أثار إعلان الرئيس المؤقت عدلي منصور عن تعديل ما يسمى بـ"خارطة الطريق"، وإقراره تقديم الانتخابات الرئاسية على البرلمانية حالة من الارتباك السياسي في
مصر.
القرار الذي اتخذه الرئيس المعين من سلطات الانقلاب، زاد من احتمالية ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح
السيسي للمنصب، وأشعل فتيل جدال ومواقف من قبل مرشحين سابقين. فغداة إعلان المرشح الرئاسي السابق حمدين
صباحي نيته خوض غمار سباق
الرئاسة، أكد رئيس حزب مصر القوية ذو الترتيب الرابع في انتخابات الرئاسة في 2012 عدم ترشحه والسعي للوصول لقصر عابدين.
صباحي أوضح أنه قرر خوض الانتخابات الرئاسية ولكن "دون الإخلال بحق شركائه في التشاور معهم للتوافق على قرار نهائي من الترشح للانتخابات الرئاسية"، مؤكداً أنه سيعمل على "بناء دولة ثورتي 25 يناير و30 يونيو".
"ثورة 30 يونيو" التي قامت على القتل والاعتقال وسفك الدماء. هذا ما يقوله الحقوقي هيثم أبو خليل مضيفاً لـ"عربي 21" أن ترشيح صباحي عراب الانقلاب ما هو الا ديكور وتجميل له، وأحد مشاهد المسرحية التي يخرجها قادة الانقلاب".
ويتساءل أبو خليل؛ "أي انتخابات نزيهة ستجرى تحت ظل النظام القمعي؟".
النظام الذي اتهمه أبو الفتوح بعد إعلانه عدم ترشحه للرئاسة في مؤتمر صحفي بالقاهرة، الأحد، بأنه يقوم بعملية تدليس وخديعة للشعب المصري بوجود انتخابات، "يجري استفتاء بنعم على السيسي، وليس انتخابات رئاسية".
ويتفق معه نقيب الصحفيين المصريين السابق ممدوح الولي مؤكداً أن الانقلاب يريد تثبيت أركانه "بتنصيب السيسي رئيساً".
ويضيف الولي لـ"عربي21" أن "المشهد المتسارع لجلوس السيسي على الرئاسة للحصول على دعم دولي، يعيد الينا المشهد الموريتاني بعد الانقلاب على السلطة الحاكمة".
من جانبه، أكد مدير وحدة الدراسات المصرية بمركز الأهرام عمرو هاشم ربيع عدم إعلان السيسي ترشحه للرئاسة، وأن السيسي "المخلّص من حكم الإخوان الإرهابيين" ترك جميع الاحتمالات واردة، مشيرا الى أحقيته بالترشح والفوز بالمنصب، الأمر الذي سيسعد المصريين، على حد قوله.
ربيع أكد لـ"عربي21"، "ارتفاع حرارة الانتخابات الرئاسية في حال كان التنافس بين حمدين والسيسي".
أجواء الانتخابات غير مهيأة
ويؤكد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل أن أي انتخابات نزيهة تعتمد على ثلاثة عوامل وهي؛ قضاء نزيه واعلام منصف وأمن محايد، الأمر الغير موجود حاليا، بحسب كلامه.
ويشير أبو خليل الى أن سلطات الانقلاب ستعمل على تزوير الانتخابات كما عملت على تزوير الاستفتاء السابق.
"فالعملية محسومة وما يسمى بالانتخابات ستجعل السيسي رئيسا " هذا ما يقوله ممدوح الولي مؤكداً أن "هناك قطاعا شعبيا رافضا للانقلاب، يتظاهر بتأييده، لدفع قائد الانقلاب لتولي موقع الرئاسة، حتى يغرق في المشاكل المزمنة من بطالة وفقر وعشوائيات وتدهور صحي وتعليمي، الأمر الذي سيكشف قدراتهم وخبراتهم الإدارية والتنفيذية المحدودة".