أبدت "
إسرائيل" ارتياحها الكبير تجاه دور الأردن في منع انتقال
الحركات الجهادية للتمركز في جنوب
سوريا، ما حافظ على الأوضاع الأمنية شبه هادئة في هضبة الجولان.
ونقلت قناة التلفزة "الإسرائيلية" الثانية الليلة الماضية عن مصادر رسمية في "تل أبيب" قولها إن التعاون الذي أبداه الأردن نجح في عدم تمكن الحركات الجهادية من إيجاد قواعد في جنوب سوريا يمكن أن تستخدم مستقبلاً في الانطلاق لتنفيذ عمليات ضد قوات جيش الاحتلال المتمركزة في هضبة الجولان.
وأوضحت المصادر أنه لو تواجد عناصر الحركات الجهادية في جنوب سوريا كما هو الحال في شمالها، فإن الواقع الأمني سيكون مختلفاً عما هو عليه الآن.
ويذكر أن ألوف بن محرر صحيفة "
هآرتس"، كشف النقاب -في تقرير نشره في الصحيفة بتاريخ 15 نيسان/ أبريل 2013- عن أن كلاً من "إسرائيل" والأردن والولايات المتحدة، بحثا سبل إقامة حزام أمني على طول الحدود بين الجولان السوري والجولان المحتل، بحيث يتولى الأردن توظيف علاقاته مع مجموعات من الثوار لإبعاد الحركات الجهادية عن الحدود مع "إسرائيل".
وفي سياق متصل، كشف معلق "إسرائيلي" بارز، النقاب عن أن "إسرائيل" باتت تنظر إلى نظام الأسد كـ "ذخر إستراتيجي من الطراز الأول".
وقال بن كاسبيت، أحد كبار المعلقين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين إن دوائر صنع القرار في "تل أبيب" باتت ترى إن بقاء نظام الأسد يمنع تحول سوريا إلى ساحة لانطلاق العمليات العسكرية ضد "إسرائيل"، مشيراً إلى أن سقوط نظام الأسد يعني تفرغ عناصر الحركات الجهادية للانشغال في تخطيط وتنفيذ العمليات ضد "إسرائيل".
وفي مقال نشره موقع "يسرائيل بلاس" الجمعة، نوه كاسبيت إلى أن الانطباع السائد لدى دوائر صنع القرار في "إسرائيل" أنه لا يمكن مراكمة الردع في مواجهة الحركات الجهادية، التي لا تملك مؤسسات دولة، وبالتالي لا يمكن لإسرائيل ردعها عبر ضرب مؤسساتها.
وأوضح كاسبيت أن "محور الشر الشيعي"، الذي ضم كلاً من إيران وسوريا وحزب الله، والذي كان يمثل تهديداً لإسرائيل" لم يعد قائماً.
وأوضح كاسبيت أن سوريا كدولة وجيش قد "تبخرت تقريباً"، ولم تعد ذات صلة بميزان القوى، في حين طرأ ضعف كبير على
حزب الله من ناحية عسكرية وسياسية، مشيراً إلى أن قوة الحزب استنزفت إلى حد كبير بسبب دوره في الحرب الدائرة في سوريا.
وفيما يتعلق بإيران، فإن كاسبيت يشير إلى أن توجه إيران للموافقة على تسوية الإشكالية المتعلقة ببرنامجها النووي فتح المجال أمام تفكيك هذا التهديد مرة وللأبد.
وفي سياق متصل، وفيما يمثل أوضح مثال على تراجع الخطر الذي يمثله الجيش السوري على "إسرائيل"، كشف النقاب الجمعة في "تل أبيب" أن الجيش قرر نقل الفرقة المدرعة "36"، والتي يطلق عليها "جاعش"، من هضبة الجولان إلى قلب "إسرائيل"، مع العلم أن هذه الفرقة تمركزت في الهضبة منذ العام 1973 وحتى الآن.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة أن قيادة الجيش باتت تدرك أنه لا يوجد أدنى خطر أن تفاجأ "إسرائيل" من ناحية هضبة الجولان عبر استخدام المدرعات، بعد أن شارف الجيش السوري على التفكك وتراجعت قوته إلى حد كبير.
وأشارت الإذاعة إلى أن قيادة الجيش قررت في المقابل جلب فرقة عسكرية من المشاة متخصصة في تأمين الحدود ومنع عمليات التسلل، في مؤشر على تعاظم مخاطر مثل هذه العمليات في المستقبل.