تواجد عسكري إسرائيلي في الدولة الفلسطينية لحماية المستوطنات النائية
كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية النقاب عن أن الخطة التي ينوي وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الإعلان عنها بشكل رسمي قريبا،ً تضمن الإبقاء على جميع المستوطنات اليهودية المقامة في الضفة الغربية.
وأوضح أودي سيغل، المعلق السياسي في قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، أن الخطة تنص على ضم المستوطنات المتواجدة في التجمعات الاستيطانية الكبرى لإسرائيل، منوهاً إلى أن التجمعات الاستيطانية الكبرى، تشمل التجمعات التالية: أرئيل، غوش عتصيون، جبل الخليل، مع العلم بأنها تضم حوالي 80% من المستوطنين.
وأضاف سيغل، الذي تحدث في برنامج "أستوديو الجمعة"، الذي بثته القناة الليلة الماضية، أن الخطة تنص على الإبقاء على جميع المستوطنات النائية التي تقع خارج التجمعات الكبرى ضمن الدولة الفلسطينية.
واستدرك سيغل قائلاً أن إسرائيل ستواصل تأمين المستوطنات النائية، منوهاً إلى أن الجيش "الإسرائيلي" يجري حالياً مناقشات معمقة حول طابع الإجراءات والاحتياطات الأمنية، منوهاً إلى أن إحدى الأفكار التي تدرس حالياً، تتعلق بتدشين قواعد عسكرية لتبقى في قلب الدولة الفلسطينية.
ونظراً لأن خطة كيري تطالب الفلسطينيين بالتنازل عن غور الأردن والمستوطنات والقدس التي تقتطع 55% من مساحة الضفة الغربية، فأن ما سيتبقى من أراضٍ لإعلان الدولة الفلسطينية عليها لا يتجاوز 45% من الضفة.
وأجمع المعلقون الإسرائيليون الذين تناولوا خطة كيري على أنه تم تضمينها صياغات فضفاضة وعمومية من أجل التسهيل على قيادة السلطة الفلسطينية تمرير تنازلات مؤلمة.
ونوه المعلق بن كسبيت، الذي كان يتحدث في برنامج إخباري بثته قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية، إلى أن حرص كيري على القول أن الدولة الفلسطينية ستقام في "القدس الكبرى" جاء من أجل التسهيل على قيادة السلطة قبول الإعلان عن عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة في إحدى البلدات الفلسطينية المحيطة بالقدس، مثل أبو ديس.
وأوضح كسبيت أن الإصرار الأمريكي على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية "إسرائيل" يأتي لأنه يعني ضمناً التنازل عن حق العودة للاجئين، على اعتبار أنه تسليم فلسطيني بحق "إسرائيل" في الحفاظ على طابعها اليهودي، وضمنه الطابع الديموغرافي، منوهاً إلى أن عودة
اللاجئين تعني بالضرورة إحداث تحول كبير في موازين القوى الديموغرافية لصالح الفلسطينيين.
الأردن موافق على استيعاب اللاجئين
وفي سياق متصل، كشف عوديد جرانوت، معلق الشؤون العربية في قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى النقاب عن أن الحكومة الأردنية أبلغت كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة أنها لا تعارض توطين اللاجئين الفلسطينيين الموجودين على أراضيها، بشرط توجيه دعم مالي سخي لتمكينها من إنجاز هذه المهمة.
ونوه غرانوت،الذي كان يتحدث في برنامج "يومان"، الذي تقدمه الصحافية أيال حسون الليلة الماضية، إلى أن الأردن هو الدولة العربية التي توافق على حل مشكلة اللاجئين على أراضيها.
الأوروبيون يهددون عباس
وفي سياق متصل، كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الليلة الماضية النقاب عن أن مسؤولين كبارا في الاتحاد الأوروبي توجهوا لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وحذروه من "التداعيات الخطيرة" لرفضه خطة كيري.
وأشارت القناة إلى أن الأوروبيين أوضحوا لكيري "بشكل لا يقبل التأويل أن رفض المقترحات يعني تخلي الأوروبيين عن دعم مخططات عباس للتوجه للأمم المتحدة للحصول على اعترافها بالدولة الفلسطينية في حال فشلت المفاوضات".
وأشارت القناة إلى أن الضغط الأوروبي جاء بعد مطالبة كيري نظراءه الأوروبيين بالتدخل لممارسة أكبر ضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للموافقة على الخطة.
وفي ذات السياق، أكدت وسائل الإعلام "الإسرائيلية" أن كيري طلب من نتنياهو تمكينه من توجيه خطاب لـ "الشعب الإسرائيلي" في محاولة لإقناع الرأي العام الإسرائيلي بالعوائد الإيجابية لخطته على أمن "إسرائيل" ومنعتها العسكرية والاقتصادية.
ونوهت القناة الإسرائيلية الثانية إلى أن كيري سيحذر الرأي العام "الإسرائيلي" من إمكانية تعرض إسرائيل لمقاطعة كبيرة في حال تم تحميلها المسؤولية عن فشل المفاوضات.
ولفتت القناة إلى ما أسمته بـ " تعاطي كيري العنصري"، حيث أنه لم يطلب توجيه خطاب مماثل للرأي العام الفلسطيني، على اعتبار أن الرأي العام الفلسطيني "ليس مهماً".
ويذكر أنه على الرغم من التنازلات الكبيرة التي يطلب كيري من قيادة السلطة تقديمها، إلا أن معظم وزراء نتنياهو يرفضون خطته.