منحت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر جائزتها لعام 2013 للمغنية والملحنة
الفلسطينية ريم بنا، لتضامنها مع النشطاء العرب ولفت الانتباه إلى قضيتهم. في حوارها مع DW تتحدث عن فوزها بالجائزة وبداية مشوارها الفني والقضايا التي تشغلها.
تقوم مؤسسة ابن رشد للفكر الحر، وهي جمعية عربية مُستقلّة مُسجّلة في ألمانيا، بتقديم جوائز سنوية للأشخاص والمؤسسات الذين يدعمون الفكر الديمقراطي الحر والديمقراطية والإبداع في البلاد العربية.
وحسب بيان صادر عن المؤسسة أوضحت فيه أن اختيار الفنانة الفلسطينية ريم بنّا جاء لكونها: "من أبرز الفنانين العرب الذين جاهروا بتضامنهم مع النشطاء في مختلف البلدان العربية ولفتوا الانتباه إلى قضاياهم العادلة". ويضيف البيان أن "أبحاث ريم بنا عن الروح الثورية في الشعر العربي قادها إلى تلحين عدد من القصائد، اختارتها من طيف واسع يمتد من القصائد التقليدية الفارسية والأندلسية إلى القصائد الحديثة التي كُتبت في السجون السياسية".
وعبرت عن سعادتها بالفوز بهذه الجائزة بقولها: "في الحقيقة أنا سعيدة بالجائزة خصوصاً وأنني فزت بها ضمن 18 مرشحةً ومرشحاً من ثماني دول عربية، إنها جائزة لبلدي فلسطين التي احتضنت كل إبداعاتي، كما أن الجائزة كانت مفاجئة لي، لأنني لم أكن أعلم أصلاً بوجود جائزة اسمها، جائزة ابن رشد للفكر الحر".
بداية صعبة على درب الغناء
ولدت ريم بنا عام 1966 بمدينة الناصرة وبدأ اهتمامها بالفن والموسيقى منذ الطفولة حيث تأثرت بوالدتها الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ. غير أن البداية لم تكن سهلة، فتقول وعن تلك المرحلة: "لما كنت طفلة كنت حينها من بين القليلات اللواتي كن يغنين. وكان ذلك صعباً لأنه لم يكن وقتها مقبولاً بأن تقف فتاة على خشبة المسرح وتغني، لكن مع مرور الوقت أصبح الناس يقبلون ذلك، خصوصاً بعد أدائي لأغانٍ ملتزمة". بالإضافة إلى تأثير والدتها على ذوقها الفني والجمالي تأثرت ريم بنّا بأصوات عربية عديدة، وتقول عن ذلك في حوارها من DW عربية"في بداياتي تأثرت بصوت المقرئ عبد الباسط عبد الصمد وهو كان مصدر إلهامي الأول. ثم هناك مغنون آخرون كظافر يوسف من تونس ، فيروز ومارسيل خليفة وغيرهم".
بعدما وصلت سن الرشد شدت ريم بنا الرحال إلى العاصمة الروسية موسكو حيث قضت ست سنوات في دراسة الموسيقى وإدارة الفرق الغنائية. وخلال سنوات دراستها أصدرت أول ألبوم لها عام 1985 بعنوان "جفرا" والثاني عام 1986 بعنوان "دموعك يا أمي". بعد العودة بدأت ريم تشق طريقها لوحدها وتمكنت من كسب العديد من المعجبين بأسلوبها الغنائي.
إضافة إلى قوة صوتها العذب تتميز المغنية ريم بنا بجديتها في اختيار المواضيع التي تعالج القضايا الإنسانية للمواطن العربي. ففي كانون الثاني/ يناير 2013 أصدرت ألبوما يحمل عنوان "تجلّيات الوجد والثّورة". يعتبر ثمرة تفاعلها مع الربيع العربي وموجة الثورات التي شهدتها العديد من البلدان العربية. غير أن أغانيها لا تقتصر على الكبار فقط، إذ دأبت على إصدار ألبومات خاصة بالأطفال. وعن هذا الاختيار تقول: "بالنسبة لأغاني الأطفال لم أخطط لها سلفا. قمت بأداء بعضها وحين لاحظتُ أن الأطفال حفظوها عن ظهر قلب بدأت أقدم لهم ألبومات غنائية خاصة بهم".
في إحدى أغانيها الموجهة للأطفال تقول ريم:
وأعطي نصف عمري ، للذي
يجعل طفلاً باكياً
يضحك
وأعطي نصفه الثاني ، لأحمي
زهرة خضراءَ
أن تهلك
أغني للحياة
فللحياة وهبت كل قصائدي
وقصائدي ،
هي كلّ ..
ما أملك !".
ريم والحريات الفردية
على الرغم من غنائها للقضية الفلسطينية، فإن ريم بنا تنبذ التطرف والعنف الذي يسلكه البعض للتعبير عن غضبهم أو ما يخالج صدورهم؛ وهي متمسكة بالكلمة والموسيقى لغةً وسلاحاً لها. كما تدافع عن الحرية الفردية وتشجب التطرف الديني، وتوضح ذلك قائلةً: "أنا فنانة أقدس الحرية بشكل عام والحرية الفردية بشكل خاص ... أحترم المتدينين لكنني ضد كل تطرف ديني أو سياسي ولا أتفق مع كل من يسعى إلى إقحام الدين في السياسة".
أما حفل تكريم بنّا وتسليمها اجائزة فسيقام يوم الجمعة، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، في متحف "الفنّ الإسلامي" في مدينة "برلين" الألمانيّة. وتجدر إلى أنه سبق لها المشاركة في حفلات غنائية بألمانيا وصفتها بالناجحة.
يُذكر أن العديد من الأسماء البارزة في عالم الفكر والاقتصاد والفن ومجال حقوق الإنسان سبق لها الفوز بجائزة ابن رشد للفكر الحر من بينهم الناشطة السورية رزان زيتونة، والسودانية فاطمة أحمد إبراهيم، والمفكرون: المصري نصر حامد أبو زيد والمغربي محمد عابد الجابري والجزائري محمد أركون، وغيرهم.