إن صحت هذه الأنباء، فقد تبنت جماعات مسلحة في سوريا مقتل العقيد «العراقي»
حجي بكر في حلب، بعرض صورته قتيلا.
هذه الأنباء تقول إن حجي بكر قتل قبل 3 أسابيع.
حسنا من هو حجي بكر هذا؟
شخص غامض، يقال إنه العقل المدبر، والشخص الدموي، المسؤول عن إيغال جماعة «
داعش» في الدموية والتوحش، إلى درجة أثارت رهافة أيمن الظواهري من مخبئه في جبل ما في أفغانستان أو باكستان، ومثله الوحيشي في اليمن، وشيوخ الإرهاب القاعدي من المغرب إلى الخليج!
كنت قرأت مؤخرا مجموعة تغريدات على «تويتر» في موضوع تحت عنوان: «ويكيليكس دولة البغدادي».
الحق أن الموضوع مثير، وفيه تركيز شديد على شخصية حجي بكر هذا، وأنه تسلل بمكر إلى زعيم «دولة الإسلام في العراق» أبو بكر البغدادي، رغم أنه لم يكن ممن له «سابقة» في الجهاد الدولي، وحين يقال «سابقة» فهي تعني عند شباب الجماعات الجهادية أن سبق له ممارسة القتال في أفغانستان أو الشيشان أو البوسنة.. إلخ، وأن له علاقات بزعماء الأصولية العسكرية في العالم أمثال أسامة والظواهري والزرقاوي وغيرهم.
ضمن موضوع «ويكيليكس دولة البغدادي»، الذي قرأته قبل خبر مقتل حجي بكر، تفاصيل مدهشة عن حجي بكر، وأنه ضابط سابق، وكادر بعثي عتيد، وأنه من «نظم» دولة البغدادي هذه، وأنه من قاد عملية الانتقال لسوريا، لتوسيع قاعدة الأنصار، وأنه من تبنى الاشتباك الدموي مع جماعة «الجولاني» أو «النصرة» كما تعرف، بعدما اعتبرت متمردة على «أمير المؤمنين» البغدادي. بينما النصرة، وهي لا تختلف في أدبياتها عن «داعش»، تحظى بدعم شيوخ الإرهاب من المغرب للخليج. كما أن حجي بكر بعث الأنصار للسعودية ودول الخليج والمغرب لحشد تأييد «طلبة العلم» الجهاديين.
موضوع «ويكيليكس دولة البغدادي» جدير بالمطالعة.
المثير هو سهولة اختراق كادر بعثي عتيد لجماعة تقول إنها تجاهد في سبيل الله لإقامة دولة الخلافة المتوهمة.
ما يفتح الموضوع على اختراقات أخرى أكثر تعقيدا، فماذا يمنع مخابرات الحرس الثوري الإيراني أو حتى مخابرات الأسد أو دول قصية بعيدة مثل روسيا والصين من «تجهيز» شخص ما، سيكون سنيا ملتحيا يهمهم بمصطلحات القوم طبعا، ويكون الأكثر تطرفا حتى يبعد الشبهات عن نفسه؟!
الأمر سهل والقوم يغرون أي طرف بالاختراق، ثم إن الأمر ليس بالضرورة أن يكون اختراق دول ممنهجا، بل قد يكون اختراق شخص مريض بأحلام الزعامة مثل حجي بكر، ويجد أمامه جنودا جهلة لا يحسنون قراءة الواقع، بل يحسنون قطع الرقاب وتفجير الركاب، أي أنهم جسد وحش بلا رأس يدبر ويخطط.
جماعات العنف والإرهاب الديني تملك الكثير من الطاقة والانفعال، والشحيح من التدبير والتخطيط، حتى ضمن أهداف الشر!
يقول الشاعر الأول:
وإن بقوم سودوك لحاجة.. إلى سيد لو يظفرون بسيد
(الشرق الأوسط)