"يا لها من صورة لذيذة حقا"، كتب أحدهم تحت صورة ظهر فيها إنسان ضُرب ضربا شديدا في رأسه، فسال الدم من وجهه وكان ينام في سرير بمستشفى. "هكذا يجب أن يُفعل بكل العرب"، كتب آخر من بين المبتهجين الكثيرين، في صفحة "انتقام اليهود" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والحاصلة على ألف إعجاب.
جاء هذا في مقال لـ "روني بار" نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأربعاء، تحت عنوان: الملجأ الموجه لعنصريي إسرائيل، قال فيه إن الشبكات الاجتماعية بخلاف الإنترنت في نسخاته السابقة، تُمكّن مستعمليها من نشر كل شيء يخطر ببالهم فورا دون وجود وسائل الغربلة التي ما زالت تستعمل في مواقع إخبارية تقليدية. وهكذا أصبحت التصريحات التي تدعو إلى القتل وتحرض على
العنصرية -مهما تبلغ من العنصرية- أكثر رواجا، وأمرا راتبا يحظى بالإعجابات، لكنه لا يحظى برد سلطات القانون في الدولة، ولهذا فإنه طبيعي أن تحصل صفحة منظمة "لهفاه" نشرت فيما نشرت: "ليس العرب بشرا، بل حيوانات" على 21 ألف إعجاب.
وبحسب المقال، يقول البروفيسور يئير عميحاي هامبورغر، رئيس مركز بحث علم نفس الانترنت في معهد الإعلام في المركز متعدد المجالات في هرتسليا، "إن ما كان بالأمس ذا أهمية، هو ليس كذلك اليوم، فنحن ندمن الانتباه إلينا ويجب أن نتطرف في الآراء لنحصل على نفس العدد من الإعجابات، وينشئ ذلك سُمّا يتراكم ويسبب في الكثير جدا من الحالات انفجار الأشخاص. نحن نعلم اليوم أنه كان للكثير من الجرائم العنيفة في العالم فترة حضانة في فيسبوك".
وتابع بار في مقاله: "وهذا بالضبط هو الخوف الذي يقلق علاء يونس"، الذي وجد في الشهر الماضي مدونة نشرها شاب يتابع عددا من الصفحات توجد فيها تعابير عنصرية كثيرة جدا. وقد كتب هناك: "واو، يا له من حلم كان لي. إنني رأيت أنني أدخل قسم الولادة بمستشفى، ويوجد هناك كل الصناديق التي في داخلها أطفال صغار. وأخرجت سكين نحر من المعطف ومررت بالقرب من كل طفل صغير وحيثما وجدت طفلا عربيا قطعت رأسه وحيث وجدت طفلا يهوديا وضعت الإصلاح العام.. إنه الحلم الاكثر وردية مما حلمت". وأثار نشر هذه المدونة أصداءً بل أفضى بكاتبها إلى تحقيق قصير في الشرطة بشبهة
التحريض. لكن هذا التدخل محدود وشاذ.
وعلاء يونس طبيب أسنان في الـ32 من عمره، وهو نشيط في شبكة مضادة للمتصفحين المتطرفين، يقول "تلقيت تهديدات على حياتي وحياة زوجتي وحياة ابنتي ذات السبعة أشهر"، وهو لا يشك في أنه من واجب سلطات القانون أن تتطرق إلى العنف الكلامي في الشبكة الاجتماعية: "تعمل في فيسبوك مجموعات هي الموازية للتجمعات غير القانونية في ميدان المدينة، وينبغي العمل عليها بكامل القوة، يجب على الشرطة أن تحذر كل إنسان يعبر بهذه الصورة"، بحسب ما جاء في المقال.
وقال بار "إن يدي الشرطة في واقع الأمر مكبلتان". وذكر على لسان عاملين في وزارة القضاء الإسرائيلية لصحيفة "هآرتس" إنه يوجد في السنوات الأخيرة زيادة في عدد توجهات مواطنين يشتكون من تصريحات في الشبكات الاجتماعية، لكن السياسة المستعملة "مقلصة"، فلا يتم البدء بتحقيق كثير، ولا تُقدم لوائح اتهام كثيرة في هذا المجال ".