جدد دبلوماسيون روس خلال لقاء الجمعة في موسكو مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية ويندي شيرمان، تأكيدهم على دعم
روسيا للرئيس السوري بشار الاسد في "تصديه للمجموعات الارهابية" حسب وصفهم.
وتأتي زيارة شيرمان الى موسكو قبل اجتماع حاسم سيجري في باريس الاثنين بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف سيركز على مساعي موسكو لمنح ايران، حليفة النظام السور ي الرئيسية، مقعدا رسميا في المحادثات التي تعرف باسم "
جنيف2".
وقال مسؤولون روس ان لافروف وكيري سيعقدان اجتماعا مشتركا في باريس الاثنين مع المبعوث العربي والدولي الخاص الى
سورية الاخضر الابراهيمي.
ولم تتحدث شيرمان الى الصحفيين عقب لقائها مع نائبي وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف اللذين سيمثلان روسيا في المؤتمر الدولي للسلام حول سوريا في 22 كانون الثاني/ يناير في مونترو وجنيف بسويسرا.
إلا ان وزارة الخارجية الروسية ذكرت ان المسؤولين الروس أبلغوا شيرمان ان حملة الاسد ضد "الجماعات
الإرهابية" تحظى بتأييدهم الشامل. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "المندوبين الروس شددوا على أهمية توحيد جهود الحكومة السورية والمعارضة ذات التوجهات الوطنية في محاربة المجموعات الارهابية التي تهدد تحركاتها مستقبل سورية وكذلك الاستقرار الإقليمي أيضا".
وتستخدم موسكو عبارة "المعارضة ذات التوجهات الوطنية" للاشارة الى جماعات المعارضة السورية التي ليست جزءا من حزب البعث الحاكم لكن يصرح لها النظام بالعمل، ولا تشتمل على الائتلاف الوطني المعارض او المسلحين الذين يقاتلون على الارض.
وجاء في بيان الوزارة ان موسكو وواشنطن متفقتان على ان مؤتمر "جنيف2" الذي يأتي بعد مشاورات تموز/ يوليو 2012 التي أخفقت في إنهاء القتال في سورية، يجب ان يركز على اجراء اول محادثات بين النظام السوري والمعارضة.
وقال البيان ان المؤتمر "يجب ان يشكل بداية للمحادثات المباشرة بين السوريين على أساس اعلان جنيف الذي يتعين على السوريين في اطاره ان يقرروا بأنفسهم مسالة كيفية عمل حكومتهم المستقبلية".
وانتهى اجتماع "جنيف1" الذي شاركت فيه الدول الكبرى ولم يشارك فيه النظام السوري او مسؤولون من المعارضة السورية بالتوصل الى اتفاق حول عملية انتقال سياسي في سورية. وفسر مسؤولون أمريكيون نص الاتفاق على انه يعني ان الاتفاق يستبعد احتمال بقاء الاسد في السلطة. إلا ان روسيا التي تربطها بالنظام السوري علاقات تمتد عقودا وترتبط بصفقات بيع اسلحة مع البلد المضطرب بقيمة مليارات الدولارات سنويا، تصر على انه لا يمكن اجبار الاسد على التنحي نظرا لما يتمتع به من "قاعدة شعبية" داخل بلاده حسب قولها.
وتعتبر روسيا من المؤيدين الرئيسيين لدعوة ايران للمشاركة في محادثات السلام في سويسرا بسبب نفوذها وتأثيرها على نظام الاسد، وهو الموقف الذي تؤيده ألمانيا وتعارضه فرنسا والولايات المتحدة.
وصرح الرئيس الايراني حسن روحاني انه ابلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفيا الخميس ان مؤتمر السلام سيشفشل إذا لم تشارك فيه طهران.
ولم يدرج الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ايران على قائمة الدول الثلاثين التي وجه إليها دعوات للمشاركة في المؤتمر. كما رفضت الجمهورية الاسلامية سابقا تلميحا أمريكيا بأن تلعب دورا "هامشيا" في المؤتمر، واعتبرت ذلك مهينا.
وقال دبلوماسيون روس انه لم يتم التوصل الى قرار نهائي بشأن دور ايران في محادثات "جنيف2" خلال زيارة شيرمان.
ونقلت وكالة انترفاكس عن غاتيلوف قوله: "لقد تم تأجيل البحث في هذه المسألة الى حين الاجتماع بين وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري في باريس".
وقالت موسكو ان لافروف سيجري مشاورات نادرة مع رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد الجربا في باريس إما الاحد او الاثنين.