"جزيرة إيطالية في قلب
الصعيد"، لا تستغرب إن اضطررت للتعامل باليورو والحديث بلكنة إيطالية أو حتى لغة إيطالية، وانت في قلب الصعيد
المصري.
إن تجولت في قرية "
تطون" في محافظة
الفيوم (إحدى محافظات الصعيد)، ستجد نساء يتحدثن بالإيطالية، لا تستغرب، ما زلت في مصر، لكنك في قرية (تعداد سكانها 45 ألف نسمة) يقيم 40% من شبابها منذ عقدين في
إيطاليا، كثير منهم اصطحب زوجته وأبناءه.
تحويلات "المصريين الإيطاليين"، حولت "تطون" من قرية مليئة بالعشش، إلى قرية تزخر بالرخاء وحياة الثراء.
وقال عادل عبد الفتاح، أحد سكان القرية، إن غالبية سكان القرية يقيمون في إيطاليا وبعضهم يملك مشاريع تجارية، وهناك من تزوجوا من إيطاليات وحصلوا علي الجنسيات، بل إن هناك سيدات إيطاليات يقمن في قرية تطون مع أزواجهن من أبناء القرية.
وأوضح أن غالبية السكان يحافظون على أموالهم التي يجمعونها من إيطاليا بالعملة الصعبة وخاصة اليورو والدولار، ولذلك فإنه حين تكون هناك معاملات، مثل الزواج أو شراء الأراضي أو العقارات أو السيارات، فإن هذه المعاملات تتم باليورو أو الدولار.
ورغم ذلك، فإنّ التقارير الرسمية تقول إن محافظة الفيوم تحتل المركز الرابع بين محافظات مصر، من حيث الفقر الذي تصل نسبته بين سكانها إلى 35.4%، بينهم 10.9% لا يجدون قوت يومهم.
وتصل نسبة الأمية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين الـ15 والـ24 عامًا، إلى20%، ونسبة المتسربات من التعليم إلى 33.8%، في حين وصلت نسبة الأمية بين سكان المحافظة إلى 52.3%. و10% من الأسر تعولها امرأة، أي ما يساوي 25% من نسبة الأسر الفقيرة التي يقدر عددها بنحو 400 ألف أسرة.
وأوضح محمد سعيد، أحد أهالي القرية، أن غالبية شباب القرية يقيمون في إيطاليا، وهو ما دفع إلى سيطرة اليورو على التعاملات المالية بين الأهالي، لدرجة أن أسطوانات البوتاجاز أثنار الأزمة الأخيرة كانت تباع بنحو 11 يورو.
ولفت إلى أن محال القرية تحمل أسماء المدن الإيطالية، مثل روما كلين وبورصة ميلانو، وذلك لأن أصحابها يقيمون في إيطاليا منذ سنوات وقد يكونون متزوجين من إيطاليات.