خلصت دراسةٌ أجراها اتحاد تنمية الموارد البشرية في مصر إلى أنّ معدل إنتاجية
الموظف الحكومي العربي تتراوح بين (18) إلى (25) دقيقة يومياً.
ولم يستغرب المستشار العام لاتحاد الموارد البشرية كمال أدهم هذه النتيجة في حديث خاص لـ "عربي 21"؛ بل رآها منطقيةً ونتيجة حتمية للعوامل المحيطة بالموظف الحكومي العربي.
وقال أدهم إنّ البيروقراطية، والبطالة المقنعة وعدم تأهيل الموظف، وتحديد مواصفاته القياسية (الوصف الوظيفي) عوامل هامة في تدنّي إنتاجية الموظف العربي.
وزاد أدهم على تلك العوامل أسبابا أخرى منها قوانين البلاد العربية التي توزع الوظائف دون الالتزام بقواعد وقوانين صارمة، فضلاً عن تعيين موظفين لا تتناسب مؤهلاتهم مع الوظيفة التي يعملون بها ولا تحقق مصلحة سوق العمل، ولم ينس العامل الذي وصفه بالأخطر وهو "الواسطة والمحسوبية" في التعيين.
ووصف أدهم تدنّي إنتاجية الموظف الحكومي العربي بـ "المأزق" الذي لا يمكن الخروج منه إلا باتباع سياسات وخطط تتبنّاها إرادة جادة من الدولة نفسها.
وبحسب أدهم فإنّ تدريب الموظفين الحكوميين على رأس عملهم، واستخدام تكنولوجيا المعلومات والحكومة الإلكترونية عوامل مهمّة لزيادة إنتاجية الموظف الحكومي إن وجدت الإرادة السياسية الصادقة من الحكومات العربية على حد تعبيره.
وأكد أنّ دولاً عربية مثل الإمارات والسعودية والأردن وتونس قطعت خطوات جادة وناجحة في مجال زيادة إنتاجية الموظف الحكومي، وجاء ذلك من خلال توظيف جاد لتكنولوجيا المعلومات والتقنيات الحديثة في هذا المجال.
وشدّد أدهم على أهمّية الاستثمار في العقل العربي وتوفير الدعم المالي الحقيقي لإنجاح الموظف الحكومي وزيادة انتاجيته، وهو ما تسبب بنجاح دول مثل اليابان وماليزيا التي استثمرت في رأس المال البشري وركزت على المحور التعليمي ومخرجاته.
وختم حديثه لـ "عربي 21" بالقول:" لن يستطيع العالم العربي تحقيق أي تقدم بدون جعل الشعار الأساسي له الارتقاء بالمواطن العربي عن طريق التعليم (معرفة، قدرة، إرادة)، وأن تستجيب الإرادة السياسية للإرادة الشعبية".
ويعتقد الخبير الاقتصادي الأردني خالد الزبيدي أن انتاجية الموظف العربي هي أقل مما تشير إليه الدراسات العلمية خصوصا في دول الخليج.
وقال الزبيدي في حديثه لـ "عربي 21" إنّ الموظف الحكومي العربي لا يحصل على مزايا حقيقية، وإن حصل عليها فهي قليلة جداً ولا تلبي احتياجاته الأساسية، وتجعله يبقى تحت تاثير الشعور بالظلم.
وأضاف إن مخرجات التعليم بحد ذاتها، وانعدام التدريب والتنمية للإنسان العربي تخلق هذه التشوهات التي لا تتناسب مع سوق العمل ولا تحقق الانتاجية المرجوة من الموظف.
علاوة على ذلك يرى الزبيدي أنّ التحدي الأبرز للعالم العربي اليوم هو الاستثمار في الإنسان العربي واتباع النموذج الغربي الذي ينفق من 2 ـ 5% من مجموع أجور العمل في عملية تدريب مستمرة تحقق النجاحات الاقتصادية المرجوة في جانب الإنتاج.
من جانبه يتفاءل كمال أدهم بأنّ رياح الربيع العربي ستفرض تغيرات حقيقية في العقلية العربية من شأنها أن تنتشل الإنسان العربي من هذا العجز في الإنتاجية وتحرك عجلة الانتاج والنجاح.
وعلى النقيض من ذلك يرى الزبيدي أنّ الربيع العربي لم يجلب للعالم العربي سوى تعطّل حركة الإنتاج وجعل المواطن العربي والموظف الحكومي على السواء أشبه بالعاطل عن العمل.
يذكر ان
الدراسة التي أجراها الاتحاد العام للتنمية البشرية خلصت الى أنّ معدل إنتاجية العامل العربي هو من أقل المعدلات في العالم، بسبب التخلف الاقتصادي . وأن ساعات العمل الحقيقية للعامل أو الموظف العربي خلال الدوام اليومي لا تزيد على 18 دقيقة إلى 25 دقيقة.
وبحسب الدراسة فإنّ متوسط إنتاج العامل المصري 30 دقيقة في اليوم، والجزائري 22 دقيقة، والسوداني 20 دقيقة.
وعلق مدير الاتحاد العام أيمن الجندي على الدراسة بأنه لن يتحقق أي تقدم اقتصادي أو تنمية ولن تنهض المؤسسات إلا بإدارة رأس المال البشري بطريقة جيدة.