قالت صحيفة "معاريف" العبرية أن رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو أوفد المحامي يتسحاق مولخو مبعوثا عنه إلى إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، للقاء القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد
دحلان.
وأضافت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الخميس (6|2)، أن "إسرائيل معنية كما يبدو بمواصلة الاتصال بدحلان توطئة لاحتمال اعتزال رئيس
السلطة الفلسطينية محمود
عباس منصبه".
وقالت الصحيفة: "إن نتنياهو يأمل أن يتولى دحلان رئاسة السلطة الفلسطينية خلفاً لعباس، وهو أوفد مبعوثه الخاص، المحامي يتسحاق مولخو، للقاء دحلان، المقيم في دبي، وإن الاعتقاد هو أن مولخو ودحلان التقيا أكثر من مرة، علماً أن حركة فتح طردت دحلان من صفوفها بعد اتهامه بالسعي إلى الإطاحة بعباس في العام 2010".
وأضافت الصحيفة أن التقديرات هي أن إسرائيل تريد الحفاظ على علاقتها مع دحلان "تمهيداً للحظة التي يقرر فيها أبو مازن (محمود عباس) التنحي عن منصبه كرئيس للسلطة الفلسطينية"، وذلك في الوقت الذي تجري فيه إسرائيل مفاوضات للتوصّل إلى اتفاق تسوية مع السلطة الفلسطينية وعباس.
يذكر أن مفاوضات التسوية متعثرة حتى الآن على ضوء الشروط الإسرائيلية للتوصّل إلى اتفاق بين الجانبين، وأبرزها مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية "إسرائيل" وبقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة بعد قيام دولة فلسطينية، وذلك إلى جانب معارضة واسعة داخل الحكومة واليمين الإسرائيلي للانسحاب من الضفة والتوصل إلى اتفاق تسوية دائم.
وقالت الصحيفة إن الاتصالات مع دحلان تجري على خلفية التقديرات في القيادة الإسرائيلية بأن عباس لن يكون قادراً على التوقيع على اتفاق دائم، وفي المقابل تعتقد القيادة الإسرائيلية أن "دحلان يمكن أن يكون شريكاً للسلام، خلافاً لأبو مازن، وحتى أنه بإمكانه أن يشكل جسراً بين الضفة وغزة".
وأشارت "معاريف" إلى تقارير صحفية تحدثت عن أن دحلان بعث برسالة إلى الإدارة الأميركية في العام 2010، قال فيها إن "أبو مازن ليس قادراً على تحقيق السلام بينما نحن قادرون على ذلك، ولا مفرّ من استبدال أبو مازن بشخصية قادرة على تحقيق إنجازات".
وترددت أنباء مؤخراً عن أن دحلان يموّل أنشطة عديدة في الضفة الغربية، وبينها نشاط "ميليشيات" في مخيمات اللاجئين في الضفة.
ورفض مكتب نتنياهو التعقيب على اللقاءات والعلاقات بين مولخو ودحلان.
يشار إلى أن لقاء عُقد مطلع الشهر الماضي بين محمد دحلان ووزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، حيث جاء في الوقت الذي تشهد فيه العلاقة بين القيادي الفتحاوي المفصول ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (رئيس حركة فتح) توترًا وتبادلًا للاتهامات وصلت حد التخوين.
وفي السياق ذاته حذّرت حركة فتح، الخميس، من خطورة "التحريض" و"التهديد" الإسرائيلي المتكرر بحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معبّرة عن خشيتها من تكرار تجربة الراحل ياسر عرفات.
وقال الناطق باسم حركة فتح، أحمد عسّاف، الخميس، "ننظر الى التهديدات والتحريض الإسرائيلي بحق الرئيس عباس بخطورة بالغة"، وأشار الى أن "هذه التهديدات تصاعدت في الآونة الأخيرة ووصلت إلى حد التلويح بالمس بحياة الرئيس بشكل شخصي"، لافتاً إلى أن هذه التهديدات "تأتي من جهات إسرائيلية مختلفة من اليسار إلى اليمين".
ورأى أن هذه المواقف الإسرائيلية تدلل على "رفض الاحتلال للسلام وعدم الجاهزية لدفع استحقاقات السلام"، معتبراً أن "الحملة تتصاعد بهدف الضغط على الرئيس والنيل من عزيمته ودفعه لتقديم التنازلات".
وكان مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية وجّهت انتقادات حادّة لعباس على خلفية رفضه الاعتراف بيهودية "إسرائيل"، وسط تلويح بعزله، ولم يستبعد الناطق باسم فتح أن تقدم إسرائيل على "خطوات متهورة"، لافتاً إلى أن الفلسطينيين يتذكرون ما حصل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.