سياسة عربية

هذا ما نعرفه عن الجيش السوري منذ تأسيسه.. "بارع" في الانقلابات العسكرية

شكري القوتلي خلال استعراض لقوات الجيش في دمشق عام 1957- جيتي
شكري القوتلي خلال استعراض لقوات الجيش في دمشق عام 1957- جيتي
يسلط قرار القيادة الجديدة لسوريا ما بعد الثورة، وخلع نظام بشار الأسد، بحل كافة الفصائل العسكرية التي قامت بإسقاطه لدمجها في وزارة الدفاع، الضوء على جيش البلاد، الذي تعرض للانهيار مع الهجوم الذي بدأ في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وانتهى بعد نحو أسبوع بالسيطرة على دمشق.

ويعد الجيش السوري، من الجيوش التي تأسست في فترة ما بعد انسحاب الدول المستعمرة للمنطقة العربية، بعد غياب الدولة العثمانية التي كانت تحكم تلك المنطقة بجيش واحد، وأعلن عن  تأسيسه بتاريخ 1 آب/أغسطس 1945، بعد الاستقلال عن فرنسا.

وتشكلت النواة الأولى للجيش تحت إشراف الفرنسيين خلال استعمارهم لسوريا، وتوسع مع الوقت ليأخذ دور القوة المسيطرة على البلاد مع خروجهم من سوريا.

ونستعرض في التقرير التالي أهم ما نعرفه عن الجيش السوري:


تعداد القوات:

قدر تعداد الجيش السوري، ما قبل الثورة عام 2011، بأكثر من 320 ألف جندي ومجند، حيث تفرض سوريا التجنيد الإلزامي على كافة المواطنين البالغين سن الـ 18 من العمر، ويخدم المجند لمدة سنتين يسرح بعدها، في حين يخدم المتطوعون عدة سنوات باعتبار الجيش وظيفة يتدرجون خلالها في الرتب العسكرية حتى موعد التقاعد.

اظهار أخبار متعلقة



تراجع عدد قوات النظام بصورة حادة، مع اندلاع الثورة، بسبب التصدعات التي أصابته والانشقاقات والخسائر البشرية نتيجة المعارك مع المعارضة، ووصل إلى نحو 80 ألفا، لجأ خلالها إلى الاستعانة بعناصر فروع المخابرات المختلفة غير المؤهلين للقتال العسكري، فضلا عن المليشيات التي شكلها من أصحاب السوابق والتجمعات الموالية للنظام.

الانقلابات العسكرية:

تعد سوريا من أكثر الدول العربية التي عاشت على وقع الاضطرابات نتيجة الانقلابات العسكرية والحكم القمعي العسكري، وبعض الانقلابات وقعت داخل الحزب الواحد الحاكم.

أول الانقلابات العسكرية وقعت في سوريا على يد الجنرال حسني الزعيم عام 1949، والذي أطاح بالرئيس شكري القوتلي وأطلق عليه لقب فاتح عصر الانقلابات العسكرية في تاريخ سوريا.

الانقلاب الثاني قام به الجنرال سامي الحناوي، ضد حسني الزعيم، وقام باعتقاله مع رئيس وزرائه محسن البرازي وحكم عليهما بالإعدام في محكمة عسكرية.

الانقلاب الثالث والرابع 1949، نفذهما العقيد أديب الشيشكلي وأبقى هاشم الأتاسي رئيسا للبلاد، لكن تحت السيطرة العسكرية، ليعود ويستكمل انقلابه ويسيطر على كافة مقاليد السلطة.

الانقلاب الخامس، عام 1954، نفذه الجنرال فيصل الأتاسي، على الشيشكلي، بعد السيطرة على مباني الدولة في حلب، وإذاعة بيان الانقلاب، ودفع الشيشكلي للاستقالة تجنبا لإراقة الدماء والدخول في حرب أهلية والسماح له بمغادرة البلاد.

دخلت سوريا في وحدة مع مصر عام 1958، وبناء عليها استقال شكري القوتلي لصالح ترشيح جمال عبد الناصر لقيادة سوريا ومصر في الجمهورية العربية المتحدة،

لكن بعد نحو 3 أعوام من الوحدة، غير المستقرة، وقع انقلاب عسكري سوري، وأعلنت سوريا انفصالها عن مصر ليكون الانقلاب العسكري السادس.

نفذ حزب البعث العربي الاشتراكي، الانقلاب السابع في تاريخ سوريا، عام 1963، على حكومة خالد العظم، وألغى الحريات العامة والسياسية، وطبق قانون طوارئ استمر حتى عام 2011.

 أما الانقلاب الثامن، فنفذه حزب البعث ضد حكومته بقيادة متمردين عسكريين يقودهم صلاح جديد.

ونفذ الانقلاب التاسع، عام 1970، من قبل حزب البعث على صلاح جديد، وكان وراءه حافظ الأسد، وأطلق عليه اسم "الحركة التصحيحية" والتي أدت إلى صعود الأسد إلى السلطة وسيطرته الدموية على البلاد حتى وفاته عام 2000.


Image1_12202426173021986072689.jpg

الحروب 
شارك الجيش السوري في عدة حروب منذ تأسيسه، اتسم أغلبها بالهزائم كحال بقية الجيوش العربية، وهي كالتالي:

الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 "النكبة"، والتي أدت إلى قيام دولة الاحتلال، وخسائر أجزاء كبيرة من فلسطين.

حرب عام 1967 "النكسة"، والتي خسر فيها الجيش السوري هضبة الجولان حتى يومنا هذا.

اظهار أخبار متعلقة



حرب الاستنزاف 1967-1970 والتي اتسمت بدوام الاشتباكات المحدودة مع الاحتلال في نطاق جغرافي قريب من الجولان، دون تحوله لحرب واسعة.

حرب 1973، وهو الهجوم المزدوج على الاحتلال، بين سوريا ومصر، حاولت فيه دمشق استعادة الجولان لكنها لم تتمكن من ذلك، وانتهت الحرب بتحديد خط وقف إطلاق النار عند القنيطرة.
التعليقات (0)