شارك قادة رأي وأكاديميون وكتاب أتراك وأجانب، في ندوة "مشاورات إسطنبول الدولية"، التي تمحورت حول "اضطرابات السياسة العالمية ومستقبل
الشرق الأوسط "، واستمرت يومين.
ونظم "مركز الدبلوماسية المدنية" التابع لمنتدى التضامن المدني، الندوة بضيافة بلدية منطقة بنديك، في إسطنبول، بحضور مندوبي منظمات مدنية، وصحفيين، وشخصيات من أكثر من 30 دولة، انطلاقا من روسيا والصين، مرورا بماليزيا وباكستان، وبريطانيا حتى مصر والسودان والمغرب.
وألقى 80 متحدثا، بينهم 60 من الضيوف الأجانب، كلمات خلال الندوة، حيث تحدث رئيس بلدية بنديك كنعان شاهين، ورئيس "مشاورات
اسطنبول" عمر فاروق كوركماز، ورئيس منتدى التضامن المدني أيهان أوغان، والبرلمانيان التركيان عن حزب العدالة والتنمية، أرول كايا وسالم أوسلو، ورئيس وقف المنظمات التطوعية التركية المحامي "حمزة أكبولوت".
وتحدث نائب رئيس منتدى الأناضول "حسين أوزهاسار"، وعضو اللجنة الشعبية السودانية عمر الحاج، ومديرة المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية الدكتورة وصال العزاوي، ومن المغرب الدكتور تاج الدين الحسيني، فضلا عن الكاتب والناشط الأمريكي نورمان فينكلستاين، والدكتور الباكستاني إعجاز جيلاني.
ولفت البيان الختامي للندوة إلى أن النظام الدولي الذي تشكل عقب الحربين العالميتين الأولى والثانية، لم يعد يستوعب حاجات المجتمع الدولي، مؤكدا ضرورة إعادة هيكلة النظام الدولي، وفق ظروف يومنا، لتلبية تطلعات المجتمعات والاحتياجات الجديدة.
وأكد البيان أن العالم الإسلامي بوسعه أن يقدم للعالم ديمقراطية جديدة، وسياسة ونموذج إدارة جديدتين، في حال قراءته للتطورات بشكل جيد، وتقييمه للإمكانات التي يمتلكها، مشيرا إلى الأهمية المصيرية لتعاون الأطراف الإقليمية، لإيجاد حلول محلية وإقليمية، من أجل إحباط سياسات التفريق العرقي والمذهبي.
وقدم المشاركون في الندوة ملاحظات و مقترحات على الصعيد الانساني والاجتماعي والعالمي، لتحقيق المتطلبات، منها ضرورة اعتماد مبدأ المساواة في المواطنة في الهيكل السياسي، وعدم التخلي عن المطالبة بالحرية والعدالة، وضرورة صب الاهتمام على مقاربة سياسية تركز على المجتمع قبل الدولة، وتستند إلى القيم الاجتماعية.
وشملت المقترحات والملاحظات، التأكيد على أهمية أن تكون القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين دول المنطقة، والتوجه إلى مفهوم نظام اللامركزية في الإدارة، عوضا عن المركزية، وتعزيز الإدارات المحلية، فضلا عن الإشارة إلى إمكانية أن تلعب
تركيا دور الوسيط لحل المشاكل في ظل تجاربها، وضرورة إنشاء مؤسسات وبنى عابرة للحدود.
ارتفاع حجم المساعدات الإنسانية التركية
ومن ناحية أخرى، ارتفع حجم المساعدات الإنسانية التركية 30 ضعفاً خلال السنوات العشرة الأخيرة، حيث تشكل هذه المساعدات التي تقدمها تركيا إلى أكثر من 100 دولة موزعة على القارات الخمس، إحدى أهم أدوات القوى الناعمة الجديدة التي تنتهجها تركيا في التقارب والتعاون مع الشعوب، حيث صنف برنامج الغذاء العالمي تركيا من إحدى الدول "الناشئة المانحة". وقد قررت الأمم المتحدة عقد القمة الدولية للمساعدات الإنسانية الأولى عام 2016 في تركيا.
وكشف التقرير السنوي للمساعدات الإنسانية أن حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها تركيا بلغ 3 مليارات و400 ألف دولار في عام 2012، حيث شهد هذا العام انخفاضاً في حجم المساعدات بنسبة 5.9% لتحتل تركيا بهذا الرقم المرتبة الرابعة عالمياً، بعد الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوربي بما فيها
بريطانيا، ويشكل حجم المساعدات التركية في عام 2012 ما يساوي 0.13 %من إجمالي الناتج القومي.
وبلغ حجم المساعدات التركية ثمانية مليارات و 481 مليون دولار، تشكل آسيا والشرق الأوسط الوجهة الأكبر لهذه المساعدات، حيث كانت حصتها 5 مليارات و 859 مليون دولار، وتأتي منطقة البلقان وأوربا في المرتبة الثانية بـ 858 مليون دولار ثم أفريقيا بـ 727 مليون دولار.
ومن المؤسسات الإنسانية التي أنشئت في تركيا ولعبت أدوارًا عالمية هامة في مجالات المساعدات الإنسانية: إدارة الكوارث والحالات الطارئة التركية، المتخصصة بتقديم المساعدات إلى المناطق التي تتعرض للكوارث الطبيعية والحروب، وهيئة التنسيق والتعاون التركية (TIKA) التي تقدم المساعدات التنموية والإعاشية لدول العالم الثالث دون التمييز بين عرق أو دين أو لغة، والهلال الأحمر التركي وهي أكبر منظمة إنسانية في تركيا، وتتبع جمعية الصليب والهلال الأحمر الدولي، وتأسست المنظمة في عصر الدولة العثمانية في 11 تموز/ يونيو عام 1868.