اقتحم عناصر يتبعون لدولة الإسلام في العراق والشام المعروفة اختصارا بـ "
داعش"، يوم أمس المعاهد التعليمية في مدينة "الدانا" شمال شرق
إدلب وهددوا بإغلاقها ما لم يتم الفصل التام بين الجنسين في تلك المعاهد من مدرسين وطلاب، اذ دخلوا الى القاعات التي تعطى فيها الدروس بسلاحهم ما تسبب بحالات من الذعر والهلع لدى الطلاب، وتوعدوا ادارت المعاهد بإغلاق معاهدهم ما لم يلتزموا بأوامرهم.
المعلم (ج .و) -رفض ذكر اسمه لأسباب تتعلق بسلامته- قال إن عناصر من "داعش" داهموا ظهر أمس المعهد الذي يدرس فيه وقاموا بتلقيم "البواريد" التي يحملونها في وجه بعض المدرسين على مرأى من طلابهم، وهددوا إدارة المعهد بإغلاقه، ما لم يتم الفصل التام بين المدرسين والمدرسات إضافة إلى منع المدرسات من تدريس طلاب ذكور وبالعكس.
وأضاف: "فوجئنا بدخول نحو خمسة عناصر ملثمين ومسلحين بـ"بواريد روسية" إلى داخل المعهد الذي ندرس فيه طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية،وقاموا بالتجول بشكل استعراضي أمام الطلاب والمدرسين وراحوا يهددون ويتوعدون بإغلاق المعهد في حال لم يتم الفصل التام بين الجنسين".
وأشار إلى أن هناك دوامين في المعهد صباحي للإناث ومسائي للذكور إلا أن "مطلب
المسلحين كان عدم قيام مدرسين بتدريس طالبات وبالعكس إضافة الى الفصل بين المدرسين والمدرسات".
من جهتها بينت المعلمة (خديجة ص) التي تدرس في إحدى مدارس "الدانا" العامة التابعة للنظام أن تدخل "داعش" بالشأن التعليمي في المدينة "لم يبدأ باقتحامهم المعاهد التعليمية يوم أمس بل بدأ منذ اعلان الدانا إمارة تابعة لهم"، مؤكدة أنها شهدت جولات عديدة لعناصر من "داعش" على المدرسة التي تعمل بها وإعطائهم بعض الأوامر لإدارتها، كان آخرها منذ ثلاثة أيام حيث "دخل عناصر من داعش الى المدرسة وأبلغوا الإدارة بوجوب أن تلبس جميع المدرسات والطالبات اللباس الشرعي إضافة إلى وضعهن ضمن دوام خاص بهن لا وجود فيه لأي رجل بدءاً من المستخدم وانتهاء بالمدير وذلك منعاً للدخول في الحرام"،على حد تعبيرهم.
وتضيف: "لم نكن نتوقع أن تسير الأمور في بلدنا إلى هذا النحو من التطرف فداعش وغيرها من التنظيمات المسلحة لا تتناسب أفكارها ابداً مع ديننا وعاداتنا وأعرافنا، ولم نكن لنتوقع أن يتم التدخل من قبل هذه الجماعات بتفاصيل حياتنا بهذا الشكل السافر".
ويذكر أن "الدانا" مدينة تقع شمال شرق محافظة ادلب بالقرب من الحدود مع تركيا يبلغ عدد سكانها نحو 30 الف نسمة لم تشهد أحداثا عسكرية تذكر منذ بداية الثورة ما جعلها، نقطة جذب للنازحين من جميع انحاء محافظة ادلب ومن ريف حماة، وقد دخلها عناصر دولة الاسلام في العراق والشام بشكل تدريجي من جنسيات مختلفة إلا أن معظمهم من الشيشان، وقد أعلنوا عن "الدانا" كإمارة لهم منذ نحو ثلاثة شهور، وبدؤوا مؤخرا بفرض الضرائب على اصحاب المحال التجارية إضافة الى فرض بعض القوانين التي تتعارض مع طبيعة السكان.