نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالا قالت فيه إن بحثا حديثا؛ توصل إلى وجود علاقة بين ارتفاع مستوى
الكوليسترول السيء في الجسم ووجود بروتينات غير طبيعية في دماغ المصابين بمرض
الزهايمر.
وأضافت الصحيفة أن الدراسة أثارت احتمال ان يكون للكولسترول دورا مباشرا في تكوين صفائح
الأملويد (الأملويد: ترسبات بروتينية ليفية غير قابلة للذوبان)، ووجود هذه الصفائح في
الدماغ هي إحدى العلامات التي تتميز بها حالات الإصابة بالزهايمر.
وقال بروس ريد الذي قاد البحث في جامعة كاليفورنيا ديفيس: "إن النماذج السيئة من الكوليسترول قد تكون المتسببة بشكل مباشر لمستويات أعلى من الأملويد المعروف بمساهمته بالتسبب بالزهايمر، بنفس الأسلوب الذي تساعد فيه هذه النماذج على حصول أمراض القلب."
وكانت أبحاثا سابقة قد ربطت بين ارتفاع الكوليسترول وظهور أعراض الزهايمر ولكن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يربط مباشرة بين نسبة الكوليسترول في الدم وتركيز صفائح الأملويد في أدمغة مرضى على قيد الحياة.
قام الباحثون بدراسة عينة من 74 مسنا تطوعوا للبحث، نصفهم في حالة إدراكية جيدة والنصف الآخر يعاني من فقدان بسيط للذاكرة أو ضعف طفيف في الإمكانيات الإدراكية، وقد تم فحص مستوى الأملويد للمتطوعين باستخدام مادة كاشفة تلتصق بالصفائح البروتينية وتظهر إشعاعا على جهاز التصوير المقطعي البوزيتروني، وهو جهاز يستطيع تصوير الإشعاعات النووية للمادة الكاشفة وتكوين صورة ثلاثية الأبعاد.
الكوليسترول وهو مادة دهنية تنتقل حول الجسد عن طريق نوعين من البروتينات. أظهرت الدراسة أن الكوليسترول الجيد أو ما يسمى البروتينات الدهنية عالية الكثافة تحمل الكوليسترول من الخلايا إلى الكبد ليتحلل ويبدو أنه يمنع من تكون صفائح الأملويد. أما الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول السيء، أو البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، فكانوا الأكثر عرضة لتكون صفائح الأملويد في الدماغ. البروتينات الدهنية عالية الكثافة هو نوع الكوليسترول الموجود في الدماغ بشكل طبيعي وهو المسؤول عن تنظيف الأملويد من الدماغ ويعتقد العلماء أن هذه الحقيقة قد توضح العلاقة.
لكن لم يتضح بعد سبب تأثير البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة على الدماغ بالرغم من عدم وجودها فيه. ولكن الباحثين قالوا إن نتائج بحثهم هي بمثابة جرس تنبيه يشير إلى أن السيطرة على مستوى الكوليسترول قد يكون له الأثر الأكبر على صحة الدماغ.
يقول البروفيسور ريد "قد تكون آثار (إجراءات الوقاية) بسيطة ولكن على مر السنين قد يكون لها أثر بالغ." وأضاف أن السيطرة على الكوليسترول في مرحلة الكهولة حيث يبدأ الأملويد بالترسب والبناء قد يساعد كثيرا في التقليل من انتشار الزهايمر.
تناول المأكولات الصحية مثل العدس والثوم والأسماك والأفوغادو وتجنب الدهون المشبعة قد تساعد على تخفيض الكوليسترول السيء أو استخدام علاج الستاتين لتقليل نسبة الكوليسترول طبيا، ولكن العلماء يقولون أنه من المبكر القرار باستخدام الستاتين كعلاج أو وقاية من الزهايمر لأن الدراسة وجدت علاقة ما ولكنه لم يتم التأكد من أن هذه العلاقة سببية بعد.
وعلقت لورا فيليبس التي تعمل في أبحاث الزهايمر في بريطانيا قائلة: "إن ما توصلت اليه الدراسة تضيف إلى الأدلة المتواجدة حاليا من احتمال لعب الكوليسترول دورا في مرض الزهايمر .. ومع هذا فإن التجارب السريرية لحد الآن لم تقدم أدلة تنصح باستخدام الستاتين المخفض للكوليسترول كطريقة لعلاج الزهايمر أو الوقاية منه."