دارت مساء اليوم السبت، مواجهات عنيفة بين متظاهرين عرب في منطقة النقب، وشرطة الكيان الإسرائيلي خلال احتجاجات "يوم الغضب" التي تم تنظيمها احتجاجاً على "خطة برافر" التي أقرّتها الحكومة الإسرائيلية، وتقضي بترحيل عشرات الآلاف من المواطنين العرب البدو عن قراهم وأراضيهم.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واللافتات وهتفوا بشعارات مندّدة بـ"خطة برافر" التي تقضي بترحيل نحو 70 ألفاً من البدو من سكان القرى غير المعترف بها في النقب ومصادرة أراضيهم.
في السياق ذاته تظاهر الآلاف في مدينة حيفا مساء اليوم، ضد "مخطط برافر"، كما تم تنظيم مظاهرات في مدن الطيرة والطيبة وقلنسوة في منطقة المثلث ورفعوا الأعلام الفلسطينية، كما جرت مظاهرات تضامنية في القدس ونابلس ورام الله في الضفة الغربية.
ونظمت هذه الاحتجاجات مجموعة "الحراك الشبابي" المؤلفة من تنظيمات شبابية بين العرب المقيمين في "إسرائيل" تحت شعار "برافر لن يمر".
وقالت المجموعة في بيان إنه "ينطلق يوم الغضب، ضد قانون ومخطّط "برافر"، الذي يقضي بمصادرة 800 ألف دونم من أراضي النقب، وتهجير 70,000 من أهالي النقب، وهدم 38 قرية مسلوبة الاعتراف، وستُنظّم الاحتجاجات في يوم الغضب في النقب وحيفا ورام الله وغزّة، كما ستُنظّم تحت عنوان "يوم النقب العالمي" في اليوم ذاته، وقفات احتجاجيّة في عشرات المدن حول العالم".
وأضاف البيان "يأتي ذلك على ضوء تصعيد الحكومة الإسرائيليّة في مخطّطها الإجرامي، وقد أعلنت هذا الأسبوع عن مناقصات لبناء 20 مستوطنة على الأراضي التي ستسلبها ضمن مخطّط "برافر"، وبعض هذه المستوطنات ستُبنى فوق حطام القرى التي سيهدمها المخطّط".
كما أصيب واعتقل عشرات المواطنين، اثر قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لتظاهرات، نظمت في مدن رام الله والخليل ونابلس وغزة، ضد مخطط "برافر" بحق أهل النقب.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن المئات من المواطنين، ونشطاء أجانب، تظاهروا قرب مستوطنة 'بيت إيل'، ووسط مدينة الخليل ضد المخطط.
وأفادت مصادر طبية برام الله، بأنه أصيب العشرات بالاختناق، فيما جرى نقل مواطن إلى مجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج، بعد أصابته بحالة اختناق شديد.
وذكر شهود عيان، أن جنود الاحتلال اعتقلوا على الأقل، اثنين من المتظاهرين، قبل وضعهما في إحدى المركبات العسكرية.
وانطلق المشاركون في مسيرة باتجاه مستوطنة "بيت إيل"، ورفعوا شعارات منددة بمخطط "برافر" الاقتلاعي في إطار فعاليات عالمية للتنديد بهذا المخطط.
وفي مدينة الخليل، شارك العشرات من نشطاء العمل الشعبي وممثلي القوى السياسية السبت، في مظاهرة نظمت على دوار ابن رشد وسط المدينة، تضامنا مع أبناء شعبنا الفلسطيني في النقب وضد المخطط الإقتلاعي المسمى "برافر بيغن".
وفي نابلس، تظاهر المئات على دوار الشهداء ضد المخطط، استجابة لدعوة وجهتها لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس، كما شارك عشرات الشباب في تظاهرة، نظمها ائتلاف "شباب الانتفاضة" في غزة رفضاً للمخطط التهجيري لسكان النقب.
ونقلت الوكالة عن الناشط في لجنة الدفاع عن الخليل محمد الجبريني قوله "إننا نرسل اليوم صرخة من مدينة الخليل إلى الأهل في النقب بأن معركتهم ضد مخطط "برافر" هي معركتنا، في الدفاع عن شارع الشهداء، وعن عروبة الخليل، وضد اقتلاع سكان جبال جنوب الخليل، فنضالنا نضال واحد دفاعا عن وجودنا على أرضنا.
أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر فقال "إننا نؤكد أن شعبنا الفلسطيني يخوض معركة تستهدف وجوده على أرضه، وأن مخطط "برافر" هو الحلقة الأحدث في هذا المخطط الذي يستهدف شعبنا في النقب".
من جهتها أكدت الحكومة الفلسطينية في غزة أن التنسيق الأمني والمفاوضات مع الاحتلال التي تطعن بالظهر، تعطي الاحتلال الغطاء لإصدار قرارات مثيلة لـ"برافر".
ودعا الناطق باسم الحكومة إيهاب الغصين إلى الاستمرار في الهبة الجماهيرية المتصدية لمخطط "برافر" التهجيري في النقب المحتل جنوب فلسطين.
وأكد أن هذه الهبة الجماهيرية دليل على وعي الشباب الفلسطيني، مطالباً بمساندة شعبنا في ظل التآمر عليه وعلى أرضه وثوابته.
كما قالت الناطقة باللغة الإنجليزية في وزارة الإعلام في غزة إسراء المدلل إن مخطط "برافر" العنصري يعد فصلًا من فصول النكبة الفلسطينية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وطالبت المدلل في كلمة لها باللغة الإنجليزية خلال وقفة احتجاجية نظمها ائتلاف شباب الانتفاضة ، المجتمع الدولي بإلغاء مخطط برافر الذي ينتهك الحقوق الدستورية لسكان النقب في الملكية والعيش بكرامة والمساواة وفي إيجاد المساكن والحرية قبل أن يصبح قانوناً جديداً
يذكر أن مخطط "برافر" يسعى لتهجير 70 ألف فلسطيني بدوي من النقب، ويعطي القوات الإسرائيلية صلاحية استخدام القوة لتهجير الفلسطينيين، كما يدين أي فلسطيني من بدو النقب يرفض المخطط والانصياع له بعقوبة سجن تصل إلى سنتين.