تعرض مسلمون لهجمات متفرقة من قبل مسيحيين في أنحاء متفرقة من بانغي، عاصمة أفريقيا الوسطى المضطربة، مساء الجمعة، بعد ساعات من استقالة "ميشال دجوتوديا"، أول رئيس مسلم للبلاد من منصبه.
وقال احد السكان
المسلمين ويدعى عيسى أبوكار "كنت في سيارة أجرة في طريقي إلى سوق المدينة، وفوجئت بحشد من المسيحيين يجبرون قائد السيارة على التوقف وطلبوا نزول المسلمين من السيارة"، مشيرا إلى أنه نجا من الموقف لأنه لم يكن يرتدي الزي التقليدي للمسلمين.
وفيما أوضح أنه لا يعرف مصير اثنين آخرين من ركاب السيارة من المسلمين واللذين أجبرا على النزول قبل أن تكمل السيارة طريقها، أشار إلى أنه "إذا استمرت الهجمات الانتقامية على هذا النحو، قد أضطر إلى مغادرة المدينة .. فالمكان لم يعد آمنا".
الموقف نفسه تعرض له رجل أعمال مسلم، فضل عدم ذكر اسمه خشية التعرض لهجمات انتقامية، مكتفيا بالقول إنه تعرض لهجوم من قبل حشد من المسيحيين، لا يقل عددهم عن 30 شخصا، خلال استقلال سيارته قرب مقر "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي" في بانغي.
وأشار إلى أنهم ألقوا الحجارة بكثافة على سيارته بعد رفضه التوقف ما تسبب في تحطيم الزجاج الأمامي بالكامل.
وأعرب عن بالغ حزنه لتطور الأحداث على هذا النحو، مضيفا: " أشعر بصدمة.. ومضطر لعدم الذهاب إلى العمل غدا خشية تكرار الهجوم".
وكان المشاركون في القمة الاستثنائية لدول وسط أفريقيا المنعقدة، أمس الجمعة في عاصمة تشاد نجامينا، قد أعلنوا أن رئيس أفريقيا الوسطى الانتقالي ميشال دجوتوديا ورئيس وزرائه نيكولا تيانغاي قدما استقالتهما، بحسب البيان الختامي للقمة الذي تلي خلال جلسة موسعة.
واستقبلت بعض القطاعات المسيحية تلك الأنباء بارتياح شديد.
وفى أبريل/ نيسان من العام الماضي، أعلن المجلس الوطني الانتقالي في أفريقيا الوسطى، اختيار ميشال دجوتوديا، رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وأعلن الأخير أنه سيسلم السلطة في العام 2016 أي بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات.
وجاء اختيار "دجوتوديا" رئيسا مؤقتا للبلاد بعد شهر واحد من إطاحة مسلحي مجموعة "سيليكا" بالرئيس السابق فرانسوا بوزيز، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب عام 2003.