قالت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير مطول لها تحدثت فيه إن الشرخ في العلاقات بين أمريكا وإسرائيل بسبب الملف النووي
الإيراني نابع من اعتبار
إسرائيل أي اتفاق أمريكي- إيراني تنازلا لدولة قضت العقود السابقة وهي تبني مشروعاَ نووياً ضخماً. ومن هنا لجأت للتشويه وتزييف الحقائق.
فإدارة أوباما تتعامل بشكل مختلف مع الصفقة، إذ أن الرئيس ومساعدوه يرون في أي اتفاق محاولة أولية لتجميد البرنامج الإيراني، ولشراء الوقت من أجل التوصل لاتفاقية دائمة، ولوقف عمليتي انتاج مختلفتين؛ واحدة لليورانيوم وأخرى للبلوتونيوم. ولن تحصل إيران مقابل هذا إلا على تخفيف متواضع لنظام العقوبات لن يسمح لها بالعودة وبيع النفط بشكل كامل حول العالم، الأمر الذي سيحدث لاحقا بعد التوقيع على الإتفاق النهائي وتفكيك البنية التحتية للقدرات النووية الإيرانية.
وترى الصحيفة أن الخلاف بين الموقفين أدى إلى تسييس المسألة. كما ترى أن الخلاف ترك أثره على جهود التقارب بين أوباما ونتنياهو، والتي قاما بها خلال الأعوام الخمسة الماضية. وتجد الإدارة نفسها أمام معضلة، ففي كل مرة يطالب فيها أوباما ووزير خارجيته بمساحة لفحص حسن نية القيادة الجديدة يرد نتنياهو بأن الاتفاق ليس جيداً، و"خطير جداً" أو "خطأ تاريخي"، او كما قال في لقائه مع شبكة "سي إن إن" حين وصفه بأنه "صفقة بالغة السوء". كما أنه لوح باستخدام القوة العسكرية ضد إيران حتى في حالة التوصل لاتفاق، وهو ما ترى فيه إدارة أوباما مشكلة ستؤدي إلى تقسيم التحالف الدولي الذي بذلت جهداً كبيراً لبنائه.
وتنقل الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين قولهم إن الخلافات ليست متعلقة بالمفاوضات فقط ولكن بالهدف الرئيسي منها. فأوباما يتحدث عن منع إيران من إمتلاك القنبلة النووية، فيما يرفع نتنياهو سقف المطالب بمنع إيران من الحصول أو الاحتفاظ بالقدرات التي تمكنها يوماً من انتاج القنبلة النووية. وتنقل عن استراتيجي في الإدارة قوله إن نتنياهو لن يقبل إلا بتدمير كل قطعة من البنية التحتية النووية الإيرانية و"ونحن نحب ذلك، لكن ليست هناك طريقة لأن يحدث في الوقت الحالي، ومن هنا فهدفنا هو وضع محددات وقيود على البرنامج والتأكد أنه في حالة سابقت إيران إلى إنتاج القنبلة فسيكون لدينا الوقت الكافي للرد".
وقالت الصحيفة أن البيت الأبيض قلق من الطريقة التي يتعامل فيها نتنياهو مع المفاوضات ومحاولته الضغط على الكونغرس لفرض عقوبات جديدة. ومن هنا دعا أوباما قادة الكونغرس الكبار، مسؤول لجنة العلاقات الخارجية، والجيش والامن للحديث معهم حول إيران التي إن كان بالإمكان دفعها لقبول صفقة فعليهم العودة وبمقبلات قليلة لفرض عقوبات، ما يعني ان البلاد جاهزة لصفقة. وأشارت إلى تحذيرات كل من المسؤولين في الأمن القومي؛ زبينغو بريجنسكيي وبرينت سكوكروفت اللذان أصدرا بيانا يوم الإثنين ودعيا فيه إلى انتهاز هذه الفرصة التاريخية لأن الفشل يعني "الفشل في تحقيق الهدف من الحد من انتشار الأسلحة النووية، وخسارة دعم اصدقائنا وزيادة احتمالات الحرب". وكررا موقف أوباما وهو أن فرض عقوبات جديدة على إيران من أجل نزع تنازلات منها يعني "إضعاف بل وإغلاق باب المفاوضات".
وتقول الصحيفة إن تفاصيل الاتفاق سرية، وما يعرفه الطرفان أي الإسرائيلي والأمريكي يعطي كل طرف منهم نقاطا للحديث عنه. فالإدارة تتحدث عن "تجميد" وارجاعه للخلف، أي ستواصل إيران عمليات التخصيب ولكن من اليورانيوم غير الجيد وبجودة أقل من 5% . وتقول واشنطن إن الترسانة النووية في المجمل لن تزيد. وفي المقابل يرى نتنياهو أن الصفقة تعني رفع العقوبات قبل ان يتم وقف عمليات التخصيب بشكل كامل.
ومن جانبه تساءل كيري عن موقف إسرائيل، وإن كان المسؤولون لديهم كل التفاصيل عن الإتفاق. وشوه الإسرائيليون ما يمكن أن تحصل عليه إيران مقابل الموافقة. وأشارت إلى مبالغات يوفال ستنيز، وزير الشؤون الإستراتيجية الذي قال إن الإتفاق سيخفف عن إيران بنسبة ما بين 15-20 مليار من كلفة العقوبات التي تصل إلى 100 مليار دولار، هي الكلفة السنوية. فردت الخارجية وكذبت ما قاله الوزير الإسرائيلي حيث قالت إن مدة التخفيف هي ستة أشهر وليست سنة، وإنها لن تلغي سوى 6 مليارات دولار. لكن القادة الإسرائيليين ظلوا يتحدثون عن أرقام عالية.