تعاني المرأة المسلمة في
بريطانيا من الهجمات العنصرية أكثر من الرجل، وكل هذا بسبب زيها، فقد هدد أحدهم امرأة مسلمة بدهسها، فيما بصقت أخرى على محجبة، وأطلقت نعوت كثيرة على شكل اللباس المسلم مثل "النينجا". ولعل الجدل وتدخل الساسة وتعليقاتهم على لباس المرأة المسلمة، خاصة ما أثير حول النقاب في المحكمة عامل في تعرض النساء
المسلمات للهجمات العنصرية أكثر من الرجال المسلمين.
وهو ما توصل إليه كريستوفر ألين الباحث في جامعة بيرمنجهام الذي قال إن فرصة تعرض المرأة المسلمة للهجوم اللفظي ومحاولة الضرب تزيد إن كانت ملتزمة بالزي الإسلامي، والنقاب. وأجرى ألين المحاضر في العلوم السياسية الاجتماعية للبرلمان الدراسة التي تهدف للنظر إلى أبعد من الإحصاءات وسماع صوت النساء ضحايا ما يعرف بـ "
الإسلاموفوبيا" للمرة الأولى. ووجد أن نسبة تعرض المرأة لهجوم عنصري تزيد بـ 80 بالمئة في الحالات التي تلبس فيها الزي الإسلامي.
ونقل عن معد التقرير ألين قوله إن الهدف من وراء الدراسة هو تحقيق أمرين ، الأول وهو الحديث لمن هم في المجال العام والإعلام عن المشاعر المعادية للمسلمين واستهداف المسلمات، و منح صوت لهن في وقت يتم الصمت على قصصهن. أما الأمر الثاني الحديث لصناع السياسات عن المخاطر والعواقب الوخيمة لعدم التعامل بجدية مع التهديد الذي تمثله المشاعر المعادية للمسلمين.
وقامت على مقابلات مع 20 امرأة مسلمة تتراوح أعمارهن ما بين 15 و52 عاماً، وتعرضن لمواقف عنصرية، كانت من بينهن امرأة مسلمة وصفها مهاجموها بـ "السيدة أسامة بن لادن"، وطلبوا منها العودة إلى أفغانستان. وقد تعرضت للهجوم عندما كانت تتدرب في صالة رياضية، فيما طاردت إمرأة مسلمة كانت ترتدي النقاب وبصقت في وجهها وقالت لها "إنك تغطين وجهك لأنك قبيحة".
وفي حالة أخرى ذكرتها الدراسة حاول رجل دهس امرأة مسلمة تُدعى راشيل، بسيارته لأنها طلبت منه تحريكها من أمام مدخل منزلها، وأبلغها قبل أن يهاجمها بأنه "سيدهسها بسيارته لأنها مسلمة". وتقول راشيل إن المهاجم ضرب زوجها، ولم يلتفت المهاجم لكونها حامل في شهورها الأخيرة، وسبها بكلام بذيء، وتقول "مهما كنت بيضاء البشرة فإنه وصفك ببنت الحرام الباكستانية"
ومن الهجمات العنصرية التي ذكرها التقرير قيام البعض بوضع 4 رؤوس لخنازير متحللة أمام منزل امرأة مسلمة، وإرسال مفرقعات إلى أخرى عبر البريد، والاعتداء بصورة متكررة على مسلمة تدعى شريفة (33 عاماً) من قبل مجموعة من الشباب أطلقوا عليها نعوتاً مثل (النينجا).
وشعرت المسلمات بالخوف بعد هجمات "الإسلاموفوبيا" وقلن انهن بتن "يخشين الخروج إلى الشارع أو إلى أية منطقة بمفردهن، واصبحن يتساءلن عن هويتهن البريطانية ويفكّرن في مغادرة المملكة المتحدة".
ونقل التقرير عن فياض موغل، مدير مؤسسة (أخبر ماما) التي طلبت إجراء الدراسة، قوله إن "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعطاء فرصة للنساء المسلمات للتعبير عن معاناتهن من التحيز ضد المسلمين، ونحن نسمع البعض يسأل عن عددهن، غير أنه من المهم أن ندرك الأثر الفعلي على الناس".
وتقوم المؤسسة المهتمة بتسجيل الجرائم والحوادث المعادية للمسلمين في المملكة المتحدة، حيث ترى أن 58% من جميع حوادث "الإسلاموفوبيا" التي وقعت خلال الفترة بين نيسان/ابريل 2012 ونيسان/ابريل 2013 طالبت نساء مسلمات، باستثناء الانتهاكات والتهديدات عبر شبكة الإنترنت، وكانت 80% منهن يرتدين البرقع أو الحجاب أو غيرهما من الملابس المرتبطة بالاسلام.