اجتمع مئات المتظاهرين المناصرين للقضية الفلسطينية في عدة مدن بريطانية، للتعبير عن غضبهم ومعارضتهم لمخطط "
برافر" الذي يهدف لتهجير عشرات الآلاف من البدو الفلسطينيين من أراضيهم في
النقب.
وحمل المتظاهرون الذين تجمهروا مساء أمس السبت، في مدن - مثل
لندن وكارديف وداندي وبريستول وبرايتون - الأعلام واليافطات التعريفية بالمخطط التهجيري، ووزعوا النشرات التوعوية والداعية إلى دعم أهالي النقب.
وتم تنظيم مظاهرات "يوم الغضب" في
المملكة المتحدة بالتزامن مع مظاهرات حاشدة وحراك دولي، شمل فلسطين وعدة دول أوروبية وعربية.
ودعت منظمة "التضامن مع فلسطين" إلى التفاعل مع حملة "برافر لن يمر"، وهي حملة دولية شارك فيها متضامنون من حوالي 30 دولة حول العالم، للتعبير عن دعمهم لأهالي النقب ورفضهم لهذا المخطط.
وعبر المشاركون، الذين تعددت جنسياتهم، في المظاهرة في مدينة كارديف عن رفضهم القاطع لهذا المخطط، وطالبو بضرورة تكثيف الحراك المحلي والدولي للتأكد من عدم تنفيذ هذه الخطة، التي وصفها بعضهم بأنها أكبر حملة تطهير عرقي منذ النكبة.
ونصب المتظاهرون في مدينة لندن كوخًا خشبيًّا، يمثل مستوطنة إسرائيلية في الضفة الغربية، حيث كتب عليه "الطريق مغلق- مستوطنة إسرائيلية"، وتظاهروا خارج السفارة الإسرائيلية. ونظم الناشطون في مدينة داندي مسرحية صغيرة تحاكي الوضع في النقب.
وأبدى أكثر من 50 من الشخصيات المعروفة في المملكة المتحدة، من كتاب وصحفيين وشعراء وناشطين، تضامنهم، ووقعوا عريضة تدعو الحكومة البريطانية للوقوف في وجه "برافر" التهجيري.
وقالوا: "إذا ما تم تنفيذ هذا المخطط فإنه سيتم تدمير أكثر من 35 قرية فلسطينية في منطقة النقب، وسيتم تهجير أكثر من 70 ألفًا من بدو النقب.
وطالب الموقعون على العريضة المملكة المتحدة بأن تشرط علاقتها بـ"إسرائيل" بمدى احترامها لحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وأن تأخذ موقفا جادا لتحمل "إسرائيل" مسؤولية تجاوزاتها بحق الفلسطينيين.
وأكد رئيس منظمة التضامن من أجل فلسطين، هيو لاننج، أن هناك معارضة شاملة للتطهير العرقي الذي تمارسه "إسرائيل"؛ "ففي حين يطالب الفلسطينيين"إسرائيل" بأن تحترم حقوقهم الأساسية، تستمر الأولى بتهجيرهم من أرضهم تحت قوة السلاح".
وقال: "نطالب حكومة المملكة المتحدة بالتصرف، حيث إن الرسائل التي أرسلتها مسبقا لم تجد نفعا. نحن نطالب الحكومة بأخذ موقف قوي يتضمن وقف المتاجرة بالأسلحة مع إسرائيل".
وأضاف: "لا يمكن أن تكون هناك معاملة تجارية مع دولة تحضر لتطهر بشكل عرقي أكثر من 70 ألف فلسطيني. لقد حان الوقت لمواجهة عنصرية إسرائيل وسياساتها التمييزية".
وشهدت العديد من المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني المحتل عام 48 والعديد من دول العالم أمس السبت، سلسلة من الأنشطة الاحتجاجية والمظاهرات فيما بات يعرف باسم "يوم الغضب".
ويهدف التحرك السلمي إلى وقف خطة "برافر- بيغن" التي - إنْ نفذت - ستؤدي إلى تدمير 38 قرية بدوية غير معترف بها ونزوح 70 ألف بدوي فلسطيني ومصادرة 800 ألف دونم في منطقة النقب.
ويعد الفلسطينيون هذا المشروع وجها جديداً لنكبة فلسطينية جديدة، لأن سلطات الاحتلال.
يشار إلى أن مشروع "برافر" أو مخطط "برافر- بيغن" هو قانون إسرائيلي أقره الكنيست يوم 24 حزيران/ يونيو 2013، بناء على توصية من وزير التخطيط الإسرائيلي "إيهود برافر" عام 2011، لتهجير سكان عشرات القرى الفلسطينية من صحراء النقب جنوب فلسطين المحتلة، وتجميعهم في ما تسمى "بلديات التركيز"، حيث تم تشكيل لجنة "برافر" لهذا الغرض.