بعد أيام من المفاوضات الصعبة، أعلنت القوى الكبرى وإيران التوصل إلى اتفاق تقبل بموجبه طهران بالحد من برنامجها
النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، ما يمهد الطريق أمام فترة جديدة من المفاوضات المعمقة لمدة ستة أشهر.
ووصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الاتفاق بأنه "نجاح"، فيما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه "خطوة أولى مهمة".
وجاءت ابرز النقاط الواردة في الاتفاق الانتقالي الذي ابرم السبت، بين طهران ومجموعة القوى العظمى وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إلى جانب ألمانيا، حول البرنامج النووي
الإيراني، في نص الاتفاق على موقع وزارة الخارجية الروسية، وموقع وكالة فارس الإيرانية للأنباء، ويحمل اسم "خطة عمل مشتركة".
ولا يشير النص إلى "حق" محتمل لإيران في تخصيب اليورانيوم. إلّا أن إيران اعتبرته تأكيدا "للاعتراف" ببرنامجها للتخصيب، في حين أن البيت الأبيض اعتبر أن الاتفاق "لا يعترف بحق التخصيب".
ويتضمن الاتفاق "مرحلة أولى من ستة أشهر قابلة للتجديد باتفاق مشترك".
وينص الاتفاق على أن إيران "ستتخذ الإجراءات التالية بشكل طوعي" للحد من التخصيب، وفيما يلي نص الاتفاق بالنقاط الموضحة، وهي :
- حول مخزون اليورانيوم الموجود حاليا والمخصب بنسبة 20%، تحتفظ ايران بنصفه على شكل اوكسيد يورانيوم لصنع الوقود الخاص بمفاعل البحث المدني الايراني. اما النصف الثاني فتتم معالجته ليصبح تخصيبه أقل من 5%.
- تعلن إيران أنها لن تخصب اليورانيوم إلى ما فوق 5% خلال ستة أشهر.
- تعلن إيران بأنها لن تواصل نشاطاتها في مصنع نطنز وفوردو ومفاعل اراك" (الذي يعمل بالماء الثقيل).
- لن تكون هناك مواقع تخصيب جديدة.
- لن يكون هناك بناء لمنشآت قادرة على المعالجة.
- "رقابة مشددة" : "على إيران أن تسلم معلومات مفصلة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتضمن تصاميم المنشآت النووية ووصفا لكل مبنى في كل موقع نووي".
- يستفيد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من حق الدخول بشكل يومي، ومن دون إعلان مسبق إلى موقعي فوردو ونطنز.
- تقدم إيران معلومات يتم تحديثها عن عمل مفاعل اراك".
بالمقابل تلتزم الدول العظمى الست بتخفيف العقوبات على الشكل التالي :
- تعليق الجهود لفرض مزيد من الخفض على مبيعات ايران من النفط الخام ما يتيح للزبائن الحاليين لايران مواصلة شرائه بالمعدلات نفسها.
- تعليق عقوبات الولايات المتحدة حول صناعة السيارات في ايران وحول الخدمات المرتبطة بها.
- لا عقوبات جديدة من مجلس الأمن مرتبطة بالنووي.
- لا عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي مرتبطة بالنووي.
- تمتنع الإدارة الأميركية عن اتخاذ عقوبات جديدة مرتبطة بالنووي.
- إقامة نظام تمويل يتيح التجارة الإنسانية لتلبية حاجات إيران.
- تعليق عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حول الذهب والمعادن الثمينة والخدمات المرتبطة بهما، وحول الصادرات البتروكيميائية الإيرانية والخدمات المرتبطة بها.
وحسب البيت الأبيض فان هذا التخفيف للعقوبات "المحدود والمؤقت والهادف والذي يمكن أن يلغى" يوازي نحو سبعة مليارات دولار.
بالمقابل فان غالبية العقوبات الأميركية التجارية والمالية تبقى قائمة خلال الأشهر الستة، مثلها مثل العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن.
وكانت الدول العظمى الست فرضت عقوبات اقتصادية للضغط على إيران لكي توقف برنامجها النووي، والذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها بأنه يخفي شقا عسكريا رغم نفي طهران المتكرر لذلك.