المكونة لاصغر خلاياهم نسخة طبق الاصل بعضها من بعض.
كم كنت اتمنى الا يحدث هذا في خليجنا الواحد، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والاهم من هذا كله انه اذا اختلفت الحكومات فيما بينها ينبغي الا تختلف الشعوب، خصوصا اذا كانوا مثل الشعب الخليجي الذي تربطه الصلة الواحدة والدم الواحد، ولا نريد ان يتسبب بعض المغرضين في حدوث العداوة والبغضاء بين ابناء الخليج العربي الذين هم اهل من الاساس واقارب وانساب بعضهم لبعض.
يبقى قرار المملكة العربية
السعودية والامارات ومملكة البحرين بسحب
السفراء قرارا خاصا بهم وبسياسات حكوماتهم، ولكن تبقى
قطر وشعبها منا وفينا شئنا ام ابينا، لأننا ولدنا في بيت واحد ونعيش بعضنا مع البعض اخوانا متحابين فيما بيننا وفي بعض الاحيان يتدخل «ابليس» ليفسد بين الاخوان، وهذا يحدث طبيعيا، ولكن متى تعوذوا منه فسيذهب الشر عنا بعيدا ونرجع كما كنا في السابق متلاحمين لا يفرقنا شيء سوى امر الله تعالى.
وأنا على يقين تام بأن الكويت لن تقف وقفة المتفرج، وان صاحب السمو الامير ابو المبادرات الكريمة سيحاول جاهدا اعادة ترميم البيت الخليجي ولملمة الجراح وجمع الاخوان بعضهم الى بعض وازالة الخلافات وجعل السفينة تعبر بدلا من ان تغرقنا جميعا، فنحن في وقت تتصارع فيه الدول، وكثير من المتربصين ينتظرون ان يُخترق الشعب الخليجي من الداخل ليتمكنوا من الدخول اليه وزعزعة امنه وتفريق شعبه.
أتمنى من قطر ان تعيد حساباتها وان تكون مع الغالبية الخليجية، وان تبتعد كل البعد عما يفرق شمل الشعوب الخليجية، وفي الوقت نفسه اتمنى من المملكتين السعودية والبحرينية ومن الامارات التراجع عن قراراتها بسحب السفراء ومحاولة الجلوس في اجتماع يضم الدول الخليجية بعيدا عن الاضواء ومعالجة الامور بشكل ودي كما يجري بين الاسرة الواحدة.
وأستغرب من الشعوب الخليجية كيف تسمح لمن يريد شق وحدتها الخليجية بأن يحقق مراده من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهنا أذكرهم بأبيات للإمام الشافعي:
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة
والكلبُ يخسى لعمري وهو نبّاحُ
(الأنباء)