حذّر مختصون وخبراء من أن استمرار التقليص في مساحة
الأراضي الزراعية بغزة لصالح المشاريع الإسكانية والزحف
العمراني يهدد الأمن الغذائي لقرابة مليوني مواطن.
وقال خبراء إن المد العمراني يخالف بنود قوانين
الزراعة والمخطط الإقليمي للقطاع، محذرين من النتائج "الكارثية" للنمو السكاني تجاه الأراضي الزراعية.
وأوصت دراسة حديثة للمركز العربي للتطوير الزراعي بغزة، بمعالجة النمو السكاني وحاجة القطاع للوحدات السكنية عن طريق البناء الرأسي وتقليص المد الأفقي وعدم تغيير الهدف من استخدام الأراضي بما يخالف المخطط الإقليمي للقطاع.
واستعرضت الدراسة آثار الزحف العمراني على الأراضي الزراعية، مشيرة إلى أن زيادة النمو السكاني في قطاع
غزة بنسب عالية جدا، والحاجة لوحدات سكنية أثرت بالسلب على الأراضي الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي.
ويعاني 57% من أسر قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي، وفق تقرير صدر قبل أيام عن إدارة الشؤون الإنسانية في منظمة التعاون الإسلامي.
وتقول إيناس الرنتيسي، مديرة دائرة الخطط والسياسيات في وزارة التخطيط التابعة للحكومة الفلسطينية في غزة ، إن عدد الوحدات السكانية في القطاع يقدر بنحو 280 ألف وحدة ومن المتوقع أن يصل عددها في الأعوام القليلة القادمة إلى نحو 330 ألف وحدة سكنية. وأضافت أن المد العمراني وما صاحبه من تجريف وتدمير إسرائيلي للأراضي تسبب في تقلص المساحات الزراعية.
وأشارت إيناس الرنتيسي إلى أن تحقيق مفهوم الأمن الغذائي بقطاع غزة يستلزم ألا تقل نسبة الأراضي الزراعية عن 180 كم مربعا، غير أن المد العمراني والذي طال نحو 63 كم مربعا قلص المساحة الزراعية إلى نحو 143 كم مربعا فقط.
ويحتاج قطاع غزة لإعادة دراسة إستراتيجيات أي مشاريع إسكانية قادمة وفق تأكيد نقيب المقاولين الفلسطينيين نبيل أبو معيلق.
وقال أبو معيلق إن غرق أحياء سكنية كاملة خلال المنخفض القطبي الأخير بمياه الأمطار؛ ناتج عن الخلل في هيكلة المشاريع الإسكانية، وإقامة المباني في الأراضي المخصصة للزراعة.
وأضاف أن المد العمراني غير المنظم يؤثر على البنية التحتية للقطاع، ما ينذر بكوارث على الوضع الزراعي والاقتصادي.
وتعرض قطاع غزة الأسبوع الماضي لمنخفض جوي عميق تسبب في أضرار كبيرة في البنية التحتية وخسائر اقتصادية فادحة قدرّتها الحكومة المقالة بـ64 مليون دولار. وغمرت المياه أحياء سكنية كاملة، ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق المنخفضة في القطاع.
ويرى منذر الوحيدي، مدير عام التربة والري في وزارة الزراعة المقالة، أن الخطر يتزايد يوما بعد يوم على المساحات الزراعية.