الكعب العالي.. أنوثة وجاذبية لها ضريبة

"تعب ما.. يعتري مفاصلي، ولكنه لم يكن قادرا على إيقاف رغبتي الملحة في ارتداء الكعب العالي، واقتناء أجمل أشكاله، وبمختلف الأطوال، أحب الكعب السميك والرفيع، أرتديه في كل الأوقات، ولا يمكنني الاستغناء عنه" تقول ندى لــ "عربي21".

وتواظب الكثير من الفتيات على ارتداء الكعب العالي رغم التحذيرات المتكررة من المختصين بسبب مضاره على المدى القريب والبعيد أيضاً.

الأخصائية في علم النفس، حنان طقش، قالت إن "حرية الحركة هي أول ما يسلبك إياها الكعب العالي، درس كثيرون أثره على الجسد وكانت النتائج سلبيات عديدة من الناحية البيولوجية على العمود الفقري، والمفاصل، والقدم، والأوتار، والعضلات، وتترك هذه الآثار البيولوجية بصمتها على النواحي النفسية للمرأة، وراء ارتدائه وتحمل الألم المصاحب له.

وقالت طقش في حديثها لـ "عربي21" تقلد الفتيات اليافعات ما تعرضه المسلسلات من موضة، رغبة في الحصول على شيء من بريق نجومية البطلات، والتقليد يبدأ لدى الفتاة الصغيرة، حين ترتدي حذاء والدتها.

وأضافت أن هناك معتقدات وراء الصبر على معاناة الكعب العالي لأنه يجعل النساء أكثر إثارة في أعين الرجال، ويضفي على حركتها رشاقة، ويزيد ثقتها بنفسها نتيجة الطول الإضافي، إضافة إلى أنه يتماشي مع الموضة في الأسواق.

وتتابع "قد يكون للألم الناتج من ارتداء الكعب العالي على مشط القدم، وعضلات الساقين، والعمود الفقري، ومفاصل الركبتين، والحوض أحيانا أثر في زيادة شعور المرأة بالتوتر والضيق، وتراكم الضيق مع غيره من مصادر ضغوط الحياة قد يمكن اعتباره عاملا للإجهاد النفسي للمرأة".

وعن مخاطر الكعب العالي على العمود الفقري تقول الطبيبة النسائية سكينة طوير، لـ "عربي21": "الكعب العالي يحدث عدم توازن للعمود الفقري ويسبب انشقاقاً في عظام الأم وهو خطر أيضا على الجنين، وعندما ترتدي الحامل الحذاء العالي فإن ذلك يفقدها التوازن في جسمها، وتتمثل خطورته الأكبر إذا ارتدته امرأة سمينة، فعلى الأقل سيسبب آلاما في أسفل البطن، كما أنه يعيق ثبات الجنين في الرحم فتصاب المرأة بالإجهاض.

في السياق ذاته قالت الأخصائية النسائية الطبيبة سمية الجهمان، "إن الكعب العالي يغير مركز ثقل الجسم، مما يؤدي لتقوس في العمود الفقري، ويزيد الثقل على البطن، ويؤذي عصب الورك في الأشهر الأخيرة للمرأة الحامل إذا اضطرت المرأة لارتداء الكعب العالي فيفضل الكعب "الروكي" الذي يكون متساويا في ارتفاعه عن الأرض من الأمام والخلف، بحسب ما قالت الجهماني لــ "عربي21".

الكاتبة الأردنية ديمة طهبوب قالت "أنا لست مع القوالب النمطية للجمال التي تفرض قسرا، بالضغط الاجتماعي و أحيانا لأهداف تسويقية، فرضا على المرأة، وتضيف "أنا مع ارتداء الأشياء المريحة التي تناسبها و تناسب الموقع و العمل الذي تؤديه، و توخي الأمور الصحية لأن صحة الجسم و العظام جمال من نوع آخر يجب الحرص عليه".

وأثبتت الأبحاث الطبية أن ارتداء الكعب العالي يؤثر على صحة المرأة، وأن الذكية من لا تخاطر بصحة سنين مقابل جمال وقتي بالكعب العالي، ولتهتم النساء بمظهر العقل و الأخلاق والانجازات فهذه هي الجمال الحقيقي، وأي امرأة بدونها قصيرة ولو أطال قامتها ظاهريا كعب عال، بحسب ما قالت طهبوب لـ "عربي21".

سامر أكرم طالب جامعي، قال "أرفض ارتداء المرأة للكعب العالي، لأنها تصبح أكثر طولا من الرجل في بعض الأحيان. أما عمار "إن الكعب العالي من الجماليات، لا أرفضه ولا أقبل المبالغة فيه". أما هيا عودة الفتاة العشرينية فتقول "إن الكعب العالي يعني الأنوثة والجمال، ويعطيني شعورا عارما بالثقة، أحب أن أرتديه في الجامعة". في حين قالت روان "إنني لا ارتدي الكعب العالي، ولا يهمني المظهر على حساب صحتي، وأشعر أنه يعيق حركتي، ويمنحني عمرا أكبر". بحسب ما قالوا لــ "عربي21".

وتشير دراسة أجراھا متجر "ديبنهام" للأحذية، إلى أن 73% من النساء اللاتي ينتعلن الكعب العالي في الحفلات يعدن حافيات إلى المنزل وھن يحملن أحذيتهن بأيديھن. وأوضحت الدراسة التي شملت ألف امرأة تتراوح أعمارھن بين 16 و40 سنة، أن 89% منهن لا يتخلين عن الكعب العالي، و80% يقلن أنهن سينتعلن الكعب العالي حتى حين يصبحن في الستين من العمر، وأكدت الدراسة أن معظم النساء اللاتي يشترين حذاء ذا كعب عالٍ يفكرن في شراء حذاء آخر ذي كعب مسطح يضعنه في حقائبهن لانتعاله في طريق العودة إلى المنزل.