ما لا تفهمه أمريكا فى
الشرق الأوسط ليس شعوبها وسياساتها وأيديولوجياتها فقط بل أثبتت الولايات المتحدة أنها لا تفهم
روسيا أيضا التى استطاعت أن تتبنى مشروع عودتها للشرق الأوسط ليس من خلال إيران بل بخطة إن نجحت فستكون من الخليج إلى المحيط بما فى ذلك إسرائيل حليف أمريكا.
لم ولن ينسى الروس كيف ساهمت أمريكا فى إيران وتحديدا فى عهد الشاه وفى أفغانستان، وجعلت من روسيا دولة غير قادرة على التحرك بل وأعلنت للعالم أن من هزمها ثلة من المجاهدين فى أفغانستان كان ذلك عندما كانت أمريكا يديرها دهاقنة السياسة الأمريكية الكبار.
اليوم يبدو أن اللعبة ومعاييرها السياسية تتبدل ويصعب على سياسيى أمريكا فهم روسيا التى تأتى اليوم إلى الشرق الأوسط بثوب جديد لا يمكن تدنيسه من خلال وصف روسيا بأنها الدولة الشيوعية الملحدة.. روسيا اليوم تأتى إلى الشرق الأوسط بثوب ديمقراطى صنعته لنفسها بطرق ماهرة ولم يعد أحد يتذكر أو يذكر روسيا الشيوعية الملحدة.
اليوم يبدو أننا أمام لعبة ملء الفراغ السياسى فكما نلاحظ أن الفراغ السياسى الدولى الذى تتركه أمريكا فى
مصر بسبب سياساتها المرتبكة بدأ يملأ بالهواء الروسى وبالتأكيد إذا استطاعت روسيا أن تعود إلى مصر فإن ابواب العالم العربى الأخرى لن تكون مغلقة فى كل الأحوال امام الدب الروسى الذى لا يمكن اليوم أن تشوه سمعته مرة أخرى تحت مقصلة الالحاد أو الاشتراكية فهو يدرك تماما ويفهم مفاتيح المنطقة، فحتى إسرائيل ستجد فى روسيا ملاذا أخيرا لتخليصها من إيران.
(عن صحيفة الشروق 20/11/2013)