وجهت صحيفة "يديعوت"
الإسرائيلية نقدًا لاذعًا للشارع الإسرائيلي، الذي يطالب الفلسطينيين "بشكل عبثي"، بالاعتراف بما يسمى بـ"
يهودية الدولة"، في وقت تغيب فيه القدرة على "خلق
إجماع وطني حول تعريف الدولة اليهودية بالتشريع"، بحسب ما نشرت الصحيفة الأربعاء.
وبدأت "يديعوت" بالسؤال: "لماذا تحتاج إسرائيل إلى أن يعترف
الفلسطينيون بها كدولة يهودية؟"، وتشير إلى أنه سؤال سأله مسؤولون رفيعون في إسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن "معظم الإسرائيليين لا يؤمنون بإمكانية التوقيع على اتفاق مع الفلسطينيين. فهم ينتمون لليسار ولليمين".
وأوضحت أن "بعضهم يشكون لاعتبارات المنطق، وآخرين يشكون لاعتبارات الإيمان، والمبررات لا تهم، ما تهم هي الاستنتاجات، كل واحد يفهم بشكل مختلف ما ينبغي لإسرائيل أن تفعله، ولكل واحد أمنية مختلفة".
ولفتت إلى أنهم "في أقصى اليمين واليسار يقودون نحو دولة ثنائية القومية، وباقي الشكاكين -من القسم البراغماتي في البيت اليهودي يسارا- يتحدثون عن الفصل".
وبيّنت أن" ما هو مسموح قوله في الغرف المغلقة، لا يمكن قوله في الخارج، ولكل واحد تهديداته الانتخابية الخاصة به؛ من اليمين يخافون من كلمة فصل، ومن اليسار يخافون هجر رؤيا الأنبياء. وتابعت بأن "إسرائيل الرسمية في هذه الأثناء، تتحدث عن اتفاق سلام طوباوي، ولكنها تتمنى فصلا واقعيا".
ومن وجهة نظر "يديعوت"، فإن الإجابة عن التساؤل السابق تكمن في أن "الاعتراف بإسرائيل كـ "دولة يهودية" ذو مغزى فقط لمن يعتقد أنه يمكن التوقيع على اتفاق سلام يحل النزاع. أو بتعبير آخر: من يدير المفاوضات كي يتوصل إلى صيغة يتطلب فيها نزاع ديني وقومي يعود إلى مئة سنة ينتهي بمعونة ورقة اعترافا متبادلا".
وأضافت موضحة الأمر لمن أسمتهم بالشكاكين، أنه "في ظل عدم وجود السلام فإن الثمن الذي تكون إسرائيل قد طالبت بدفعه من أجل الانفصال يتقلص، والأحلام تتقزم، ولا توجد خطوط 67، والمطالبات من الفلسطينيين لا تكون ذات صلة".
ونصحت هؤلاء بأنهم "إذا أرادوا فليعترفوا، وإذا لم يريدوا فليس عليهم أن يعترفوا. والمفاوضات تجري داخل البيت وحيال العالم. الفصل، خلافا للمفاوضات الحالية، لا يضمن حلا للنزاع. عمليا لا يضمن شيئا باستثناء الحفاظ على الأغلبية اليهودية".
ومن ناحية أخرى، تقول "يديعوت": "نحن نطالب الفلسطينيين، بشكل عبثي بالاعتراف، ولكننا نفر من الإجماع الوطني الواسع حول تعريف الدولة اليهودية. في دولة إسرائيل لا يوجد دستور، والوضع الراهن يتشكل من قوانين أساس ومراكز قوى. هكذا في شؤون الدين والدولة، وهكذا في مسألة هويتنا الداخلية. ما تبقى لنا هو وثيقة الاستقلال والرؤيا الصهيونية".
وخلصت إلى أن الدولة وقبل كل شيء بحاجة إلى تعريفات وقوانين. و"تتعزز الحاجة عندما تتفاقم المسائل. تعريف الهوية صحيح لتجنيد الأصوليين للجيش، وهو صحيح لمسائل تتعلق بالأقلية العربية داخل دولة القومية الديمقراطية، وهو ذو مغزى أيضا الآن للمفاوضات مع الفلسطينيين".
والنتيجة بحسب "يديعوت" أنه "يمكن مطالبة الآخرين بالقيام بالعمل نيابة عنا، والاعتراف بدولة يهودية يتعين علينا نحن أن نفعله، قبل وقت طويل من وصول السلام".