قالت صحيفة "
وول ستريت جورنال" إن انهيار
حكم
الأسد يثير المخاوف من فراغ السلطة في
سوريا.
وأضافت في تقرير ترجمته
"عربي21" أن حكومة الأسد نجت سنوات من الحرب الأهلية وأزمات اقتصادية، لكن
قواتها خنعت تحت الضغط أمام المقاتلين الذين تدفقوا من الشمال والجنوب والشرق.
وكان القتال هو أحدث تحول دراماتيكي في
سلسلة من الصراعات المترابطة التي هزت الشرق الأوسط لأكثر من عام.
وتقول الصحيفة إن حكومة الأسد كانت ضحية جزئيا للحروب في لبنان وكذلك في أوكرانيا،
والتي استنزفت قوة روسيا وحزب الله المدعوم من إيران، وهما الراعيان الرئيسيان اللذان
حافظت جيوشهما على الأسرة في السلطة.
وتضيف الصحيفة أن إيران وروسيا وتركيا و"إسرائيل"
والحكومات العربية والولايات المتحدة - التي لديها ما لا يقل عن 900 جندي في البلاد، تراقب الأحداث عن كثب. وهناك قلق من أن الانهيار
السريع للنظام دون التخطيط للخلافة قد يخلق فراغا خطيرا مع آثار غير مباشرة في البلدان
المجاورة. وأشارت إلى أن الحملة التي بدأها الجولاني الذي قطع علاقاته مع تنظيم القاعدة
وتعهد بحماية الأقليات الدينية يظل محل شكوك في حقيقة تحولاته.
اظهار أخبار متعلقة
ولقد تعرض آل الأسد لكراهية شديدة لكنهم
حافظوا على توازن قوى ونسبي لسنوات في بلد مقسم بين الجماعات المسلحة المتعارضة في
بعض الأحيان وبين القوى الخارجية بما فيها تركيا وروسيا وإيران.
وفي الأيام الأخيرة، سارعت الدول المجاورة
إلى تعزيز حدودها لمنع أي امتداد محتمل للصراع.
ولعبت سوريا الدولة الصغيرة والتي أفقرتها
الحرب الأهلية دورا محوريا في الصراعات المترابطة في المنطقة، وأصبحت خط نقل لإمدادات
الأسلحة لحزب الله وجلبت نفوذ إيران إلى حدود "إسرائيل". كما أنها قامت بتخزين
الأسلحة الكيماوية واستخدامها، والتي يخشى الآن أن تنتهي في الأيدي الخطأ.
وكان الأسد قد قال إنه سيلقي خطابا للشعب
في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي يوم السبت، لكن الخطاب لم يحدث قط. ولم يتسن
تحديد مكان وجوده. وقال مسؤول مقرب من عائلة الأسد إن الأشخاص المقربين من الحكومة
السورية كانوا يختبئون من القتال في دمشق بينما كان المسلحون يزحفون عبر العاصمة. وقال:
"إنها فوضى، نحن جميعا تحت الطاولات"، و"هناك إطلاق نار في الخارج في
الشوارع".
وقال المقدم حسن عبد الغني من القيادة العسكرية
للمتمردين في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي في ساعة مبكرة من صباح الأحد بالتوقيت
المحلي: "نعلن مدينة دمشق حرة من الطاغية بشار الأسد".
وقال عبد الكافي الحمدو، مدرس اللغة الإنجليزية
من حلب الذي عاد مؤخرا إلى المدينة بعد مغادرتها في عام 2016: "لقد نجحنا، لقد
انتصرنا، نحن أخيرا دولة حرة".
وقالت ريم تركماني، التي شهد أصدقاؤها في
المدينة النشاط من شرفاتهم، إنه مع اقتراب المسلحين من حمص، فقد أشعل عملاء الأمن السوريين
النار في وثائق على سطح فرع المخابرات الرئيسي قبل إخلائه.
وأطلق الثوار السوريون سراح مئات المعتقلين
من سجن أطلق عليه اسم "المسلخ البشري" بعد الاستيلاء عليه أثناء زحفهم إلى
العاصمة. ووفقا لمنظمة العفو الدولية، فإنه أُعدم ما يصل إلى 13,000 شخص في سجن صيدنايا
سيئ السمعة في السنوات الست الأولى بعد الانتفاضة في عام 2011. وقتل العديد من الآخرين
بعد تعرضهم للتعذيب المتكرر والحرمان الممنهج من الطعام والماء والدواء.
وفي وقت سابق في العاصمة، كانت الشوارع
مهجورة تقريبا وكانت أرفف المتاجر فارغة، وفقا لما قاله أحد سكان المدينة. وفر أنصار
النظام المذعورين نحو المناطق الساحلية في مركبات مكتظة بأمتعتهم. وكان يمكن سماع انفجارات
عرضية من ضواحي المدينة. وقد بدأت الاحتجاجات ضد نظام الأسد مع الربيع العربي في عام
2011 وتطورت إلى حرب أهلية صريحة، حيث تنافست أطراف متعددة من أجل السيطرة على أجزاء من البلاد. وساعدت إيران وروسيا في عام
2015 الأسد في سحق الانتفاضة بالقوة الجوية والقوات بالوكالة. وقال أشخاص مطلعون على
الرسائل إن كليهما أشارا إلى الزعيم السوري بأنهما لا يستطيعان التدخل أو لن يتدخلا
هذه المرة.
وفي الوقت نفسه، قال أحد الأشخاص إن مقاتلي
هيئة تحرير الشام، الذين يبلغ عددهم 25,000 مقاتل، لا يبدو أن لديهم الأفراد للسيطرة
على الأراضي الشاسعة التي اكتسبوها في الأيام الأخيرة وحكمها. وقال دبلوماسي غربي يهتم
بسوريا، مشيرا إلى الاقتتال الداخلي والانقسامات في ليبيا التي أعقبت الإطاحة بحاكم
البلاد لفترة طويلة، العقيد معمر القذافي، في عام 2011: "ربما شهدنا انتصارا كبيرا
وسريعا ولكن المشاكل ستبدأ بعد".
اظهار أخبار متعلقة
وقال مايكل كوفمان، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام
الدولي إنه مع ذوبان قوات النظام، فقد تركز روسيا على إبرام صفقة للاحتفاظ بقاعدتين
على ساحل البحر الأبيض المتوسط تمكنها من فرض قوتها في جميع أنحاء المنطقة. وتقف
تركيا، وهي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي كداعم للمتمردين، وأرسلت قواتها عبر الحدود
في السابق، كرابح كبير وقد تكتسب نفوذا كبيرا
في سوريا.