قال وزير الخارجية
الإيراني محمد جواد ظريف: "إن البرنامج النووي لا يهدد دول الخليج، وأن أمن بلدان المنطقة، يعتبر أمنا لإيران، كما أن سعادتها من سعادتنا، ومشكلاتها هي مشاكلنا ومستقبلهم لا يعتبر منفصلا عن مستقبلنا.
جاء هذا، في مؤتمر صحفي مشترك مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية
الكويتي، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، عقب اجتماعات اللجنة العليا الكويتية الإيرانية المشتركة في الكويت الأحد، ونشرت تفاصيله وكالة الأنباء الكويتية الرسمية.
وحرص ظريف، على إرسال رسائل طمأنة لدول الخليج، بشأن الاتفاق المرحلي الذي توصلت إليه طهران ومجموعة "5+1"، التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، "الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا" إضافة إلى ألمانيا.
وتحدث، عن توجه بلاده، نحو فتح صفحة جديدة، وآفاق واسعة ورؤية جديدة تجاه توطيد علاقتها مع دول المنطقة، انطلاقا من النوايا الحسنة والجدية التي تتمتع بها تلك الدول، معربا عن تمنياته بأن تلعب وسائل الإعلام المختلفة في الجانبين، دورا بناء تجاه تعزيز التفاهم بين دول المنطقة.
وفيما يتعلق باتفاق إيران مع دول "5 + 1" حول برنامجها النووي، قال ظريف: "إن هذه الاتفاقية لا تحقق كل أهدافنا، ولا أهداف الجانب الآخر، إنما نأمل أن تنفذ الاتفاقية كما تم الاتفاق عليه، متحدثا عن أهمية أن يبدي الطرف المقابل لإيران نواياه الحسنة، وأن نشهد إزالة عدم الثقة بين إيران والغرب، لاسيما تجاه الولايات المتحدة الأمريكية".
ورأى أن حل الموضوع يأتي في صالح كل دول المنطقة، ولا نرى أنه تم على حساب أي بلد من بلدان المنطقة.
وخاطب دول الخليج العربي بالقول، كونوا على ثقة بأن إيران لا تخطو أي خطوة على حساب أي بلد من بلدانكم، والاتفاق النووي جاء لصالح كل المنطقة واستقرارها وأمنها، ولم يمس أي من دول المنطقة.
وتابع ظريف بقوله: "برنامجنا النووي مصمم للأغراض السلمية ولا يهدد أحد، وإيران تعمل في مجال التخصيب وفق خطتها المعدة وهذه الوثيقة، اعترفت بالبرنامج الإيراني كما أن كل حل يجب أن يشمل إزالة كافة أشكال الحظر والعقوبات التي فرضت علينا".
وبسؤاله حول الزيارة المرتقبة إلى السعودية، وموعدها قال ظريف: "إن تاريخ الزيارة لم يحدد بعد، ونحن ننظر إلى السعودية على أنها بلد مهم ومؤثر في المنطقة.
وحول زيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، إلى طهران الخميس الماضي، ومصير الجزر الإماراتية "المحتلة"، قال وزير الخارجية الإيراني: "إن الزيارة كانت بداية جيدة جدا تجاه تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والعلاقات متطورة جدا، في إطار من الوشائج التاريخية، والمصالح المشتركة اقتصاديا وتجاريا".
وحول اجتماعات الدورة الثانية للجنة العليا المشتركة مع الكويت، الذي عقد اليوم بعد مرور ست سنوات من الاجتماع الأول، قال الوزير الإيراني: "إن ذلك يدل على عزم وإرادة البلدين من أجل التواصل المستم، وفتح صفحة جديدة مع الكويت في شتى المجالات.
وأفاد بأنه استمع إلى وجهات نظر قيمة من قبل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ومن نظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد، اللذان التقاهما اليوم "من شأنها دعم أمن واستقرار المنطقة".
وعن وجود أي وساطة كويتية بين السعودية وإيران، قال ظريف : "إن جميع دول المنطقة تود أن تكون العلاقات فيما بينها طبيعية، وقائمة على أسس من مبادئ القانون الدولي وحسن الجوار.
ووصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأحد الكويت، في إطار جولة خليجية تقوده إلى سلطنة عمان، فيما لن تشمل الجولة السعودية.
وكانت الكويت وعمان رحبتا بالاتفاق النووي، الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، لكن دول الخليج التي ترغب في علاقات حسن جوار مع إيران، تخشى أن يشجع هذا الاتفاق طهران في طموحاتها الإقليمية.
من جانب آخر، فإن السعودية وقطر تدعمان المعارضة السورية، فيما تعتبر الجمهورية الإسلامية الإيرانية أبرز حليف إقليمي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.