دعا رئيس
جنوب السودان سلفا كير اليوم الأربعاء لوضع نهاية لأعماء القتل الوحشي والفظائع التي ترتكب لأسباب قبلية مع وقوع اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين الموالين لنائبه السابق ريك
مشار في منطقة منتجة للنفط.
وتخشى القوى الغربية أن ينفلت زمام العنف فيتحول إلى حرب أهلية عرقية ووافق مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء على زيادة عدد أفراد قوات حفظ السلام الدولية هناك إلى الضعفين تقريبا.
ونقل حساب رسمي لحكومة جنوب السودان على موقع تويتر عن كير قوله "يقتل ابرياء بشكل وحشي. يهاجم الناس الآخرين بسبب انتمائهم القبلي. هذا أمر غير مقبول."
وأضاف كير "هذه الفظائع التي تحدث الآن ينبغي أن تتوقف على الفور."
وبدأ العنف في العاصمة جوبا يوم 15 ديسمبر كانون الاول واتسع نطاقه سريعا مقسما السكان على أسس عرقية بين النوير والدنكا.
وحاولت القوى الغربية ودول شرق افريقيا التي تحرص على الحيلولة دون تفشي العنف في المنطقة الهشة التوسط بين كير المنتمي لقبيلة الدنكا ومشار الذي ينحدر من قبيلة النوير وكان يشغل منصب نائب الرئيس حتى اقاله كير في يوليو تموز.
وقالت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء إن كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ستوفد مبعوثا لجنوب السودان. وقال مسؤول بحكومة جنوب السودان ان رئيس وزراء اثيوبيا هيلا مريم ديسالين والرئيس الكيني اوهورو كينياتا سيصلان الى جوبا صباح الخميس للمساعدة في جهود الوساطة.
ورغم دعوات الاتحاد الافريقي لوقف اطلاق النار في يوم عيد الميلاد فقد وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين اليوم الاربعاء في ملكال عاصمة ولاية اعالي النيل المنتجة للنفط.
وقال المتحدث باسم الجيش فيليب اقوير لرويترز اليوم الاربعاء "في ملكال قوات المتمردين في جانب والقوات الحكومية في جانب اخر القتال لا يزال دائرا."
وعثرت بعثة لحقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة امس الثلاثاء على مقبرة جماعية تحوي 75 جثة في بلدة يسيطر عليها المتمردون.
وكان كير ومشار قالا ان خلافهما سياسي وليس قبليا لكن كثيرين من بين 45 ألف مدني لجأوا إلى قواعد الامم المتحدة في شتى انحاء البلاد يقولون انهم استهدفوا بسبب انتمائهم العرقي.
وقال تشان اوول (33 عاما) وهو موظف حكومي تبعثرت اسرته في انحاء البلاد بعد نشوب القتال "بالتأكيد ليس عيد ميلاد سعيدا هنا في غمرة الحرب."
ومضى يقول "لا أحد يريد العودة إلى أيام لم تكن فيها مدارس ولا مستشفيات ولا طرق وفوق كل ذلك لا يريد اي سوداني جنوبي ان يكون لاجئا مرة أخرى."
وفي رسالة اذاعية لأبناء جنوب السودان في يوم عيد الميلاد قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون ان المنظمة الدولية ستقف معهم في أصعب مرحلة يمر بها بلدهم منذ استقلاله قبل عامين.
واضاف "نحن نعزز وجود الامم المتحدة وسنبذل قصارى جهدنا لوقف العنف ومساعدتكم في بناء مستقبل افضل للجميع."
وكان مشار ابلغ رويترز يوم الاثنين انه مستعد للتفاوض مع كير بشرط الافراج أولا عن حلفائه السياسيين المعتقلين وهو ما سارعت الحكومة برفضه.
وقال اقوير المتحدث باسم الجيش ان الحكومة ستهاجم خلال ايام بلدة بنتيو التي يسيطر عليها المتمردون وهي عاصمة ولاية الوحدة المنتجة للنفط.