نظم أنصار الرئيس
المصري المنتخب، محمد
مرسي، مسيرات ووفقات وسلاسل بشرية نهارية وليلية في القاهرة وعدة محافظات، ضمن احتجاجات أسبوع "الحرية للشرفاء"، الذي بدأ أمس السبت، بدعوة من "التحالف الوطني لدعم
الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد لمرسي، ويتواصل حتى الخميس المقبل.
واليوم هو الـ 135 لاحتجاجات مؤيدي مرسي، التي بدأت في 28 يونيو/حزيران الماضي، والـ 130 منذ أن أطاح به الجيش، بمشاركة قوى سياسية ودينية، يوم 3 يوليو/ تموز الماضي.
وبينما ركزت الهتافات والشعارت التي رددها ورفعها المحتجون، في القاهرة والمحافظات، على مطلب عودة الرئيس السابق للحكم وإطلاق سراح أنصاره خاصة الطلاب والنساء الذين تم القبض عليهم خلال احتجاجات ومداهمات أمنية تلت عزله، عاد تردي الأوضاع الاقتصادية ليشكل رافدا جديدا يؤجج هتلك الاحتجاجات، خاصة أزمة أسوطانات
الغاز المنزلي (غاز الطهي) التي تفاقمت مؤخرا.
ومن بين هذه الهتافات: "ياللى (يا من) ساكت ساكت ليه مليت (ملأت) أنبوبتك ولا إيه (أم ماذا)"، و"الأنبوبة (أسوطانة الغاز) بـ 60 جنيه (9 دولارات تقريبا) طبعا عاجبك كده (هذا) يا سعادة البيه"، و"فينك (أين أنت) فينك يا عودة.. مش لاقين (لا نجد) الأنبوبة"، في إشارة إلى باسم عودة، وزير التموين فى عهد مرسى، الذي يقول المحتجون إنه تمكن خلال وجوده في منصبه من حل أزمة أسطوانات الغاز العام الماضي.
وبخصوص من ألقي القبض عليهم من أنصار مرسي، ردد المتظاهرون هتافات من قبيل: "علي في سور السجن وعلي.. بكرة الثورة تشيل (تستبعد) ما تخلي (لا تترك شيئا)"، و"اكتب علي سور الزنزانة.. حبس الطالب عار وخيانة"، و"يا أبو دبورة ونجمة وكاب (يقصد رجال الشرطة) إزاي (كيف) تحبس البنات"، و"اكتب على سور الزنزانه.. حكم العسكر عار وخيانة".
كما رفعوا صورا لمرسي ولأنصاره المحبوسين ولـ"شارات رابعة العدوية"، ولافتات تحمل عبارات بينها: "الحرية للأحرار"، "الحرية لكل الشرفاء"، "الحرية للحرائر"، "الحرية للطلاب المعتقلين"،"الشعب مع صمود الرئيس"، "اثبت يا ريس (رئيس) خليك (كن) حديد.. وراك (خلفك) يا ريس مليون شهيد".
وشارة رابعة عبارة عن 4 أصابع مرفوعة باللون الأسود على خلفية صفراء، ترمز إلى ميدان "رابعة العدوية"، شرقي القاهرة، الذي كان مقرا لاعتصام مؤيدي مرسي قبل فضه من قبل قوات الجيش والشرطة يوم 14 غسطس/ آب الماضي؛ ما أسقط مئات القتلى وآلاف الجرحى.
كما ردد المتظاهرون، الهتافات المعتادة في مسيراتهم منذ أسابيع، بينها: "يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا (نحن) الشعب الخط الأحمر"، و"إحنا الشعب ولينا (لنا) إرادة .. مين خلاكوا (من جعلكم) علينا سادة"، "الانقلاب هو الإرهاب"، "القضية مش إخوان (جماعة الإخوان المسلمين) القضية شعب إتهان".
وخرجت احتجاجات لأنصار مرسي في مدينة منوف بمحافظة المنوفية (بدلتا النيل، شمالا) وقرية العدوة (مسقط رأس مرسي) في محافظة الشرقية (بدلتا النيل) احتجاجا على نقص أنابيب البوتجاز وارتفاع سعرها إلى ما يتراوح بين 40 و60 جنيها (ما بين 6 و9 دولارات تقريبا) بينما سعرها الرسمي ما يقرب من دولار واحد.
وتتفاقم أزمة أنابيب البوتجاز في فصل الشتاء بمصر والتي اصبحت متكررة في السنوات الأخيرة؛ حيث يرتفع الطلب عليها خاصة في المنزل لأغراض تسخين المياه، ولأصحاب مشاريع الدواجن، لكن الحكومة وعدت بسرعة حل هذه الأزمة، بحسب تصريحات لمسؤولين مؤخرا.
وبحسب تقارير مراسلي الأناضول، تشهد محافظات عديدة منذ نحو 10 أيام بينها الدقهلية والشرقية والمنوفية والبحيرة والفيوم وبني سويف وأسيوط عودة الطوابير (الاصطفاف) أمام منافذ توزيع إسطوانات البوتجاز بها، والتي عادة ما تشهد مشاجرات بين المصطفين وأصحاب هذه المنافذ.
وبعيدا عن هذه الأزمة، شهدت الكثير من الجامعات
مظاهرات طلابية تطالب بإطلاق سراح زملائهم وأعضاء هيئة التدريس من أنصار مرسي المحتجزين على خلفية مشاركتهم في تظاهرات واتهامات من السلطات بـ"إثارة العنف والشغب" خلالها.
ومن بين الجامعات التي شهدت مسيرات ووقفات احتجاجية نهارا: جامعة الأزهر فرع الدراسة (وسط القاهرة) والإسكندرية (شمالا) وأسيوط (جنوبا) والوادي الجديد (جنوبا).
إضافة إلى مظاهرة ليلية في المدينة الجامعية لطلاب الأزهر فرع مدينة نصر (شرقي القاهرة).
وفي السياق، أضرب عدد من طلاب كليتي الصيدلة والهندسة بجامعة المنصورة (بدلتا النيل) عن دخول اختبارات نصف العام التي بدأت اليوم السبت، كما واصلوا إضرابهم عن حضور المحاضرات للأسبوع الثاني علي التوالي تحت شعار: "مفيش دراسة من غير كرامة"؛ احتجاجا على اعتقال زملاء لهم.
ونهارا، خرجت احتجاجات مؤيدة لمرسي ورافضة لاعتقالات في صفوف أنصاره شملت: سلسلة بشرية في منطقة جليم ووقفة احتجاجية نسائية في منطقة سابا بشا (شرقي الإسكندرية)، و3 سلاسل بشرية في مدن "العاشر من رمضان"، و"أبو كبير"، و"فاقوس" بمحافظة الشرقية (بدلتا النيل)، ومسيرة في مدينة دمياط (مركز محافظة دمياط، بدلتا النيل) وأخرى في قرية دلجا بمحافظة المنيا (وسط).
كذلك، تم تنظيم سلسلة بشرية نسائية في مدينة برج العرب الجديدة، غرب الإسكندرية، والقريبة من المنطقة المتواجد فيها سجن برج العرب (على بعد 30 كيلومترا)؛ المحتجز به مرسي.
وسجن برج العرب من السجون شديدة الحراسة، ويتولى تأمينه في العادة قوات الجيش والشرطة، ويوجد في منطقة صحراوية بعيدة عن المناطق الآهلة بالسكان.وليلا: خرجت مسيرات مؤيدة لمرسي وتطالب بإطلاق سراح أنصاره في مدينة أبشواي بمحافظة الفيوم، ومدينة المنيا مركز محافظة المنيا (وسط)، ومدن 6 أكتوبر وإمبابة وكرداسة بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة).
وفي القاهرة، نظم عشرات المحتجين وقفة عصر اليوم أمام مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) الذي تنعقد به حاليا جلسات لجنة الخمسين لتعديل دستور 2012.
جاءت هذه الوقفة استجابة لدعوة أطلقتها حركات شبابية (مناهضة لمرسي) بينها: "حركة 6 إبريل/ الجبهة الديمقراطية"، و"حركة لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين"، "حركة الاشتراكين الثوريين"، "حركة شباب من أجل العدالة والحرية"، وردد المشاركون فيها هتافات ورفعوا لافتات ترفض إقرار أي مواد في الدستور الجاري اعداده تجيز محاكمات عسكرية للمدنيين.
وأمام دار القضاء العالي، حيث يوجد مقر النائب العام، وسط القاهرة، نظم أنصار مرسي وقفتين احتجاجتين صباحا وليلا، مطالبين بالافراج عمن أسموهم المعتقلين السياسيين.
وبينما خلت احتجاجات اليوم من أعمال العنف، وقعت اشتباكات مساء السبت بين معارضين ومؤيدين لمرسي في مدينة سنورس بمحافظة الفيوم (وسط) أثناء تنظيم المؤيدين لمسيرة احتجاجية في المدينة؛ ما أدى إلى إصابة شخص يدعى طارق فاروق (صاحب متجر لبيع الملابس).
ولم يوضح مجدي السيد مدير إسعاف الفيوم (تابع لوزارة الصحة) طبيعة إصابة فاروق، لكنه قال إنه تم نقله من مستشفى سنورس المركزي (حكومي) إلى مستشفى الفيوم العام (حكومي) بمدينة الفيوم (مركز المحافظة)؛ لاستكمال العلاج، وهو ما يؤشر إلى خطورة حالته.