قادة الفصائل المنضوية تحت الجبهة الإسلامية أثناء الإعلان عن تشكيلها
أعلنت سبعة من كبرى الفصائل التي تقاتل ضد النظام السوري اندماجها تحت اسم "الجبهة الإسلامية"، ودعت بقية الفصائل للانضمام إليها. وتمثل الجبهة الجديدة إعلاناً عن ولادة أكبر مجموعة مقاتلة ضد النظام السوري.
وتضم الفصائل المنضوية تحت لواء الجبهة الجديدة كلاً من: حركة أحرار الشام الإسلامية، جيش الإسلام، ألوية صقور الشام، لواء التوحيد، لواء الحق، كتائب أنصار الشام، والجبهة الإسلامية الكردية، وجاء في بيان مصور أن هناك فصائل أخرى سيتم الإعلان عن انضمامها في "بيان تفصيلي".
وتشارك الفصائل المندمجة في القتال على جبهات واسعة في سورية، في دمشق وريفها وحمص وحماة وإدلب واللاذقية وحلب ودير الزور، ويزيد عدد المقاتلين فيها عن 90 ألف عنصر، بحسب مشاركين في الإعلان تحدث إليهم "عربي21".
وجاء في البيان الذي قرأه أحمد عيسى الشيخ الذي يقود ألوية صقور الشام، وهو أيضاً رئيس مجلس الشورى في الجبهة، أن هذا التحالف "تكوين سياسي عسكري اجتماعي مستقل يهدف الى إسقاط النظام الاسدي في سورية إسقاطاً كاملاً، وبناء دولة اسلامية راشدة تكون فيها السيادة لله عز وجل وحده مرجعاً وحاكماً وناظماً لتصرفات الفرد والدولة".
وأوضح التسجيل الذي نشر على الانترنت؛ أن الجبهة هي بمثابة "نواة لإحياء فريضة الاعتصام، وتحقيقاً لآمال أهلنا في سورية، وتلبية لتطلعاتهم، ولتكون نواة لاندماج متدرج بين الفصائل والحركات المؤسسة"، مشيراً إلى ضرورة إقامة "بنيان مرصوص متماسك" مقابل اصطفاف حلفاء النظام.
ويُعد لواء التوحيد أحد أكبر الفصائل المقاتلة في سورية، ويتمركز بشكل خاص في محافظة حلب. وهو الذي بدأ معركة السيطرة على المدينة في تموز/ يوليو 2012. كما يمثل "جيش الإسلام" الذي تشكل في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي بانضمام نحو 50 من الكتائب والفصائل المقاتلة في دمشق وريفها إليه؛ قوة كبيرة، وكذلك حال حركة أحرار الشام، والفصائل الأخرى.
وقال، أبو فراس، المتحدث باسم "لواء التوحيد"، إن "الباب مفتوح أمام كل فصائل سورية للانضمام إلى هذا الكيان الواحد".
وقال لوكالة فرانس برس: "من المقرر ان يتم توحيد كافة المؤسسات العسكرية والإعلامية والإغاثية والإدارية" التي تشرف عليها هذه الفصائل "ضمن فترة انتقالية تستغرق ثلاثة أشهر بدءاً من تاريخ الاعلان ليتم الوصول الى الاندماج الكامل". وأشار إلى أن إنشاء هذه الجبهة يهدف إلى "توحيد كل الصفوف".
وتم توزيع المسؤوليات داخل الجبهة الجديدة على الشكل التالي: أحمد عيسى الشيخ، رئيساً لمجلس الشورى، وأحمد عمر زيدان المعروف باسم "حجي حريتان" من لواء التوحيد، نائباً للرئيس، وحسان عبود، قائد حركة احرار الشام، رئيساً للهيئة السياسية، ومحمد زهران علوش، قائد جيش الاسلام، رئيساً للهيئة العسكرية، وأبو راتب الحمصي، قائد لواء الحق، أميناً عاماً للجبهة.
وذكر أحمد عيسى الشيخ في تصريح منفصل لقناة الجزيرة الفضائية؛ أن الجبهة هي "توحيد وانصهار لهذه الكيانات (المكونة) في بوتقة واحدة، فكرياً وتنظيمياً. وتبدأ من خلال توحيد اللوغو والشعارات".
واعتبر الشيخ أن الجبهة الجديدة "تضم معظم وأهم التشكيلات الإسلامية المقاتلة على الساحة"، وأنها "تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في الحراك العسكري، ورص الصفوف، وحشده وتنظيمه، بشكل يرقى بنا لنكون بديلاً عن النظام المنتهي".
ويأتي تشكيل "الجبهة الإسلامية" بعد أيام قليلة من مقتل القائد الميداني للواء التوحيد عبد القادر الصالح بغارة جوية لقوات الأسد استهدفت اجتماعاً لقادة اللواء في مدرسة المشاة. وكان الصالح أحد أبرز الداعمين لفكرة توحيد الفصائل المقاتلة، وعقد سلسلة اجتماعات لهذا الغرض قبل مقتله.
واختير توقيت الإعلان عن الجبهة في يوم دعا الناشطون إلى التظاهر فيه تحت شعار "جمعة دم الشهيد يوحدنا"، في إشارة الى عبد القادر صالح الذي يتمتع باحترام كبير وشعبية في أوساط الناشطين وسكان حلب المعارضين للنظام.
كما تأتي الخطوة في وقت تحاول فيه قوات النظام السوري التقدم في أحياء مدينة حلب، بعد معارك ضارية في شرق المدينة، وإثر سيطرة قوات الأسد على بلدة السفيرة ومحاولتها اقتحام اللواء 80 قرب مطار حلب.
وبدأ النظام السوري، مدعوماً بقوات من حزب الله وتنظيمات عراقية شيعية، معارك للسيطرة على منطقة القلمون في ريف دمشق.
ورأى ناشط يقدم نفسه باسم أبو عمر في حلب أن "الاندماج سبب لتكوين جيش متكامل قادر على بسط السيطرة على كل الأجزاء المحررة من سورية ومنع إنشاء دويلات ومقاطعات".
ويرى مراقبون أن تشكيل الجبهة الجديدة من شأنه أن يكون تحدياً لتنظيمات ينظر إليها باعتبارها مرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية، فهذه التنظيمات نشأت وتمددت في ظل ضعف الفصائل الأخرى، وبدأت منذ أسابيع معارك للاستيلاء على مناطق خاضعة لكتائب الجيش الحر، وخصوصاً قرب الحدود مع تركيا.
وكان لافتاً غياب جبهة النصرة عن التشكيل الجديد، وكذلك حال الدولة الإسلامية في العراق والشام، الأمر الذي عزاه مراقبون إلى انتمائهما لتنظيم القاعدة المتهم دوليا بالإرهاب، وإن رفضت الدولة أوامر الظواهري بجعل النصرة هي ممثل التنظيم في بلاد الشام، وحل الدولة الإسلامية في العراق والشام، وإبقائها في العراق فقط.