"ان تكون كلمتك مسموعة في اللجنة الاولمبية الدولية قد يكون اكثر اهمية منها في الامم المتحدة، فقرارات اللجنة الاولمبية الدولية دائما ما يتم تنفيذها".
هذا التصريح الشهير الذي ادلى به الشيخ حمد بن خليفة امير
قطر السابق في احدى المقابلات الصحافية يجسد اهمية الرياضة لدى دولة قطر التي جعلت منها اداة للاعتراف بها عاصمة للرياضة في الشرق الاوسط؛ من خلال استضافة ابرز الاحداث في السنوات الاخيرة منها: دورة الالعاب الاسيوية عام 2006، وكأس اسيا لكرة القدم 2011، وبطولة العالم لالعاب القوى داخل قاعة مقفلة عام 2010.
ولن يتوقف هذا الامر عند هذا الحدود؛ لأن قطر تتصدى لاستضافة كأس العالم لكرة اليد مطلع العام المقبل، بالاضافة الى اهم حدث رياضي عالمي على الاطلاق والذي يتمثل بكأس العالم لكرة القدم عام 2022 وذلك للمرة الاولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الاوسط.
وزرع الامير السابق في نفوس ابنائه وشعبه حب الرياضة وعشقها وممارستها، رافعا شعار "الرياضة هي الديانة الوحيدة التي يمارسها الجميع".
فنجله الشيخ تميم امير الذي خلفه في حزيران/ يونيو الماضي هو لاعب كرة مضرب سابق (شارك في مباريات رسمية في الزوجي الى جانب ناصر الخليفي رئيس باريس سان جرمان) كما يرأس اللجنة الاولمبية في بلاده ويشغل منصبا في اللجنة الاولمبية الدولية، في حين يعتبر نجله الاخر جاسم بن حمد صاحب فكرة انشاء اكاديمية اسباير اكبر قاعة رياضة مقفلة في العالم والتي تضم في مرافقها ملاعب متعددة الاستعمالات بالاضافة الى مستشفى اسبيتار الذي يقصده معظم نجوم كرة القدم للعلاج.
اما الشيخ محمد فهو فارس وقائد منتخب قطر لسباقات القدرة والتحمل، في حين يهوى الشيخ جوعان السباحة ويملك حاليا افضل الاسطبلات في العالم لتربية الخيول.
اما الشيخة موزة زوجة الامير السابق فترأس مؤسسة قطر التي اصبحت قبل ثلاث سنوات اول جهة ترعى قميص نادي برشلونة. مثال آخر ذو دلالة، حصول الخطوط الجوية القطرية على رعاية برشلونة اعتبارا من الموسم الحالي.
وخرجت قطر ايضا ابطالا عالميين امثال سائق الراليات ناصر العطية التي احرز سباق رالي دكار الشهير وبرونزية منافسات الدبل تراب في دورة الالعاب الاولمبية في لندن عام 2012، كما احرز معتز برشم خريج اكاديمية اسباير ميدالية من المعدن ذاته في العاب لندن ايضا.
واقترحت قطر على اللجنة المنظمة لدورة فرنسا الدولية للدراجات ان ينطلق السباق من العاصمة الدوحة في السنوات المقبلة وهي فكرة لم يستبعدها مدير السباق الذي يعتبر الاشهر في العالم في هذا الاختصاص.
ولم يقتصر اهتمام العائلة المالكة بالاستثمار في الرياضة محليا، بل تخطاها الى العالمية حيث اشترى الشيخ تميم نادي باريس سان جرمان عام 2011، وسرعان ما نجح الفريق في احراز الدوري المحلي الموسم الماضي وذلك للمرة الاولى بعد صيام دام 19 عاما، وهو مرشح للاحتفاظ بلقبه هذا الموسم والمنافسة بقوة على دوري ابطال اوروبا.
وكان الشيخ عبدالله بن ناصر ال ثاني اشترى نادي ملقة الاسباني عام 2010 مقابل 36 مليون يورو وضخ مبالغ ضخمة للتعاقد مع لاعبين جدد ما سمح للفريق في التأهل الى دوري ابطال اوروبا للمرة الاولى في تاريخه حيث حقق المفاجأة ببلوغ الدور ربع النهائي.
ولم يقتصر الاستثمار على كرة القدم فقط بل الى رياضات اخرى مثل كرة اليد والفروسية وغيرها. والى جانب الاستثمارات، لعبت شبكة الجزيرة الرياضية (اصبحت الان تعرف بشبكة بي اين) دورا كبيرا في توسيع رقعة الامتداد القطري في ميادين الرياضة العالمية من خلال شرائها لحقوق اهم البطولات الاوروبية والعالمية.
وباتت الجزيرة المصدر الرئيسي ان لم يكن الوحيد لنقل الاحداث الرياضية العالمية في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بعد ان احتكرت أهم الاحداث من كأس العالم وكأس اوروبا وبطولات الاندية الاوروبية ومعظم الدوريات الاوروبية لكرة القدم بالاضافة الى الالعاب الاولمبية، فضلا عن بطولات عالمية اخرى في كرة السلة وكرة اليد والكرة الطائرة وغيرها.
يلخص الخليفي هدف القناة قائلا "انه يعزز الوجه المشرق للجزيرة الرياضية التي بات ينظر اليها ككيان اعلامي عربي ينشد ايصال رسالة سامية للشباب العربي من المحيط الى الخليج، وايضا لكل الرياضيين من شتى بقاع الدنيا، حيث تجمعنا محبة الرياضة وفلسفتها نحو التلاقي والتعايش بين الامم".
واضاف "الرياضة عالمنا، والعالم ملعبنا". ويؤكد امين عام اللجنة الاولمبية القطرية الشيخ سعود به عبد الرحمن ال ثاني ان الاهتمام بالرياضة هو احد الاهداف الاستراتيجية لهذه الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط والغاز بقوله "الرياضة اولوية لدولة قطر وتدخل ضمن رؤية 2030، وقد بدأنا بها قبل عشر سنوات ولم تأت من فراغ" مضيفا "ان رؤية دولة قطر واللجنة الاولمبية برئاسة الشيخ تميم بن حمد هي +لنكن وطنا رائدا يجمع العالم من خلال الرياضة+".
وتابع "المسؤولون في دولة قطر يعتقدون ان الرياضة هي أهم استثمار في الشباب، رياضيا وصحيا وثقافيا ... فضلا عن فوائدها الاعلامية والسياحية وعلى صعيد البنية التحتية". لقد راهنت قطر بقوة على الرياضة في السنوات الاخيرة وكان رهانها في محله.