بدأت في لاهاي اليوم الخميس محاكمة غيابية لاربعة متهمين بقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق
الحريري بعد تسع سنوات من اغتيال الملياردير السني و21 شخصا اخرين.
والاربعة أعضاء بحزب الله الشيعي وهم متهمون بتدبير انفجار وقع بالعاصمة بيروت عام 2005 وأسفر عن مقتل الحريري وكاد يؤدي الى انزلاق البلاد مرة اخرى الى حرب اهلية.
ولا يزال الأربعة وهم مصطفى بدر الدين وسليم عياش وحسين عنيسي واسد صبرا طلقاء ويحاكمون غيابيا.
وقال رئيس
المحكمة ديفيد ري "يعتزم المدعي استدعاء مئات الشهود وتقديم الاف العرائض."
وقال المدعي نورمان فاريل "الهجوم جذب أنظار العالم. انها حقيقة استمرت أصداؤها لفترة طويلة بعد أن هدأ غبار الانفجار. من حق شعب لبنان أن تجرى هذه المحاكمة وأن يسمع الأدلة ويسعى لمعرفة الحقيقة.. أن يسعى لمعرفة الحقيقة والكشف عن هوية الجناة الذين عملوا في الخفاء وسعوا لاخفاء هويتهم الحقيقية. كشف النقاب عن هذه الجريمة سيتطلب أدلة مفصلة. ورغم جهود الجناة لإخفاء تورطهم في هذا الهجوم تترك الحقيقة آثارها."
ووضع نموذج كبير الحجم لمسرح الانفجار في وسط قاعة المحاكمة يضم هيكلا لفندق سان جورج الذي انفجرت أمامه سيارة ميتسوبيشي محملة بنحو ثلاثة آلاف كيلوجرام من المتفجرات تاركة حفرة ضخمة.
وقال فاريل "الأدلة تتضمن كما كبيرا من بيانات الاتصالات وسجلات ما ترك في الموقع مما يكشف الأعمال والاتصالات وهوية الجناة. أدلة الاتصالات تكشف كيف ارتكبت الجريمة ومن نفذها."
وتنعقد المحاكمة في صالة ألعاب رياضية تحولت الى قاعة للمحكمة في المقر السابق للمخابرات الهولندية على مشارف لاهاي. ويمكن ان تستمر الجلسات لسنوات.
وتشكلت المحكمة الخاصة بلبنان في لاهاي بدعم من الأمم المتحدة وتأييد من الحكومة اللبنانية للتحقيق في مقتل الحريري ومحاكمة الجناة.
و وصف رئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري في لاهاي اليوم الخميس بدء محاكمة المتهمين بالضلوع في قتل والده بانه "يوم تاريخي" مؤكدا أنه يطلب العدالة لا الثأر.
وقال الحريري في كلمة أمام مقر المحكمة في ضاحية لاهاي "وجودنا هنا اليوم هو بحد ذاته دليل على ان موقفنا منذ اللحظة الاولى وفي كل لحظة كان وسيبقى في كل لحظة طلب العدالة لا الثأر وطلب القصاص لا الانتقام. في قاموسنا الرد على العنف لا يمكن ان يكون بالعنف بل بمزيد من التمسك بانسانية الانسان بالقانون وبالعدالة".
وقال الحريري الذي يشارك في حضور جلسات المحكمة مع مجموعة من اهالي الضحايا "اليوم هو يوم تاريخي بامتياز والرئيس رفيق الحريري كان حاضرا بقوة ومعه كل الشهداء الذين قضوا معه وكل الشهداء الذين سقطوا من بعده وصولا الى آخر الاحبة في قافلة الشهداء محمد شطح ومرافقه ومئات الضحايا الذي حصدتهم جرائم التفجير والاغتيال السياسي".
وفي أواخر الشهر الماضي وقبل ثلاثة اسابيع فقط من بدء المحاكمة قتل الوزير السابق محمد شطح وهو مستشار مقرب من سعد الحريري في انفجار سيارة ملغومة على بعد بضع مئات من الامتار من موقع هجوم عام 2005.
وقال الحريري "المحكمة الدولية لاجل لبنان انطلقت ومسار العدالة لن يتوقف ولا جدوى بعد اليوم من اي محاولة لتعطيل هذا المسار."واضاف "ان حماية المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاصرار على عدم تسليمهم الى العدالة هو جريمة مضافة الى الجريمة الاساسية الكبرى".
وتشمل لائحة الاتهام اربعة اشخاص من بينهم المسؤول البارز في
حزب الله مصطفى أمين بدر الدين (52 عاما) وهو صهر القائد العسكري الذي اغتيل عماد مغنية. والآخرون هم سليم جميل عياش (50 عاما) وحسين حسن عنيسي (39 عاما) واسد حسن صبرا (37 عاما).
وفشلت السلطات اللبنانية في تعقب اي منهم في السنوات الثلاث الماضية منذ اصدار لائحة الاتهام وهم يحاكمون غيابيا بعدما عينت المحكمة محامين للدفاع عنهم.
وينفي حزب الله اي دور له في قتل الحريري ورفض التعاون مع المحكمة وهدد بالعنف ضد كل من يحاول اعتقال المشتبه بهم، وحذر الامين العام للحزب حسن نصر الله في 2010 حين كانت المحكمة تعد لتسمية المتهمين الاربعة قائلا "يخطيء من يتصور اننا سنسمح بتوقيف احد من مجاهدينا...ان اليد التي ستمتد الى اي واحد منهم ستقطع."
وتقول جماعة حزب الله الشيعية ان المحكمة هي أداة بيد اسرائيل التي خاضت حربا مع الحزب لمدة 34 يوما في صيف 2006 وان اسرائيل اخترقت شبكة الاتصالات في لبنان لافتعال قضية ضد الجماعة.
وشاب التحقيق ما بدا انه عثرات منها شهادة شهود انكروا لاحقا ما ورد في أقوالهم والاعتقال المطول بدون تهم لأربعة مسؤولين أمنيين مؤيدين لسوريا والتسريبات الاعلامية مما قدم حججا لمنتقدي المحكمة وأكد انها ستبقى موضوعا مشحونا سياسيا.