فيما يشكل ضربة محرجة أخرى لجهود وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري، يستعد
الكنيست الإسرائيلي لمناقشة مشروع قانون يدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية على جميع
المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وأعلنت عضو الكنيست الليكودية ميري ريغف أنها ستقدم مشروع القانون "الهادف لقطع الطريق على أية تسوية سياسية للصراع تتضمن تفكيك المستوطنات اليهودية القائمة أو نقل السيادة عليها إلى جهة غير إسرائيلية".
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية عن ريغف قولها إن مشروعها يهدف أيضاً لإحباط أي توجه لإبقاء أية مستوطنة يهودية تحت السيادة الفلسطينية.
وأعربت ريغف عن اطمئنانها بأن مشروع القانون سيحظى بدعم الأغلبية الساحقة من أعضاء الكنيست، مشددة على أنها وزملاءها النواب لن يترددوا في الخروج ضد توجهات زعيم الحزب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وفي ذات السياق، أشار معلق الشؤون الحزبية في شبكة الإذاعة العبرية الثانية حنان كريستال إلى أن المشكلة التي تواجه كيري تتمثل في أن وزراء ونواب حزب الليكود الحاكم هم الذين يمثلون النواة الصلبة لمعارضي خطته.
وفي تحليل بثته الشبكة صباح السبت، أوضح كريستال أن نتيناهو يعي أنه ليس بإمكانه تمرير أية تسوية مع الفلسطينيين في حال اعترض عليها نواب ووزراء الليكود، لأن هذا يعني أنه سيبقى بدون حزب وبدون ائتلاف حاكم.
ولفت كريستال الأنظار إلى حقيقة النفوذ الكبير الذي يحظى به معسكر "القيادة اليهودية"، في حزب الليكود، مع العلم أن قادة وأعضاء هذا المعسكر ينتمون للتيار الديني الصهيوني، وتقطن أغلبيتهم الساحقة في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية.
وقد أقرت وزير الثقافة والرياضة ليمور ليفنات بأن المستوطنين تعمدوا الانتساب لحزب الليكود من أجل تحقيق أكبر قدر من التأثير على الحزب وسياساته، مشيرة إلى أن كل قيادي في الحزب يأمل في أن يتم انتخابه كنائب أو تعيينه كوزير مضطر لاسترضاء أعضاء "القيادة اليهودية".
وفي مقابلة أجرتها معها قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى الخميس الماضي، أشارت ليفنات إلى أن أعضاء "القيادة اليهودية" يصوتون بشكل موحد، ويشترطون على كل من يصوتون له أن يواصل تأييد المشروع الاستيطاني، ولو تطلب الأمر مواجهة قيادة الحزب والحكومة.
ونوهت ليفنات إلى أن زملاءها الوزراء والنواب باتوا يتنافسون لاسترضاء قادة المستوطنين ويتسابقون لسن قوانين وتشريعات بالغة التطرف من أجل ضمان مستقبلهم السياسي.
وفي سياق متصل، ذكر موقع "عروتس شيفع"، الناطق بلسان المستوطنين في الضفة الغربية أن مجموعة من كبار الحاخامات وجهت رسالة شديدة اللهجة للوزير كيري.
ونشر الموقع الأربعاء الماضي مقتطفات من الرسالة التي شبهت كيري بالقائد البابلي نبوخذ نصر، الذي تزعم المصادر اليهودية، وقام بتدمير الهيكل لأول مرة عام 586ق.م، والقائد الروماني تيتوس، الذي دمر الهيكل للمرة الثانية عام 135م.
وأضافت الرسالة أن كيري من خلال خطته المقترحة يشن "حرباً على الرب واسمه" مشددة على أن اليهود لا يمكنهم أن يسمحوا بحال من الأحوال بوضع خطة كيري موضع التنفيذ.
ويذكر أن خطة كيري تُبقي القدس الكبرى والمستوطنات وغور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية، وترفض منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة للأراضي التي شُردوا منها.