من مقر عمله التطوعي في "برنامج صبرا وشاتيلا للمنح الدراسية" في بيروت، كتب فرانكلين لامب (العضو السابق في الهيئة العليا للحزب الديمقراطي الامريكي) مقالا لمجلة "كاونتر بانش" بعنوان "هل ستبقى
لبنان على قيد الحياة بعد 2014؟"، بعد ايام من تنفيذ التفجير الأخير في شارع "العريض" بالقرب من مقر عمله، وهو التفجير الرابع منذ شهر يوليو الماضي.
و يرى فرانكلين لامب أن التفجيرات الانتحارية أصبحت أمرا اعتياديا لدى البنانيين، ولم يعد أحدهم يستهين بأعدائه من الطوائف الأخرى، فالجميع لديهم مهارات القتال وعلى استعداد للموت من أجل الدين أو من أجل قضية ما.
ويشير الكاتب أن سكان جنوب بيروت يعتقدون أن منفذي هذه التفجيرات ينتمون إلى جماعات على صلة بتنظيم القاعدة، كما يرى آخرون أن زعيمي "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام" قد أمروا مقاتليهم بالزحف نحو لبنان بهدف تدمير "حزب الله".
ويوضح الكاتب قائلا: "هناك بعض الروايات التي يصعب التحقق منها؛ من قبيل أن أعدادا كبيرة من الجهاديين قد دخلوا بالفعل إلى لبنان قادمين من سوريا والعراق ودول أخرى. وقد شهد النصف الأخير من عام 2013 زيادة ضخمة في عدد المقاتلين الشباب القادمين من شمال إفريقيا والشام. والكثير منهم ينضمون إلى "جبهة النصرة" و"الدولة الإسلامية" بدلا من الجماعات التي "تصنف على أنها أكثر اعتدالا". وتستغرق معسكرات التدريب ستة أشهر وتجذب إليها أغلب المجاهدين حيث تقدم تلك المجموعات أفضل أنواع الطعام والأسلحة والملابس الشتوية ومرتبات تصل إلى 500 دولار في الشهر، كما أنها تتبنى فكرا جهاديا ملهما بالنسبة لهؤلاء الشباب.
وينقل الكاتب بعض الروايات القائلة إن اغتيال وزير المالية الأسبق والمرشح لمنصب رئيس الوزراء
محمد شطح قد يؤجج من وتيرة "الحرب البطيئة" القائمة بالفعل في لبنان، حيث جاء الاغتيال في وقت حساس جدا وصلت فيه التوترات
الطائفية إلى ذروتها.
وقد احتدم الصراع بين التحالف الموالي للغرب (والمعروف باسم 14 آذار) ضد المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله (والمعروفة باسم تحالف 8 آذار). وبدأت البلاد تشهد "دعوات مفتوحة لمواجهة حزب الله بكافة الوسائل من أجل إنقاذ لبنان". وتحمل التيارات المناهضة لبشار الأسد "قوى 8 آذار" الموالية للأسد المسؤولية عن عملية اغتيال محمد شطح.
وبسبب هذه الصراعات الطائفية المحتدمة ينقل الكاتب قول الكثير من اللبنانيين بإن لبنان لم ولن تكون دولة حقيقية في يوم من الأيام. ويلقي اللبنانيون باللوم على القوى الخارجية التي أوصلتهم لهذه المرحلة. ولكن آخرين يرون أن اللبنانيين هم أنفسهم السبب في الفوضى التي آلت إليها لبنان. وهناك أسباب عديدة تؤيد الرأي الأخير، منها إن لبنان ليس لديها حكومة فعلية، ولا جيش قوي، كما أن "سياسييها فاسدون يبحثون عن مصالحهم الشخصية ويتخلون دائما عن المصوتين لهم"، فيما يصوت المؤيدون لهؤلاء السياسيين دائما "بالرغم من فسادهم".
ويضيف الكاتب إن من أسباب انعدام الدولة في لبنان الطائفية "السامة" التي تسيء لمفهوم الوطنية، والشخصية اللبنانية المختلة التي تظهر يوميا في التعاملات اليومية للبنانيين؛ حيث يكثر الغش والأنانية والقيادة العنيفة للسيارات التي أدت ألى أعلى معدل حوادث في العالم، وكذلك احتقار أبناء كل طائفة لأديان ومعتقدات الآخرين؛ وفي نفس الوقت التهديد بالقتل لمن ينتقد معتقداتهم.
ويرى بعض المراقبين المقربين للكاتب إن الحل للأزمة الحالية في لبنان هو عودتها إلى "بلدها الأم" وهي سوريا. حيث يرى هؤلاء إن هذا الحل هو الأنسب لجميع الأطراف لأن لبنان تم فصلها عن سوريا ظلما في ظروف غير طبيعية. كما يشعر هؤلاء المراقبون أن سوريا "دولة حقيقية بها قوانين وحضارة".
وينهي الكاتب مقاله ساخرا بالقول إنه ليس من الظاهر أن اللبنانيين قادرين على الابقاء على لبنان على قيد الحياة بمرور عام 2014!