اقتصاد عربي

الغلاء يصيب سوق الملابس التقليدية في المغرب بالشلل

المغرب - سوق ملابس - القفطان
المغرب - سوق ملابس - القفطان

افتقد الزقاق الرئيس لسويقية (سوق) المدينة القديمة بالعاصمة المغربية الرباط (شمال) زحمة الزبائن  خلال ذكرى المولد النبوي لهذا العام عكس الأعوام السابقة.

تجار الملابس التقليدية في هذا السوق يراهنون على إقبال أكثر أهمية في الساعات 24 المقبلة قبل حلول الذكرى الثلاثاء.

وبحسب تجار، لم يرق الإقبال على الملابس التقليدية في هذه المناسبة الدينية إلى المستوى المنتظر قياسا بالسنوات الأخيرة التي يصل فيها الإقبال مستويات كبيرة للأهمية الكبيرة التي يوليها المغاربة، رجالا ونساء، صغارا وكبارا، لارتداء الملابس التقليدية خلال المناسبات الدينية.

"في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، ظلت الحركة دؤوبة من الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل"، تقول مريم شاكير، وهي شابة تدير متجرا للملابس التقليدية بالسوق نفسه،  قبل أن تضيف: "الإقبال يزداد خلال أيام العيد والمناسبات الدينية، على الملابس التقليدية  للجنسين ولكافة الفئات العمرية، لكن خلال هذه السنة لم يرق الإقبال على منتجاتنا إلى مستوى الأعوام الماضية".

استعد تجار الملابس التقليدية لهذه المناسبة بجلب كل أنواع الملابس التقليدية للرجال والنساء، كل بائع حسب تخصصه.

وقد تجلت ملامح هذا الاستعداد بوضوح في واجهات المحلات التجارية المتخصصة في بيع الملابس التقليدية، التي زينت بألبسة تقليدية تنوعت بين "القفطان" و"الجلابة" الرجالية والنسائية و"جابدور"، وهي الألبسة التي تلقى، عادة إقبالا كبيرا من قبل المغاربة خلال مختلف المناسبات الدينية، ومن بينها ذكرى المولد النبوي الشريف.

الشابة مريم شاكير التي تشتغل في هذا السوق منذ سبع سنوات، تساءلت عن الأسباب الثانوية وراء ضعف الإقبال قبل أن تجيب عنها بنفسها بإرجاع هذا الوضع إلى "الأزمة الاقتصادية التي أصابت جل دول العالم، ومن بينها المغرب".

أثارت التاجرة نفسها سببا آخر يتجلى في كون "الملابس العصرية رخيصة الثمن وتجذب زبائن أكثر، لأن الملابس التقليدية غالية  بسبب غلاء أسعار المواد الأولية المستعملة  في إنتاجها وصعوبة العمل فيها".

بضائع قليلة في هذا السوق تمت صناعتها بالرباط، والجزء الأكبر منها يقتنى من باعة الملابس التقليدية بالجملة من مدينتي فاس (شمال) التي تأسست قبل 12 قرنا، وكانت أول عاصمة للمغرب في العهد الإسلامي، وكذا من مراكش التي تعتبر العاصمة السياحية للبلاد، وهو ما يرفع تكاليف التجار الرباطيين ويؤثر سلبا على أثمنة البيع النهائي للعموم.

ويتراوح سعر البلغة الجلدية بين 80 و200 درهم، في حين تزيد أسعار الجلابة والقفطان عن هذا بكثير، كما تختلف حسب التصاميم وجودة الثوب المستعمل في خياطتها.

ورغم انخفاض ثمنها قياسا بباقي الملابس التقليدية، فالإقبال على "البلغة و"الشربيل" (بلغة نسائية)، ضعيف أيضا بـ"سويقة" المدينة القديمة للعاصمة المغربية.

وبحسب التجار، يمكن إرجاع هذا التراجع أيضا إلى "حدوث تحول في ظروف ونمط عيش المغاربة، فالألبسة والأحذية العصرية أصبحت اللباس اليومي والمعتاد للمواطن المغربي، وليس كما كان عليه الحال في سنوات مضت. حيث كان اللباس التقليدي الأكثر انتشارا وتداولا بين المغاربة".
التعليقات (1)
شواط
الجمعة، 08-09-2017 10:11 ص
الهجر إلى إطاليا