كشفت منظمة "هيومن رايتس وتش" الدولية المعنية بحقوق الإنسان السبت عن معلومات عن
احتجاز 5 من مساعدي الرئيس المنتخب محمد
مرسي السابقين معتبرة أنهم قيد "الاختفاء القسري" حيث لم يتم إحالتهم لمحاكمة ولم يلتقهم ذووهم منذ 3 يوليو/ تموز الماضي.
والخمسة مساعدون المتغيبون منذ 3 يوليو/ تموز الماضي (يوم عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي) لم تكشف المنظمة مكان احتجازهم رغم أن تحقيقات سابقة للنيابة مع مسؤولين أخرين في عهد مرسي كشفت عن تواجد الخمسة بأرض الحرس الجمهوري (شرقي القاهرة).
والمساعدون الخمسة الذين قالت المنظمة الدولية إنهم "محتجزون دون أي سند قانوني في مكان غير معلوم" هم: عصام الحداد مساعد الرئيس السابق للشؤون الخارجية وأيمن علي مساعد الرئيس السابق لشؤون
المصريين في الخارج وعبد المجيد المشالي المستشار الإعلامي وخالد القزاز سكرتير الرئيس المنتخب لشؤون العلاقات الخارجية وأيمن الصيرفي سكرتير مدير مكتب الرئاسة السابق.
وتعلقت بعض المعلومات التي كشفتها هيومن رايتس وتش (ومقرها نيويورك) في بيان رسمي صادر عنها باللغة العربية الأحد عن بعض التفاصيل الحياتية وظروف الاعتقال للمساعدين الخمسة.
وأشارت المنظمة إلى أنه في 19 يوليو/ تموز الماضي اتصل القزاز بزوجته سارة عطية وطلب قيام كل أسرة من أسر المعتقلين بتوصيل ملابس بيضاء أو زي الحبس الاحتياطي في مصر (باللون الأبيض) إلى مقر آمن بعينه لم تذكره حتى يتسلمها لواء من الجيش ويسلمها إلى المساعدين المحتجزين.
وأشارت الى أنه ومنذ ذلك الحين تقوم الأسر بتوصيل ملابس وأغراض أخرى وتتسلم الملابس المتسخة على هذا النحو وهذا بحسب ما نقلته المنظمة على لسان ستة من أقارب المحتجزين.
وقالت عطية لـ "
هيومن رايتس ووتش" إنها علمت من اتصالها المحدود بزوجها بأن "الجيش احتجز المساعدين سويًا في غرفة واحدة ويسمح لهم بالخروج لمدة ساعة واحدة يوميًا ويحرمهم من استعمال الهواتف أو الإنترنت".
وبحسب بيان المنظمة أجرى المساعدون الخمسة اتصالات محدودة بعائلاتهم رغم بقائهم عاجزين عن التحدث مع محامٍ أو إجراء أي اتصال آخر بالعالم الخارجي.
وأبدى أقارب المحتجزين شعوراً بالإحباط العميق من جهلهم بسبب احتجاز السلطات لذويهم وجهلهم إلى متى يستمر احتجازهم. قال أحد أقارب أيمن الصيرفي للمنظمة : "أريد معرفة مكانه. أريد أن أراه وأطمئن عليه" وقالت منى القزاز شقيقة القزاز: "لقد أخذوا منا كل شيء".
وأبدى أقارب الحداد و علي قلقًا خاصًا عليهم حيث يعانيان على حد قولهم من متاعب صحية مزمنة تتطلب الحصول بانتظام على الأدوية ومقابلة الأطباء.
وأعرب ذوو المعتقلين عن خشيتهم من احتجاز الحكومة لذويهم لاستخدامهم كأوراق ضغط في التفاوض المستقبلي مع الإخوان المسلمين حيث قالت منى القزاز شقيقة القزاز لـ "هيومن رايتس ووتش" بلغة لم تخل من التهكم إنها تعتقد أن شقيقها "محفوظ في الثلاجة" إلى حين أن تقوم الحكومة باستغلاله كورقة تفاوض مع الإخوان المسلمين.
وقال عبد الله نجل الحداد إنه يشعر بقلق مماثل على والده بالنظر إلى علاقته الوثيقة بمرسي.
ولفت المنظمة إلى أن جميع الأقارب الذين أجرت معهم المقابلات يشعرون بتخوف حين يتعلق الأمر بالتحدث عن ذويهم بعد أن تعرض أفراد من عائلتي الحداد والقزاز بوجه خاص للاعتقال.
ففي سبتمبر/ أيلول الماضي قبضت قوات الأمن على جهاد الحداد المتحدث باسم الإخوان المسلمين وهو نجل عصام الحداد فيما تم القبض على عادل والد القزاز في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقالت ثلاث من عائلات "المخطوفين" الخمسة بحسب تعبير هيومن رايتس ووتش" إن "قوات الأمن داهمت منازلهم كما أدلى مسؤولون حكوميون بتصريحات تتعلق بالشؤون الشخصية للمساعدين جاعلين منهم أدوات لتفريغ شحنات النقد المستمر في وسائل الإعلام المصرية دون فرصة للرد" بحسب نص البيان.
وبحسب البيان الرسمي للمنظمة الدولية تشعر منى القزاز إضافة إلى عبد الله الحداد وكلاهما يقيم في لندن بالقلق من ألا يستطيعا العودة إلى مصر لرؤية عائلتيهما أبدًا نتيجة نشاطهما السياسي.
وقالت سارة ليا ويتسن المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ذات البيان إن "الجيش المصري احتجز خمسة أفراد من إدارة الرئيس السابق محمد مرسي في مكان غير معلوم بدون إجراءات قضائية وبأقل القليل من الاتصال بالعالم الخارجي".
وأضافت: "منذ 3 يوليو/ تموز الماضي وبعد مرور ما يقرب من خمسة أشهر لم تعترف الحكومة حتى الآن رسميًا باحتجازهم ولم تكشف عن مصيرهم أو مكانهم وهو ما يعتبر إخفاءً قسريًا".
وتابعت ويتسن: "أي نوع من خرائط الطريق هذا الذي يتسنى فيه لحكومة مدعومة عسكرياً أن تخفي مساعدين رئاسيين سابقين بكل وضوح لمدة 150 يوماً دون أي تفسير؟" مضيفة أن "الإخفاء القسري لأشخاص لمدة شهور متصلة لا يوحي بالثقة في نية هذه الحكومة التقدم على مسار إعلاء سيادة القانون".
وخلال تحقيقات سابقة للنيابة المصرية مع متهمين في قضية "قصر الاتحادية" الرئاسي التي يحاكم فيها مرسي كشف اثنان من مساعدي مرسي (غير الخمسة) عن أماكن احتجاز بقية الفريق المساعد فيما لم تعلنه السلطات المصرية بشكل رسمي حتى الآن.
وقال أيمن هدهد المستشار الأمني للرئيس المنتخب وأحمد عبد العاطي مدير مكتب مرسي خلال التحقيقات يوم الخامس من أغسطس/ آب الماضي بمقر مديرية أمن القاهرة أن كلاً من عصام الحداد وأيمن علي وعبد المجيد مشالي وأيمن الصيرفي وخالد القزاز مازالوا محتجزين في أرض الحرس الجمهوري (شرقي القاهرة) من تاريخ الثالث من يوليو (تموز/ الماضي).
وخلال الأسابيع الأخيرة ألقت قوات الأمن القبض على عدد كبير من قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين بتهم تتعلق بـ"التحريض على العنف والقتل والاعتداء على المنشآت العامة" وهو ما نفته الجماعة بشكل قاطع متهمة السطات التي تدير البلاد حاليا بـ"شن حملة اعتقالات سياسية" ضد أعضائها و"تعمد قتل" عناصرها في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ الانقلاب على مرسي في يوليو/ تموز الماضي وفض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" في القاهرة بالقوة في 14 أغسطس/آب الماضي.