أكد طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس حكومة
غزة إسماعيل هنية أن "
إسرائيل" هدفت من خلال التصعيد الأخير "إلى تصدير أزماتها الداخلية، على اعتبار أن مثل هذا السلوك يحقق الإجماع الإسرائيلي".
وفي تصريحات لـ"عربي 21"، لفت النونو إلى أن الحكومة "الإسرائيلية" تحاول من خلال هذا التصعيد "إصلاح صورة جيشها وجنودها التي اهتزت خلال حرب حجارة السجيل"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته قادران على التصعيد للعدوان.
واستدرك النونو بأن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة ينطلق من تقدير دقيق للظروف الإقليمية بشكل يخدم المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
وأكد على أن هناك توافق بين الحكومة الفلسطينية في غزة وحركات المقاومة على إعادة ترتيب الوطني الفلسطيني، على اعتبار أن تحقيق هذا الهدف يمثل أولوية.
ولفت النونو إلى أن معظم فصائل المقاومة ملتزمة بالتفاهمات الوطنية بشأن العمل المقاوم، والتي تمت بلورتها في أعقاب حرب "حجارة السجيل"، مشدداً على أن الاعتبار الأساس الذي يحكم المقاومة هو المصلحة الوطنية.
في السياق ذاته رجح معلقون عسكريون "إسرائيليون" أن حكومة بنيامين
نتنياهو معنية بوضع حد للتصعيد الأخير بينها وبين غزة.
وأشار المعلقون إلى أن "إسرائيل" تخشى أن تسهم أي مواجهة شاملة مع غزة إلى تعزيز قوة حركة
حماس وتآكل الانجازات التي حققتها من الانقلاب في مصر.
وقال أمير بارشلوم، المعلق العسكري في قناة التلفزة "الإسرائيلية" الأولى إنه "ليس من الحكمة وضع حركة حماس في الزاوية في الوقت الذي تتعرض فيه لحملة مصرية كبيرة"، محذراً من أن الأمور يمكن أن تخرج من إطار السيطرة بعكس ما ترغب "إسرائيل".
وفي تقرير بثته القناة مساء الاثنين، أكد بارشالوم أن كل الدلائل تشير إلى أن كلاً من "إسرائيل" وحركة حماس غير معنيتين بمواصلة التصعيد الحالي.
وأوضح بارشلوم أنه في حال قامت "إسرائيل" بشن عمل عسكري كبير على حماس فأن هذا قد يزيد من الضغط الجماهيري المصري على سلطة الانقلاب لوقف إجراءاتها ضد الحركة، مما يعني تآكل الانجازات التي حققتها تل أبيب من عزل مرسي.
وفي ذات السياق قال يوآف ليمور، المعلق العسكري لصحيفة "إسرائيل اليوم"، أوسع الصحف "الإسرائيلية" انتشاراً إن "إسرائيل تخشى" أن تؤدي أية عملية عسكرية على قطاع غزة إلى حدوث تقارب بين حركة حماس ومحيطها العربي، علاوة على الخشية من أن يسهم ذلك في استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام.
وفي تقرير نشرته النسخة العبرية لموقع الصحيفة اليوم الاثنين، نقل ليمور عن مصادر عسكرية "إسرائيلية" قولها أن الغارات التي شنها جيش الاحتلال مؤخراً هدفت إلى استعادة الردع في مواجهة المقاومة وقف التصعيد وليس إلى إشعال نار مواجهة جديدة.
واعتبر ليمور أن إقدام الجيش "الإسرائيلي" على اغتيال الناشط في حركة "الجهاد الإسلامي" أمس الأحد جاء لردع المقاومة عن مواصلة إطلاق الصواريخ والإيضاح لحركة حماس أن قواعد المواجهة تحددها تل أبيب وليست غزة، منوهاً إلى أن "إسرائيل" أرسلت إلى حركة حماس عبر الجانب المصري رسائل مفادها أنه لا يمكنها قبول وضع يتم إطلاق القذائف على مستوطناتها الجنوبية.
واعتبر ليمور أن أحد النتائج السلبية للضغط الذي تمارسه مصر حالياً ضد حماس هو تشجيع الفصائل الفلسطينية الصغيرة على إطلاق الصواريخ.