سياسة عربية

جدل في سوريا بعد لقاء الشرع مع رجال أعمال "مقربين" من الأسد.. هل عاد حمشو؟

حمشو يعرف بقربه من ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد- "سانا"
حمشو يعرف بقربه من ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد- "سانا"
أثارت لقاءات قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع مع عدد من الشخصيات الصناعية والاقتصادية جدلا في الأوساط السورية، وسط حديث عن تورط عدد منهم في العمل لصالح النظام المخلوع وعائلة الأسد.

ونشرت السلطات الجديدة الأسبوع الماضي صورة من لقاء جمع الشرع مع عدد من الصناعيين في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، ما أثار حفيظة ناشطين سوريين بسبب ظهور أسماء قالوا إنها متهمة بالعمل لصالح أفراد في عائلة الأسد، مثل ماهر الأسد وأسماء الأسد.


وأكد ناشطون هويات عدد من رجال الأعمال الذين التقوا مع الشرع بالرغم من "ارتباطهم بنظام الأسد"، وهم ثائر دريد لحام نجل الممثل السوري المؤيد بشدة للنظام المخلوع، دريد لحام.

وشملت الأسماء التي سلط ناشطون الضوء عليها، كلا من رئيس البنك السعودي الفرنسي في سوريا بسام ممدوح معماري، ورجل الأعمال هيثم صبحي جود.

يأتي ذلك على وقع تقارير عن عقد تسوية بين السلطات السورية الجديدة ورجل الأعمال محمد حمشو، الذي يعرف  بقربه الشديد من ماهر الأسد شقيق الرئيس المخلوع بشار الأسد.

اظهار أخبار متعلقة


ويعتبر حمشو المولود في دمشق عام 1966، واحدا من أبرز رجال الأعمال المقربين من النظام السوري، الذين برزت أسماؤهم خلال الحرب التي عصفت بالبلاد بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وحمشو الذي فاز بعضوية البرلمان لعدة دورات خلال حكم الأسد قبل إسقاطها عنه العام الماضي بسبب حمله الجنسية التركية،  مدرج على قوائم عقوبات الاتحاد الأوروبي التي فرضت على رجال أعمال مقربين من النظام السوري وعائلة الأسد عقب انطلاق الثورة السورية.

وعقب سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، نشرت منصات محلية صورا من داخل مزرعة فارهة تعود لحمشو، ظهر فيها مصنع لتصنيع الكبتاغون والمواد المخدرة.

وأكد موقع "صوت العاصمة"، نقلا عن مصادر لم يسمها، الأنباء المتداولة حول عودة حمشو إلى دمشق عقب شهر من سقوط نظام الأسد.

وبحسب الموقع، فإن عودة حمشو جاءت بعد تسوية مع السلطات السورية الجديدة بوساطة من رجال أعمال سوريين تضمنت عودته إلى البلاد وممارسة أعماله.

وفي حين تداولت منصات محلية أنباء غير مؤكدة حول عودة حمشو مقابل تسوية بلغت قيمتها مليار دولار للخزينة العامة، إلا أن موقع "صوت العاصمة"، أوضح أنه لم يتسن له التحقق من ذلك.

وأثارت هذه الأنباء استياء واسعا في الأوساط السورية بسبب ما يعرف عن حمشو من قربه الشديد من عائلة الأسد والاتهامات التي تحيط به حول تورطه بجرائم فساد وضلوعه بتجارة المخدرات.

وبحسب مرصد الشبكات الاقتصادية والسياسية، فإن حمشو هو واجهة ماهر الأسد وشريك الفرقة الرابعة التي يديرها الأخير، في "لجان التعدين"، كما أنه مالك شركة حراسات أمنية، وضالع بتجارة الكبتاغون.


وقال الممثل السوري فارس الحلو في تدوينة عبر حسابه على منصة "فيسبوك": "ما انعصر معكم حمشو إلا بمليار يا دراويش؟!". بينما قال الفنان مكسيم خليل: "ما بعرف قديش صحيح الخب. بس عفوا شو يعني وساطة لأنه ما فهمتا!. يعني بفرد مرة تعو نعمل وساطة لبشار وماهر الأسد. ويا سيدي هدول قدرانين يدفعوا أكتر من 10 مليار دولار".

وأضاف خليل: "إذا كان الخبر مؤكدا، فإن هذا القرار ما بياخدوا حدا غير أهالي الشهداء والمعتقلين يلي قتلوا تحت التعذيب. وأهالي يلي غرقوا بالبحر والناس يلي تهجرت من بيوتها وقعدت بالخيام على مدار 13 سنة".


من جهتها، قالت رنا قباني، ابنة شقيق الشاعر السوري الراحل نزار قباني: "محمد حمشو يعود إلى سوريا، بعد تسوية مع السلطة الجديدة".

وأضافت في تدوينة عبر "إكس" أن "هذا الخبر من الأخبار المؤلمة جدا للشعب السوري، إذ إن فدية مليار دولار لا تكفي لتكفير ذنوب هذا الرجل الحقير، الذي كان شريك ماهر الأسد بكل جرائمه"، مشيرة إلى أن "مكانه الطبيعي اللائق بأعماله هو فرع الخطيب".


أما ريما اللحام، فقد قالت: "بدأت الأخطاء الكارثية للإدارة السورية الجديدة التي من المستحيل تبريرها"، مشيرة إلى أن "عودة محمد حمشو إلى سوريا لا تختلف كثيرا عن عودة ماهر الأسد.. هما شركاء في النصب والسرقات وربما القتل".

وأضافت متسائلة: "أيعقل أن يسمح له بالعودة مقابل منح الإدارة السورية مليار دولار؟ كيف يمكن أن نأمن مجرما سابقا؟"، بحسب تعبيرها.

من جانبه قال فراس الأسد، وهو ابن رفعت الأسد عم الرئيس المخلوع ويعرف عنه معارضته لنظام عائلته: "محمد حمشو، الصديق الأقرب لماهر الأسد، صديق البيت المقيم، صديق العائلة الأعز، الذراع المالي الأكبر، خازن المليارات، عضو مجلس الشعب، أهم واجهة للفساد في سوريا بعد رامي مخلوف".

وأضاف أن "محمد حمشو يسرح ويمرح في دمشق"، متسائلا: "هل ننتظر رامي مخلوف (أيضا) في دمشق؟".

وبالرغم من الجدل المتصاعد حول عودة حمشو المحتملة والانتقادات بشأن استضافة رجال أعمال متهمين بالعمل لصالح النظام المخلوع في قصر الشعب، إلا أن الإدارة الجديدة لم تصدر بيانا حول الأمر.

اظهار أخبار متعلقة


وقال الناشط والإعلامي السوري المعروف باسم "حمصود"، في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس": "الناطق الرسمي تبع الحكومة إيمتى حابب ينطق للعالم بخصوص حمشو؟".

اعتادت عائلة الأسد التي أسست حكما استبداديا استمر لأكثر من 50 عاما في سوريا على الاعتماد على شخصيات تعرف بـ"الواجهات الاقتصادية" في أعمالها المشبوهة، بما في ذلك محمد حمشو وعائلة قاطرجي وغيرهما.


التعليقات (0)