قالت أحدى الصحف
المصرية المحسوبة على السلطة الحاكمة حاليا إن الرئيس المنتخب محمد
مرسي طلب ملابس مدنية لحضور محاكمته الأربعاء إلا أن ادارة السجن رفض طلبه.
وظهور مرسي في جلسة محاكمته الأولى بالملابس نفسها التي ارتداها أثناء إلقاءه خطابا بميدان التحرير، وسط العاصمة، بعد أربعة أيام من إعلان فوزه بالرئاسة، بعث برسالة "ثبات وصمود"، بظهوره بهذا الزي، الذي منح أنصاره انطباعا أنه لا يزال حاضرا في المشهد، وهو المشهد الذي حرصت صحيفة "الوطن" المقربة من
الإنقلاب مقدما على تأكيد أنه سيتغير في جلسة الأربعاء.
أحمد عبد الله، استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق "دلتا مصر" قال إن: "القضية تجاوزت زي المحاكمة منذ التصعيد الذي انتهجته الشرطة المصرية، يوم الجمعة الماضية، وقابله تحولا في أداء أنصار مرسي".
وتابع: "في ظل الاشتباكات المستمرة بين الأمن والمتظاهرين وسقوط قتلى ومصابين، أصبحت قضية زي مرسي هامشية، وربما يصبح مرسي نفسه قضية هامشية في هذه المعركة، ويصبح الهدف الأكبر اسقاط السلطة الحاكمة دون اشتراط عودته".
وسقط 17 قتيلا من أنصار مرسي خلال مواجهات مع قوات الأمن الجمعة الماضية ضمن فعاليات مليونية "الشعب يشعل ثورته"، التي دعا لها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، الداعم لمرسي، بحسب حصيلة رسمية وهو ما أكده التحالف.
وأضاف عبد الله: "نظرة بسيطة على المسيرات التي تخرج يوميا تكشف عن تراجع صور مرسي أمام صور قتلى المظاهرات، وهو ما يشير إلى أن القضية تدريجيا ستتجاوز مرسي".
ومن هذه النظرة الموسعة للمشهد في إطار حدث المحاكمة، إلى التركيز على مشهد المحاكمة نفسها، ذهبت أميرة بدران، أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، إلى أن "لغة الجسد" تبدو أهم من الزي في التأثير على المعنويات.
وقالت: "الزي الذي ظهر عليه مرسي في الجلسة الأولى، لو اقترن بظهوره ضعيفا منكسرا، كان ذلك سيؤثر بالسلب على معنويات أنصاره، ولكن ظهوره بهذا الزي إلى جانب لغة الجسد التي أظهرته متماسكا، هو الذي أثر إيجابيا على معنوياتهم".
ورغم أن مرسي سيظهر مرتديا الزي الأبيض، الذي يرتديه السجناء الاحتياطيين في الجلسة الثانية، إلا أن ذلك الأمر سيتضاءل تأثيره إذا كانت إشارات لغة الجسد لديه تصب في إطار التماسك والصلابة، وفق ما ذهبت إليه أستاذة علم النفس.
ولغة الجسد، كما تعرفها أستاذة علم النفس، هو ما يصدر عن الشخص من إيماءات أو نظرات أو حركات باليد، تكشف عن حالته النفسية سواء كانت تماسكا أو ضعفا.
وحرص أنصار مرسي في وقت سابق، على التأكيد أن ظهور رئيسهم بزي السجن الاحتياطي لن يؤثر على معنوياتهم، ودشنوا حملة باسم " لون العزة أبيض "، دعوا فيها إلى تصوير أنفسهم بالزي الأبيض أكثر من صورة، إحداهم من الأمام واثنين من الجانبين، مثل صور "متخيلة" نشرتها بعض الصحف لمرسي وهو يرتدي ملابس السجن البيضاء.
ومن الأعراف القانونية في مصر، التي تتبعها مصلحة السجون أن تقوم بتصوير السجين بالزي الأبيض من الأمام والجانبين.
وتعقد محكمة جنايات القاهرة، الأربعاء المقبل، الجلسة الثانية لمحاكمة مرسي و14 متهمًا آخرين بتهمة بالتحريض على قتل 3 متظاهرين معارضين نهاية 2012، أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة)، في واقعة شهدت أيضا مقتل عناصر من جماعة الإخوان المسلمين، المنتمي إليها مرسي.
وكانت المحكمة أجلت، يوم 4 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، المحاكمة إلى 8 يناير/ كانون الثاني الجاري، وأمرت بنقل مرسي إلي سجن برج العرب في الإسكندرية (شمال)، بعد أن ظل محتجزا في مكان غير معلوم، منذ الانقلاب عليه وحتى ظهوره في أولى جلسات المحاكمة.