قضى البابا الراحل
يوحنا بولس الثاني عشرات السنوات من عمره وهو يسائل نفسه عما إذا كان أهلا للمنصب الذي شغله على رأس الكنيسة الكاثوليكية، وفقا لما جاء في
مذكراته التي نشرت، الأربعاء 5 شباط / فبراير، رغم توصيته بحرقها.
ومن المقرر أن يُعلن البابا الراحل الذي رأس الكنيسة الكاثوليكية من عام 1978 إلى عام 2005 قديسا في نيسان / إبريل القادم، وهو مازال بالنسبة لعدد كبير من أتباع الكنيسة نموذجا للتقوى والالتزام.
وتعطي مذكراته لمحة عن حياته الروحية، وتكشف عن رجل لم يهدأ باله رغم مكانته الروحية الكبيرة على رأس الفاتيكان وفي قلوب كثيرين من أتباعه، وعذباه الشديد بسبب الشعور بأنه لم يفعل ما يكفي في خدمة الرب.
ونشرت مذكراته التي كتبها بخط يده تحت عنوان "يوحنا بولس الثاني: بين يدي الله. مذكرات شخصية 1962-2003" وهي في واقع الأمر
تأملات أكثر منها مذكرات يومية.
ورغم أن البابا الراحل لعب دورا نشطا في الحياة العامة في الحقبة السوفيتية في بولندا وعلى رأس الفاتيكان، لم يتحدث الرجل الذي ولد باسم كارول ووجتيلا في جنوب بولندا عام 1920 في مذكراته إلا نادرا عن الأحداث العامة.
وفي احدى تأملاته التي كتبها عام 1981 حين كان الـ"كردينال ووجتيلا" تحدث عن نقاش ديني مع رجال دين آخرين وتساءل قائلا: "كلمة الرب، هل أحب كلمة الرب؟ هل أعيش بها؟ هل أستحقها بكامل إرادتي؟ ساعدني يا ربي كي أعيش بكلمتك، هل أخدم الروح القدس التي تعيش في الكنيسة؟".
وكتب البابا تأملاته متنقلا بين اللاتينية والبولندية ويقول "تضحية خالصة مقدسة خالية من الدنس، لهذا هو (الرب) طلب من قساوسته أن يكونوا على قلب رجل واحد وطالبهم بطهارة القساوسة، يا سيدي المسيح أعني".
وقبل وفاته عام 2005 سلم البابا يوحنا بولس الثاني تأملاته إلى الأسقف ستانيسلو دجيويتش سكرتيره الشخصي وأوصاه بحرقها، ودجيويتش الآن كردينال في مدينة كراكاو جنوب إيطاليا.
وأعزى في المقدمة التي كتبها لمذكرات البابا الراحل سبب مخالفته لوصية البابا بحرق التأملات، أن بها مفتاحا لفهم الحياة الروحية الخاصة للبابا يوحنا بولس.