تسعى وزارة
السياحة والاثار
الفلسطينية الى اعادة العديد من المواقع الاثرية والتاريخية في الضفة الغربية على الخارطة السياحية.
وقال حمدان طه مسؤول الاثار في السلطة الفلسطينيةاليوم الاربعاء لرويترز: "نجحنا خلال الفترة الماضية بالتعاون مع العديد من الجامعات الاجنبية وعلماء
الآثار بإعادة مجموعة من المواقع الاثرية الهامة الى الخارطة السياحية".
وأضاف: "من هذه المواقع على سبيل المثال تل بلاطة حيث تم افتتاحه امام السياحة بعد ثلاث سنوات من العمل مع جامعة لايدن الهولندية وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) وبالشراكة مع المجتمع المحلي".
ويقع تل بلاطة الذي يعود تاريخه بحسب الدراسات الى الالف الثاني قبل الميلاد في الجنوب الشرقي من مركز مدينة نابلس وتم انشاء مركز للمعلومات ومتحف صغير فيه اضافة الى عمل لوحات تعريفية باقسامه.
وأوضح حمدان ان هذا المشروع حقق جملة من الاهداف وهي تطوير الموقع وتوفير الخدمات والبنية التحتية ومركز التفسير والاشارات ونشرات تعريفية الى جانب اعمال التنفيب المشتركة وتدريب الكوادر.
وأضاف: "حاليا هناك حركة سياحية متنامية الى الموقع تصل الى 500 سائح في الشهر والموقع الآن مفتوح بشكل تجريبي بدون تقاضي رسوم بهدف تعزيز استعادة دور هذا الموقع في الحركة السياحة".
ويأمل طه ان يساهم افتتاح هذه الموقع الذي يمثل مدينة نابلس القديمة "في تنمية السياحة في مدينة نابلس الى جانب مراكز الجذب السياحي مثل البلدة القديمة والاثار الرومانية المنتشرة فيها وموقع بئر يعقوب وجبلي جرزيم وعيبال".
واستعرض طه مجموعة من المواقع التي تم العمل فيها ومنها ما يجري ولأول مرة بالتعاون مع جامعة كيو اليابانية.
وقال: "احد المشاريع المشتركة الاولى من نوعها بين فلسطين واليابان تطوير ادارة الموارد الثقافية في قرية بتين شرق مدينة رام الله في اطار مشروع ما يعرف بالحديقة الاثرية يجري العمل فيه منذ سنتين وسيمتد لثلاثة اخرى".
وأضاف: "هذا الموقع معروف ولكن لم ينقب فيه. بدأ العمل فيه بعمل مسوحات اثرية وتم سرد الآثار الهامة فيه التي تتشكل بدرجة رئيسية من تل بتين القديم ونظام مائي يضم نبعا قديما وبركة مياه وقنوات والسلاسل والمدرجات الزراعية والمقابر القديمة".
وأوضح طه: "اننا نعمل على تهيئة المواقع ذات القابليات على التطوير السياحي لوضعها ضمن الخارطة السياحية بالاضافة الى المحافظة على المواقع الاثرية بغض النظر عن اهميتها للسياحة لانها تعتبر جزءا من الموارد الثقافية التي يجب الحفاظ عليها". وأضاف: "هناك محاولة ربط دائم ما بين التدخلات الجارية في هذه المواقع وتطويرها سياحياً".
وتحدث طه عن مشروع مشترك فلسطيني امريكي ما بين دائرة الآثار وجامعة شيكاجو في قصر هشام في اريحا مما ادى الى الكشف عن جوانب مهمة في الموقع.
ودعا طه "الى زيادة الموارد المخصصة لقطاع الآثار التي لا تزال محدودة ومتواضعة، وما زال هناك اعتماد كبير على المشاريع الدولية. ونأمل ان نصل الى وضع تخصص فيه موارد اكبر لتنمية التراث الثقافي، أيضاً تطوير السياحة."
وأضاف: "فلسطين ما زالت تشكل عنصراً جاذباً للمؤسسات الدولية وعلماء الاثار وهذه احدى نقاط القوة في العمل الاثري الفلسطيني الدولي المشترك".
واوضح طه ان سياسة سلطة الاثار الفلسطينية قائمة على التعاون واحترام المصالح المشتركة. وقال: "ربما كانت هذه السياسة جديدة في المنطقة. قامت على مبدأ التعاون المشترك وليس على مبدأ اعطاء الامتيازات". وأضاف: "لم تعد هناك تصاريح تمنح للجهات الدولية، واستبدلت باتفاقيات تعاون مشتركة تجدد سنويا بناء على خطة عمل مقرة من الطرفين".
وتعمل سلطة الاثار الفلسطينية بالتوازي مع تأهيل المواقع الاثرية على الترويج لها. وقال طه: "هناك عمل مواكب للترويج السياحي للمواقع المطورة ووضعها على الخارطة السياحية. هذه المواقع تدرج ضمن برامج التنشيط... التي تقوم بها الوزارة بشكل دوري... من اجل توجيه الحركة السياحية إليها"، مشيراً إلى عرض فيلم مدته عشر دقائق عن الموقع يشاهده الزوار قبل زيارة الموقع السياحي.
وتواجه سلطة الآثار تحديات اخرى في اعادة المواقع الاثرية الفلسطينية الى الخارطة السياحة، ومنها ادراج إسرائيل لبعض هذه المواقع ضمن الرزمة السياحية الاسرائيلية.
وقال طه: "على ضوء قيام ملحق السياحة الاسرائيلي في روما بوضع مدينة بيت لحم في اطار الرزم السياحية الاسرائيلية تم التحرك على اكثر من صعيد لمواجهة ذلك".
وأضاف: "هذا عمل ارعن مخالف للقانون، أيضاً مخالف للاتفاقيات ولا ينم عن عدم اعتراف بالحقوق السياحية والثقافية وينظر إليه كاعتداء على الحقوق السياسية الفلسطينية". وتابع: "جهات اسرائيلية حتى الآن ما زالت تروج بعض المواقع الموجودة في الاراضي الفلسطينية ضمن الرزم السياحية الاسرائيلية لا تقل خطرا عن موقع بيت لحم على راسها مدينة القدس بالاضافة الى تل فرديس وسبسيطة وقمران وغيرها".