قال الرئيس
التونسي، محمد المنصف
المرزوقي، إن
الهوية المتعددة والمتنوعة التي تحمل داخلها مختلف التيارات والأفكار والأيديولوجيات هي مستقبل كل شعوب العالم.
جاء ذلك خلال افتتاحه، الثلاثاء، "
المنتدى العربي للتربية من أجل مواطنة متعددة الثقافات" والذي يستمر حتى 2 مارس/آذار المقبل بالعاصمة التونسية.
ودعا المرزوقي مختلف المجتمعات العربية إلى ضرورة قبول الآخر، معتبراً أن التعايش بين مختلف مكونات المجتمع يمثل ثراءً متواصلاً وليس العكس.
وبين المرزوقي أن "المجتمع التونسي يكتسب هويات متعددة نظرًا لانتمائه في الوقت نفسه إلى عديد الحضارات منها المغاربية والعربية الإسلامية والأورومتوسطية والأفريقية"، منوهًا إلى أنها أصبحت بمثابة الثروة التي تميّز تونس وشعبها.
واعتبر المرزوقي أن "الفقر الثقافي" هو "اللغة الواحدة والثقافة الواحدة والرقعة الواحدة والإقصاء"، لافتًا إلى أن التعايش مع الآخر واعتباره جزءًا من هويتنا يعد مصدرًا للتنوع والثراء.
وندد المرزوقي بما أسماه "الهوية الضدية"، في إشارة إلى الهوية الإقصائية التي لا تقبل التعايش والتألف، مشيرًا إلى ضرورة تعدد هويات المجتمع الواحد.
واعتبر المرزوقي أن التجربة الديمقراطية في تونس تعد بمثابة انطلاقة للتجارب العربية، آملاً أن تثبت تونس أن العرب قادرون على بناء دولة الديمقراطية وحقوق الإنسان، دولة تحترم مواطنيها وتقطع مع ماض بغيض كان يعتبر أن الحاكم راع والشعب رعية والوطن مزرعة، على حد تعبيره.
ورأى المرزقي أن هذا المنتدى يعد اللبنة الأولى من لبنات إرجاع الوعي للشعوب العربية بما يجب أن تقوم عليه
الثقافة العربية وبما تضمنه من القبول بالتّنوع وقبول الآخر، مؤكدًا أنّ الطريق مازال طويلا لتحقيق هذا الهدف الذي يتطلب مزيدًا من العمل الجاد والصبر والمثابرة.
وانطلق في تونس، اليوم الثلاثاء، "المنتدى العربي للتربية من أجل مواطنة متعددة الثقافات"، بحضور 70 مشاركًا من المنطقة العربية، وذلك بهدف ترسيخ ثقافة العيش المشترك داخل المجتمعات العربية.
ويهدف المنتدى إلى حثّ مكونات المجتمع المدني والسلطات الحكومية التي تشارك فيه وتشرف على سياسات التربية والتعليم والثقافة في بلدانها، على اعتماد برامج تنشيطية تتعلق بمفاهيم حقوق الإنسان والتربية على المواطنة، وحوار الثقافات، بحسب فادية قاسمي، المنسقة العامة للمنتدى.
ويشارك في المنتدى الذي تتواصل أعماله على مدار أسبوع كامل، دول المغرب العربي، ولبنان، والأردن، وسوريا، وفلسطين، وبدعم من الاتحاد الأوروبي، بحسب القائمين على المنتدى.
وينظّم المنتدى تحت إشراف مؤسسة "آنا ليند"، غير حكومية، وهي مؤسسة دولية عاملة بين حكومات الأورومتوسطي تضم هيئات المجتمع المدني والمواطنين في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط بهدفبناء الثقة وتحسين التفاهم المتبادل مقرها مدينة الإسكندرية شمال مصر.
و"المنتدى العربي من أجل المواطنة متعددة الثقافات" ينظّم لأول مرة ويستمر حتى 2 مارس/آذار المقبل، وسيتم تحديد دورية انعقاده العام المقبل في آخر أيام الدورة الحالية?.