أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الرياض رفضت التدخل لوقف هجوم
الحوثيين لاعتبارها أن حميد الأحمر رهن مصير
اليمن من خلال علاقته بقطر والإخوان، حسبما أفادت صحيفة العرب اللندنية.
وقالت الصحيفة المقربة من
السعودية والإمارات، في عددها الصادر السبت، إن مصادر يمنية مطلعة أكدت أن القيادة السعودية رفضت طلبا من
آل الأحمر لدعمهم والتدخل لوقف هجوم الحوثيين على مناطقهم القبلية مطلع الشهر وهو الهجوم الذي أدى إلى استيلاء الحوثيين على المقر "التاريخي" لزعيم قبائل حاشد الراحل الشيخ عبدالله الأحمر في منطقة عمران شمال اليمن.
وقالت المصادر إن الرد السعودي كان حاسما وإن الرياض طلبت من آل الأحمر أن يحاربوا الإخوان قبل أن ينتظروا أية مساعدة من السعودية.
ويعد هذا الموقف السعودي مؤشرا جديدا إلى أن المملكة قد حسمت موقفها من تنظيم الإخوان داخل السعودية وخارجها، ويأتي أيضا في سياق التصعيد الدبلوماسي مع قطر التي تعتبر الداعم الأول للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي يتخذ من الدوحة مقرا له.
وأضافت المصادر أن الرياض اعتبرت أن حميد الأحمر، وهو الأخ الأغنى من أبناء الشيخ عبدالله الأحمر، قد رهن مصير اليمن وتحالف قبائل حاشد بعلاقته مع قطر والإخوان على الرغم من التحذيرات السعودية المتكررة له "من عدم الانسياق وراء اللعبة".
وكان الشيخ صادق الأحمر الذي ورث زعامة حاشد “نظريا” عن والده قد حاول التواصل مع القيادة السعودية، لكن رد الرياض كان قاطعا.
واجتاحت قوات الحوثيين الشيعة مناطق تعد الموطن التقليدي لقبائل حاشد وحلفائهم القبليين والسياسيين من جماعة الإصلاح، وهي جماعة تضم، بالإضافة إلى الإخوان، مجموعات سلفية.
واعتبر مراقبون أن سقوط منطقة عمران بأيدي الحوثيين أعلن نهاية قيادة آل الأحمر لتحالف حاشد الذي ظل الظهير القبلي لحكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وكان الأكاديمي والباحث في شؤون الجماعات الإسلامية الدكتور أحمد الدغشي قال لـ "عربي 21" إن تمدد جماعة الحوثي ليس غريبا، مشيراً إلى أحداث مماثلة شهدتها البلاد سيطرت فيها جماعات مسلحة على أجزاء جغرافية كبيرة.
وشدّد الدغشي على أن "الدعم الخارجي كان عاملا مهما في تمددهم، بالإضافة إلى أن الدولة رخوة، وتريد أن تكون كذلك".
وأشار إلى أن السعودية "أيقنت أن المستفيد الأكبر من الثورات في المنطقة هم الإخوان المسلمون في مصر، وحزب الإصلاح الإخواني باليمن" ،مضيفا أن تلك القوى بمثابة "فوبيا عند الأنظمة الاستبدادية".
وبحسب الدغشي فإن السعودية "وجدت ضرورة التقرب من جماعة الحوثي باليمن، وذلك لأنّهم عبارة عن أداة
إيرانية، وهذا الملف يمكن تسويته، على غرار ملفات أخرى، ذلك أنّ أمريكا لا يُضيرها شعارات الحوثي التي تنادي بالموت لأمريكا".
وكان السفير الأمريكي السابق جيرالد فايرستاين لدى اليمن قال "إنه لايهمه شعارات كل معتوه" في إشارة إلى شعارات الحوثي، ولذلك لم تدرج جماعة الحوثي على قائمة الإرهاب؛ يقول الدغشي.
وأوضح أن "الرضا السعودي، والأمريكي عن الحوثيين يتجلي عملياً في سياق سياسة التفاهمات مع أدوات إيران في المنطقة كما حدث في العراق، ومن ثم لم يحدث أن اختلفوا اختلافاً حقيقيا. ففي 9 أيلول/ سبتمبر 2013 التقى رئيس المجلس السياسي للحوثيين صالح هبرة، بالسفير السعودي لدى اليمن، وتفاهموا معه على ملفات كثيرة، ولذلك تجد أن "خطاب الحوثي، تغيّر تجاه المملكة، ووصل الأمر إلى نفي أي مشكلة معها".