كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) يقوم بعمليات مراقبة للأمريكيين العائدين من سورية خشية أن يكون ناشطو
القاعدة قد دربوهم على القيام بعمليات على التراب الأمريكي.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين الأمريكيين عبروا عن قلقهم من تأثر الأمريكيين المتطوعين في سورية من عناصر القاعدة مع أن أعدادهم لا تتجاوز الـ 70 شخصا، وهو عدد قليل مقارنة مع أعداد المسلمين الأوروبيين التي تقدر بحوالي 1200 جهادي.
وكان مدير "أف بي آي" جيمس بي كومي أخبر مجموعة من الصحافيين أن مكتبه يقوم بوضع أولوية لملاحقة حركة الأمريكيين الذين سافروا أو حاولوا السفر إلى سورية عند عودتهم من هناك. وقال إننا "نعرف أن القاعدة تقوم باستخدام سورية لاختيار أفراد يمكن تجنيدهم وتلقينهم أيديولوجية التنظيم من أجل تحويلهم لمتشددين، ولكي يكونوا جنودا إضافيين، وربما في الولايات المتحدة". ويُعتقد أن المكتب يقوم بعمليات تجسس على مدار الساعة على الأمريكيين الذين قاتلوا في سورية وعادوا من أجل التحقق من أنهم لم يحصلوا على أوامر للقيام بعمليات عسكرية أو استخدام الخبرات التي حصلوا عليها أثناء التدريبات المكثفة في سورية.
ويقول مسؤولون إن معظم الأمريكيين لم يغادروا سورية بعد، وأن الولايات المتحدة تقوم بالتنسيق مع حلفائها في أوروبا الذين يشاركونها مظاهر القلق من خطر المتطوعين على أمن بلادهم، حيث تقوم بالتنسيق معهم بشأن سبل الحد من تدفق المتطوعين إلى سورية، وملاحقة من يقرر العودة إلى بلاده. وذكرت الصحيفة أن أمريكية اسمها نيكول لين مانسفيلد من ولاية ميتشغان قتلت في محافظة إدلب، وهي مع المقاتلين السوريين، كما حوكم جندي سابق إسمه إريك هارون وضع صورا على حسابه في "فيسبوك" أشار فيها إلى مشاركته في إسقاط مروحية سورية ونهب ما فيها.
وبنى المسؤولون الامريكيون معلوماتهم عن محاولات القاعدة تنفيذ وتجنيد أمريكيين من تعاون مع الدول الأوروبية وسجلات سفر الأمريكيين داخل تلك الدول، ومن التنصت على المكالمات والمخبرين داخل سورية، إضافة إلى مراقبة وسائل التواصل الإجتماعي (فيسبوك وتويتر وغيرها). ويقول المسؤلون إن محاولات القاعدة تجنيد مقاتلين للعمل في أمريكا يشير إلى أنها لم تتخل عن أهدافها، وهي القيام بعمليات كبيرة.
وفي الوقت الذي أكد فيه مدير "أف بي آي" على نجاح الإستراتيجية الأمريكية في ملاحقة ناشطي القاعدة جنوب آسيا؛ في باكستان وأفغانستان تحديدا، إلا أن الجماعات المرتبطة بالتنظيم تشهد حالة من الإحياء والنشاط في بعض دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، خاصة في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومات الواهنة.